إجتماع «مصالحة» في مطار القامشلي

عقد اجتماع بين مسؤولين حكوميين سوريين وأكراد في مطار القامشلي لضبط التوتر بين الطرفين اثر معارك قتل وجرح فيها عشرات خلال اليومين الماضيين، في وقت قتل وجرح مدنيون بغارات شنها الطيران السوري على مدينة حلب. وحض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المبعوث الدولي على مواصلة المفاوضات على رغم انسحاب «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة.

وأكد مسؤول كردي لـ «الحياة» حصول اجتماع مطار القامشلي بين مسؤولين امنيين وحكوميين قدموا من دمشق، ومسؤولين أكراد، بهدف تهدئة الأوضاع في القامشلي ووضع حد للاشتباكات. وأوضح ان المعارك بين موالين لدمشق وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) التي اسفرت عن مقتل ٢٥ بينهم ١٥ من القوات النظامية، اندلعت «نتيجة استفزازات، بعد خطف شخصين من القامشلي وقتلهما، الأمر الذي قابلته قوات الأمن الكردية بهجوم على مناطق بينها السجن»، لافتاً الى ان «القوات النظامية قصفت القامشلي».

وهذه من المرات النادرة التي تحصل فيها اشتباكات بين القوات النظامية والعناصر الكردية الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال شرقي سورية وشمالها.

الى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ناطق باسم «قاعدة حميميم» الجوية في اللاذقية، إن الطائرات الحربية الروسية لم تحلق فوق منطقة قرب دمشق حيث تحطمت قاذفة سورية ضمن سلسلة غارات شنها الطيران السوري امس، كانت بينها غارات على حلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران شن ١٤ غارة على الأقل على حلب وريفها ما ادى الى مقتل ٢٠ مدنياً، في أعنف تصعيد للقصف من حوالى سنة ومنذ الهدنة في نهاية شباط (فبراير) الماضي.

وأفاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبد الهادي بأن «داعش» طرد «جبهة النصرة» من مخيم اليرموك جنوب دمشق و «بات يسيطر في شكل شبه كامل على مخيم اليرموك بعد طرد حليفه السابق من المواقع التي كانا يسيطران عليها»، لافتاً الى ان المعارك اسفرت عن «مقتل 5 مدنيين وجرح نحو 20 آخرين».

سياسياً، اعتبر لافروف أمس «خروج متطرفين من الهيئة العليا للمفاوضات لوفد لمعارضة السورية يعني معافاة عملية المفاوضات»، لافتاً الى إن بعض الشخصيات «انشقت عن الهيئة العليا للمفاوضات بسبب الاعتراض على هيمنة المتطرفين»، بمن فيهم قادة تنظيم «جيش الإسلام». وأشاد لافروف بمن وصفهم «أعضاء عاقلين» في «الهيئة العليا» كونهم انسحبوا منها، مشدداً على ان موسكو «تؤيد مشاركة الأعضاء المنشقين عن الهيئة العليا للمفاوضات في مفاوضات جنيف كمستقلين». وأضاف أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يجب أن ينفذ مهمته ويجري محادثات مع كل أطياف المعارضة.

في المقابل، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الناطق الرسمي باسم «الهيئة العليا» سالم المسلط تأكيده عدم وقوع انشقاقات داخل «الهيئة»، واستبعد احتمال انفصال الجزء «المعتدل» من وفد «الهيئة» بهدف مواصلة المفاوضات في جنيف، قائلاً: «نحن فريق موحد، غير منقسم، ونحن جميعاً معتدلون».

+ -
.