سلمت إسرائيل الليلة الماضية 3 من جثامين الشهداء الأربعة الذين سقطوا قبل يومين على خط وقف إطلاق النار في منطقة سحيتا، وذلك في نفس المكان الذي استشهدوا فيه، على أن يسلم الجثمان الرابع عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء.
وقال الشيخ طاهر أبو صالح، في حديث لموقع جولاني في وقت متأخر الليلة الماضية، أنه تم تسليم جثامين ثلاثة من الشهداء مساء، إلى رجال دين من قرية حضر، بينما بقيت جثة الشهيد الرابع (نزيه محمود)، الموجودة في مكان بعيد عن الثلاثة، إلى الشمال من المنطقة، وكان من الصعب الوصول إليها، لذا اتفق على أن يتوجه رجال دين من أهالي حضر، عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً لأخذ الجثة بنفسهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق المنطقة بصورة تامة، اعتباراً من الساعة السابعة مساء، ومنع الاقتراب منها. وقد استغرقت عملية التسليم عدة ساعات.
جثث الشهداء بقيت ملقاة في مكانها ليومين
وبقيت جثث الشهداء ملقاة في مكانها لليوم الثاني على التوالي، وبقي الغموض كل هذه المدة يلف القضية وما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيقوم بتسليمها إلى أهالي حضر وكيف سيتم ذلك.
وسادت بين أهالي وأقرباء الشهداء حالة من المرارة والغضب نتيجة بقاء الجثث في العراء، دون أن يتمكنوا من دفنها بصورة لائقة، ودون أن يكون هناك أي تحرك رسمي لسحب الجثث وتسليمها إلى ذويها. وقد أقام ذوو الشهيدين ثائر ونزيه محمود، وحشد من الأهالي، اعتصاماً في ساحة سلطان الأطرش عصراً احتجاجاً على هذا الأمر.
أقرباء الشهيدين ثائر ونزيه حاولوا، منذ ساعات الصباح، الاستفسار من الجيش الإسرائيلي الذي أغلق مكان الحادث عن مصير الجثث، وعما إذا كان سيتم تسليمها إلى الجانب السوري، لكنهم لم يتلقوا أي جواب.
وفي وقت لاحق أخبر وجهاء من المنطقة، تواصلوا مع السلطات الإسرائيلية بهدف تسليم الجثث إلى أصحابها في حضر، أقارب الشهيدين في مجدل شمس، أن الجيش الإسرائيلي سيسمح لعدد من أقارب الشهداء من قرية حضر بالاقتراب لتسلم الجثث، لكنه لم يعرف متى وكيف سيتم الأمر، إلى أن تم الإعلان عن ذلك قرابة الساعة السابعة مساء.
الجيش الإسرائيلي قام منذ ساعات الصباح بأعمال في منطقة الحادث، عند المعسكر المهجور قرب سحيتا، حيث شوهدت حفارات كبيرة تعمل إلى الشرق من خط وقف إطلاق النار، كذلك نفذ الجيش ظهر اليوم تفجيراً في المكان لم تعرف حيثياته، يعتقد أنه لألغام ومواد متفجرة تحضيراً للدخول وإخراج الجثث من مكان وجودها الذي يحيط به حقل ألغام. وبنفس الوقت أقام جنود حاجزاً ومنعوا الاقتراب من المنطقة بمن فيهم الصحفيين. كذللك امتنع الناطق العسكري عن الإجابة على أسئلة وجهت له من قبل موقع “جولاني”، حول ما إذا كان الجيش سيسلم الجثث إلى الجانب السوري ومتى سيتم ذلك.
كذلك شوهد عدد كبير من سيارات قوات الأمم المتحدة قرب مكان الحادث صباحا، يرافقها عدد من الضباط الإسرائيليين، حيث بقيت في المكان لأكثر من ساعة قبل أن تغادر، دون أن تتسرب أي معلومات حول سبب زيارتها هذه.
صور من الاعتصام في ساحة سلطان الأطرش في مجدل شمس: