الأفغان يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسة تاريخية

بدأ الملايين من الناخبين الأفغان الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد، وذلك في أول مرة في تاريخ البلاد تنتقل بها السلطة عبر صناديق الاقتراع.

وتجري السلطات عملية أمنية واسعة للتصدي لحركة طالبان التي تعهدت بعرقلة الانتخابات.

ويتنافس ثمانية مرشحون لخلافة الرئيس حامد كرزاي الذي يمنعه الدستور من السعي لشغل المنصب لفترة ثالثة على التوالي.

وخيمّت أعمال العنف على الاقتراع حتى قبل بدايته، حيث وقع حادث إطلاق نار استهدف اثنتين من الصحفيين الإجانب.

فقد قتلت المصورة الألمانية انجا نيدرنغاوس وأصيبت المراسلة الكندية كاثي كانون عندما فتح ضابط شرطة النار على سيارة كانت تقلهما في مدينة خوست شرقي أفغانستان الجمعة.

وجاء الحادث بمثابة الحلقة الأحدث في سلسلة من أعمال العنف التي شابت الفترة التي سبقت الاقتراع.

عملية أمنية

وبدأت أكبر عملية عسكرية منذ سقوط نظام حكم طالبان في عام 2001 لتأمين الاقتراع، حسبما يفيد ديفيد لوين مراسل بي بي سي في العاصمة الأفغانية كابول.

ومنعت السلطات دخول المركبات إلى كابول منذ منتصف يوم الجمعة، فيما أقامت قوات الشرطة نقاط تفتيش عند كل تقاطع.

ونشرت السلطات كافة أفراد الجيش والشرطة البلغ عددهم 400 ألف لتوفير الأمن للناخبين أثناء عملية الاقتراع، حسبما أعلن مسؤولون.

وأبدى مراقبون دوليون تفاؤلا متزايدا بأن إحكام الأمن وعدد الضمانات الجديدة ضد التزوير سيجعل هذه الانتخابات أكثر نزاهة من أي اقتراع شهدته أفغانستان، بحسب مراقبين.

وحظرت السلطات على المواطنين إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة حتى مساء السبت بهدف منع استخدام هذه الخدمة للدعاية في آخر لحظة.

لكن مازالت هناك مخاوف من حشو صناديق الاقتراع وإغلاق مراكز للتصويت بالإضافة إلى أن عدد بطاقات الاقتراع التي يتم تداولها يبدو أكبر كثيرا من عدد الناخبين المسجلين.

ويخوض المنافسة في الانتخابات ثمانةي مرشحون، أبرزهم ثلاثة، وهم: وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، وزلامي رسول، ووزير المالية السابق أشرف غاني أحمدزاي.

وقام عبد الله بحملة واسعة، فيما يتمتع غاني بدعم قوي في صفوف الشباب بالمناطق الحضرية. أما رسول فيبدو أنه المرشح المفضل لدى الرئيس حامد كرزاي، بحسب مراسلنا.

ومن غير المتوقع أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وهو ما يعني أن من المرجح إقامة جولة ثانية يوم 28 مايو/ ايار.

عزيمة قوية

وكانت الفترة التي سبقت الاقتراع الأشد دموية منذ سقوط طالبان، حسبما توضح ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي.

فقد شن مسلحون هجمات على مقر وزارة الداخلية شديد التحصين، والمجمع الرئيسي للجنة المستقلة للانتخابات، وفندق سيرينا الفخم.

لكن يبدو أن العنف أدى إلى تقوية عزيمة الأفغان على المشاركة في عملية الاقتراع، بحسب مراسلتنا.

وأظهر استطلاع للرأي، أجرته “مؤسسة الانتخابات الحرة والنزيهة”، أن أكثر من 75 في المئة من المشاركين يعتزمون التصويت بالرغم مما يشاع عن أن تراجع الثقة في العملية الانتخابية.

+ -
.