أزمة مضايا: “400 شخص” بحاجة للإجلاء العاجل من البلدة المحاصرة

قال سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة إنه ربما تكون هناك حاجة لإجلاء نحو 400 شخص من بلدة مضايا السورية المحاصرة على نحو عاجل بهدف منحهم الرعاية الطبية.

وجاء حديث السفير جيرارد فان بومن عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ناقش الأزمة في البلدة الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة والواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

وفي وقت سابق، وصلت قافلة تحمل مساعدات إغاثية إلى البلدة التي يسكنها 40 ألف شخص والتي تفرض عليها قوات الحكومة السورية حصارا منذ ستة أشهر.

وتقول الأمم المتحدة إنها اطّلعت على تقارير موثوقة تفيد بأن أناسا في البلدة يموتون جوعا.

وبالتزامن مع هذا، دخلت شاحنات محملة بالمساعدات الإغاثية إلى بلدتين يحاصرهما مسلحو المعارضة في محافظة إدلب، شمالي سوريا، وذلك بعد إبرام اتفاقية بين طرفي النزاع.

وتُشير تقارير إلى أن الوضع في بلدتي الفوعة وكفريا أليم بدوره، إذ أن سكانهما الذين يُقدّر عددهم بنحو 20 ألف شخص محاصرون منذ مارس/ آذار.

وتأخر وصول المساعدات حتى تصبح مجموعتا الشاحنات على استعداد للدخول.

وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال السفير النيوزيلندي فان بومن إنه يجب إجلاء نحو 400 شخص من مضايا كي يحصلوا على العلاج على نحو عاجل.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن السفير قوله “يحتاجون الإجلاء الطبي على أساس عاجل الليلة، ويريدون إذنا من الحكومة السورية”.

وحصل عدد قليل من سكان البلدة على إذن بالمغادرة، وكان بالإمكان رؤيتهم وبحوزتهم متعلقاتهم فيما ينتظرون الإجلاء.

ووصلت 44 شاحنة إلى مضايا من دمشق أمس. وأُديرت العملية بواسطة الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري، وبرنامج الغذاء العالمي.

ونقلت القافلة أطعمة وأدوية، بالإضافة إلى أغطية ومواد إيواء وصابون.

وفي تصريح لبي بي سي، قال يعقوب الحلّو منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة إلى سوريا إن موظفي المنظمة رأوا أطفالا يتضورون جوعا في البلدة.

وقالت إحدى السكان، وتدعى هبة عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس “منذ 15 يوما لا نأكل سوى الحساء”.

وأضافت هبة البالغة من العمر 17 عاما “رأيت رجلا يقتل قطة ويُقدّم لحمها إلى أفراد أسرته على أنه لحم أرنب. البعض بحث عن طعام في صناديق القمامة، وآخرون أكلوا الحشائش. طلبنا الطعام من المقاتلين لكنهم رفضوا منحنا إياه”.

وتقع مضايا على بعد نحو 25 كيلومترا شمال غرب دمشق، وعلى بعد 11 كيلومترا من حدود لبنان.

ومنذ مطلع يوليو/ تموز 2015، تخضع البلدة لحصار تفرضه قوات الحكومة السورية وحلفاؤها من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية.

ومع توصيل المساعدات إلى البلدة، دخلت 21 شاحنة الفوعة وكفريا.

ونقلت الشاحنات بعض المواد الغذائية الأساسية – ومنه الأرز والزيت والدقيق والسكر والملح – بالإضافة إلى الماء وحليب للأطفال وأغطية وأدوية وأدوات جراحية.

وفي وقت سابق، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن 28 شخصا – بينهم ستة أطفال تقل أعمارهم عن عام واحد – ماتوا من الجوع في مضايا منذ أول ديسمبر/ كانون الأول.

لكن مسؤولين من الحكومة السورية وحزب الله نفوا مصرع أي شخص في البلدة.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس للأنباء عن سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري قوله “الحكومة السورية لم ولن تنفذ أي سياسة تجويع ضد شعبها”.

ويواجه زعماء في المعارضة اتهامات ببيع الطعام إلى سكان مضايا بأسعار باهظة.

وشهد النزاع في سوريا فرض الحصار على عدة مناطق.

ويعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعا محاصرا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح.

+ -
.