صعّد النظام ضغطه على المعارضة في مدينة حلب محاولاً إحكام حصاره عليها بعدما انتقل مقاتلو «حزب الله» اللبناني إلى «الخطوط الأمامية»، في وقت صعّد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجومه على مواقع المقاتلين الأكراد في شمال سورية، محاولاً إحكام سيطرته بالكامل على منطقة عين العرب (كوباني) على الحدود التركية.
وبالتزامن مع ذلك، تسارعت الاتصالات في نيويورك خلال الساعات الماضية بعد تأخر الإعلان الرسمي عن تعيين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الإيطالي – السويدي ستيفان دي ميستورا ممثلاً للأمم المتحدة في سورية، وإعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تعيين المصري رمزي عزالدين رمزي نائباً لدي ميستورا ممثلاً للجامعة العربية. وكان متوقعاً أن تُعلن التعيينات رسمياً مساء الخميس، بعدما كان مقرراً صدورها مساء الأربعاء.
واجتمع السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بالأمين العام للأمم المتحدة مرتين خلال 24 ساعة في إطار المشاورات التي أجراها بان مع المعنيين بالتعيينات التي سيقدم عليها. وقال بان في مؤتمر صحافي: «هناك لاعبون عديدون في هذه العملية ونحن نحتاج إلى أن نحصل على موافقة الجميع».
ومعروف أن الحكومة السورية كانت قاطعت ناصر القدوة نائب الممثل الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي ورفضت استقباله قطعاً في دمشق تعبيراً عن رفضها «الشق العربي» في المهمة. وقالت مصادر في نيويورك إن دمشق مستمرة في رفضها أي دور للجامعة العربية، وإنها فرضت، بدعم من روسيا، على الأمانة العامة ألا يكون خلف الإبراهيمي ممثلاً أممياً وعربياً، مستشهدة بأن تلك هي نصيحة الإبراهيمي لإنجاح مهمة خلفه.
ووجدت الأمانة العامة صيغة لاستمرار العمل مع جامعة الدول العربية من خلال تعيين نبيل العربي مندوباً منه نائباً لممثل الأمم المتحدة. لكن منتقدين لرضوخ الأمانة العامة للشروط السورية والروسية في هذا المجال، اعتبروا أن ما حصل هو إزالة الشق العربي من المهمة الموكلة إلى دي ميستورا، فيما كان سلفاه الإبراهيمي وكوفي أنان يمثلان الأمم المتحدة والجامعة العربية في الوقت نفسه. وفي المقابل، لفت مؤيدو خطوة بان كي مون إلى أن الممثل الأممي الجديد ونائبه العربي هما «فريق واحد» وأن «مجرد وجود الجامعة العربية في الصورة أمر إيجابي».
وقال ديبلوماسيون إن شيئاً لن يتغيّر على الأرض لجهة تعامل الحكومة السورية مع نائب ممثل الأمين العام، فهي رفضت منذ البداية الشق العربي من المهمة وستظل ترفضها على الأرجح.
وتواصلت المعارك أمس على مشارف حلب وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على عدد من أحياء حلب، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بلواء القدس الفلسطيني، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، على محوري البريج وبالقرب من سجن حلب المركزي».
ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان ووسائل إعلام رسمية، إن القوات المسلحة السورية استولت على مناطق استراتيجية حول حلب هذا الأسبوع، ما يضيق الخناق على خط الإمدادات الرئيسي للمعارضة المسلحة في المدينة. ونسبت الوكالة إلى «مصادر مقربة» من «حزب الله»، أن التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية في حلب بعد قرابة عامين من الجمود «يدعمه مقاتلون من حزب الله». وأضافت نقلاً عن هذه المصادر، أن «حزب الله نشر مستشارين مع وحدات الجيش السوري في حلب وأرسل في الآونة الأخيرة مقاتلين إلى الخطوط الأمامية». وقال ديبلوماسي في المنطقة إن الحكومة السورية «تشعر وكأنها تكسب حلب».
إلى ذلك، أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) صعدوا هجماتهم ضد مناطق الأكراد في شمال سورية. وأوضحت أن موازين القوة انقلبت لمصلحة الإسلاميين هذا الشهر نتيجة الكميات الكبيرة من السلاح التي حصلوا عليها بعد مكاسبهم في العراق.
وقال المسؤول الكردي نواف خليل إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» يحاولون الآن بسط سيطرتهم على منطقة كوباني القريبة من الحدود مع تركيا، ما يسمح لهم بربط مواقعهم المتفرقة في شمال سورية.