انتقد تحقيق أجرته الأمم المتحدة في الحرب الدائرة في سوريا ما وصفه بـ”اخفاق العالم” في حماية اللاجئين السوريين ويقول إن ذلك أدى الى تفاقم أزمة المهاجرين التي تواجهها القارة الأوروبية.
وحث رئيس لجنة التحقيق سيرجيو بينييرو المجتمع الدولي على التصرف “بانسانية وتعاطف” مع اللاجئين من خلال تأسيس سبل قانونية لانتقال البشر.
وجاء في التقرير الذي اعدته اللجنة أن الفي سوري على الاقل ماتوا غرقا في مياه البحر المتوسط اثناء محاولتهم بلوغ السواحل الاوروبية.
وحذر التقرير من أن الحرب السورية ماضية في التصاعد دون أي بصيص أمل بتوقفها.
يذكر ان الحرب التي اندلعت في سوريا في مارس / آذار 2011 اثر الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد فتكت الى الآن بأكثر من 240 الف شخص.
وأجبر 4 ملايين سوري على الفرار الى خارج بلادهم، كما اضطر 7,6 مليونا الى النزوح داخل سوريا.
الملاذات الآمنة تتقلص
وكانت لجنة التحقيق قد شكلت من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات مزعومة لقانون حقوق الانسان الدولي في سوريا.
ويشمل التقرير الذي نشر الخميس الاحداث التي شهدتها سوريا في الفترة بين كانون الثاني / يناير 2015 وحزيران / يونيو من العام نفسه، ويخلص الى ان العنف في سوريا اصبح “متوطنا” وانه “للأسف ينتصاعد في كميته ونوعيته.”
وجاء في التقرير “لا يبدو اي من الأطراف المتصارعة أنه قريب من الانهيار او على وشك تحقيق نصر ناجز، فالكل قد حصلوا على قنوات دعم واراض وقدرات عملياتية تسمح لهم بالاستمرار لعدة سنوات مقبلة.”
وجاء في التقرير أيضا ان الحرب “تدفعها بشكل متزايد القوى الدولية والاقليمية، تبعا لمصالح هذه القوى الجيواستراتيجية” دون ان يشير الى هذه القوى بالاسم.
وحذر التقرير من أن “التنافس بين القوى الاقليمية من اجل النفوذ قد ادى ضمن ما ادى اليه الى تصاعد مخيف في البعد الطائفي للصراع وهو بعد أججه تدخل المسلحين الاجانب ورجال الدين المتطرفين.”
وتوصل المحققون الى ان مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” قد ارتكبوا “جرائم قتل وتعذيب واغتصاب واستعباد جنسي وعنف جنسي وطرد وغيرها من الافعال اللاانسانية وذلك كجزء من هجوم منظم على السكان المدنيين.”
وقال إن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة تقوم أيضا “بفرض ايديولوجيتها المتطرفة” في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة ادلب الشمالية.
في غضون ذلك، تواصل الحكومة السورية قصفها الجوي العشوائي للمناطق السكنية في طول البلاد وعرضها مما يؤدي الى خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
ويحذر التقرير من أن “الاماكن التي يتمتع بها اللاجئون السوريون الذين يحاولون الفرار بالحماية تتقلص باستمرار.”
ويمضي للقول إنه نتيجة لذلك، يسلم العديد منهم ارواحهم للمهربين وتجار البشر ويحاولون عبور البحار على ظهر زوارق غير آمنة مما نتج عنه موت أكثر من الفين منهم غرقا في السنوات الاربع الاخيرة.
ويقول التقرير “إن اخفاق العالم في حماية اللاجئين السوريين يجري ترجمته الآن الى ازمة في جنوبي القارة الاوروبية. إن مسؤولية حماية حقوق هؤلاء اللاجئين لا يجري تقاسمها أو الاضطلاع بها بشكل كاف.”
وقال رئيس اللجنة بينييرو للصحفيين في جنيف إن 250 الفا من اللاجئين السوريين سعوا للحصول على اللجوء في اوروبا فيما تستضيف الدول المجاورة لسوريا اربعة ملايين منهم.
وقال محذرا “إنه من الضروري للمجتمع الدولي أن يتصرف بانسانية وتعاطف وذلك بتأسيس قنوات قانونية للهجرة من شأنها زيادة الحماية للاجئين والساعين للجوء.”