أبواب – شعر نزيه بريك

نزيه بريك – الجولان المحتل

فقط من بابِ الحيادِ،
لا أكثر ولا أقل
وضعتُ الله والشيطانَ
في الصورة…، وانتظرتُ
أن ينطق الحائط


فقط من بابِ المعرفةِ
أُفَضِّلُ الشكَّ على اليقين،
لأَحشُرَ المُسَلَّماتَ
في الزاوية

إعلان


فقط من بابِ اليقينِ
أَقَمّتُ علاقة مع السؤال
أنا أبداً لا أثق
بموقع الفاصلة، والنقطة
الكاتمة للصوت


فقط من باب الزنى المفتوح
أتحرَّشُ وقت الدوام
بجسد السلطة
أُحبُّ الأشياء عارية،
عاريةً
من ورقة التوت


فقط من باب تسلية الفراغ،
أزرع الأشجار في كثبان الأفق،
وأقتلعها
قبل الغروب، كي لا
تكتشف الحقيقة


فقط من بابِ الرِّفقِ بالأفكار…،
أتحدَّثُ عبر النافذة
مع الحديقة،
ولا أمسُّ شعرة من رغبة
سكاكين الرقابة


فقط من بابِ القهرِ،
أَسّكُبُ غَضبي على المارين
فوق ظلّي، دون أن
أجّرحَ مشاعرَ الشمس


فقط من بابِ الحذرِ،
وضعتُ المستقبلَ تحت
الحراسة المشددة
وزوَّدتهُ بإحداثيات
الأعداء


فقط من باب الموسيقى،
أعتني بحبال صوتي، كي لا يطمع
الموتُ، ويَلُفُّ بحبالِه
عنقي


فقط من باب السفر،
رسمتُ بين الرصاصة
وطريدتها
طريقاً
باتجاهٍ واحدٍ…


فقط من باب الحركة،
أشُدُّ التمثالَ مِن شَعرِهِ
كل يوم،
وأسّكبُ على رأسه ماءَ
الصرف الصحي


فقط من باب التغيير،
دربّتُ رأسي
على التقاط الأصوات
القصيرة المدى،
وتركتُ النوافذ مشرعة


فقط من باب التواصلِ
مع الأرض
أمشي حافياً، كي أقطع
الطريق على الدخلاء


فقط من باب اللهو،
أُغَيّرُ مَشيَّتي
تارةً أُسّرعُ، تارةً أتباطأ، وتارة
أقفز على قدم واحدة، كي لا
تُدمِنُ خطواتي الإيقاع،
فأستحيلُ نَصَّاً
غير قابل للهضم


فقط من باب المراهقة،
أضعُ على صدر أحلامي
وردة بيضاء،
لعل الظلام يأخذها
على محمل الوجود


فقط من باب العِشرة
لن أترك الحزن
وحيداً،
فبيننا وطن، وعناق،
وسفرٌ طويلٌ


فقط من باب الحقيقة
صفعتُ نشرةَ الأخبار
على وجهها،
وعلى قفاها ركَلتُها
مرتين


فقط من باب النجاة
كلما هاجمني الحنينُ،
أرفعُ يدايَ
أجلس بجانبه، وأحكي
لهُ قصة للنوم


فقط من باب الاستعارة
خرجتُ إلى الغابة،
أبحثُ
عن “كليلة ودُمنة”


فقط من باب الحلقة المفقودة…
استدعَيّتُ الفلسفة
والديالكتيك، لأُقفِل فَمَ
السؤال الكبير…


فقط من باب التنبُؤ
رسمتُ النهر بدون ماء
وكسرتُ ظهر الجسر
بالبكاء


فقط من باب الدوران…
تَخيَّلتُ لو أنَّ الشمس
تدور، ثم لا تدور،
وتبقى هناك…


فقط من باب الاحتراز…
جارتي البعيدة مَنحَتْ اسم زوجها
لطِفلهِم المُنتَظر، وما زالت
تنتظر
كلمة الحرب

تعليقات

  1. صديقي في كل مره ادخل لاجد قصيده جميله ونثر رائع دائما تبدع فيما تكتب اتمنى لو تجمع كل كتاباتك في ديوان شعر فكتاباتك مميزه مستفزه لمن يقرأها

  2. أخي الكريم نزيه أرى من خلال كلماتك أنك تملك ثروة لغوية عميقة المعاني ولكن الأسلوب في ادراجها يبدو للقارىءغامضا يعض الغموض ولربما كنا أقل منك ثقافة في هذا النوع من الشعر ، حبذا لو تكرمت على القارىء بايجاد صلة أو بعض الترابط يبن المعاني في شعرك المميز .مع كل التقدير والاحترام لشخصك الكريم .

التعليقات مغلقة.

+ -
.