وصلت قافلة إغاثة إلى إحدى ضواحي المحاصرة بالعاصمة السورية دمشق، بينما تسعى الأمم المتحدة لاستغلال هدنة جزئية توسطت أمريكا وروسيا لتطبيقها في سوريا.
وتكثف الأمم المتحدة وشركاؤها قوافل الغذاء والماء والدواء، وينوون الوصول إلى أكثر من 150 ألف شخص خلال الأيام الخمسة المقبلة.
وتأمل جهود الإغاثة في التمكن من مساعدة 1.7 مليون شخص بحلول نهاية الشهر الحالي، في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
أول اجتماع
وكان أمين عام الامم المتحدة قد قال في وقت سابق إن وقف العمليات القتالية صمد ” إلى حد كبير” منذ يوم السبت الماضي.
وأضاف بان كي مون إن فريقا خاصا لمراقبة الالتزام بالهدنة، برئاسة روسية أمريكية مشتركة، سوف يجتمع للمرة الأولى لتقييم الانتهاكات المزعومة لوقف إطلاق النار.
وعبرت فرنسا عن قلقها ازاء تقارير تشير إلى شن الطائرات الحربية السورية والروسية غارات على مناطق تسيطر عليها قوات من المعارضة المسلحة، التي يعتبرها الغرب معتدلة.
وقالت روسيا إنها تستهدف فقط منظمات جهادية تصنفها الأمم المتحدة جماعات إرهابية – من بينها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، التي هي جزء من تحالف كبير لجماعات المعارضة المسلحة- وفقا لشروط وقف العمليات القتالية.
من ناحية أخرى، أكد أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي إن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده سوف يواصل أيضا قتال تنظيم الدولة الإسلامية خلال الهدنة.
وقال في مؤتمر صحفي في واشنطن “دعوني أوضح بجلاء أنه ليس هناك وقف لعمليات القتال في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية. العمليات تتوصل بلا هوادة.”
أحوال سكان دمشق
وسمح الهدوء النسبي على الأرض حول دمشق بأن تدخل قافلة من 20 شاحنة معونات تعمل أغطية وإمدادات صحية إلى ضاحية معضمية التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة مساء الاثنين، حسبما قال مسؤولون بالهلال الأحمر السوري.
وقال مهند الأسدي، أحد مسؤولي المنظمة، إن “بعثة (الهلال الأحمر) سوف ترسل 21 شاحنة أخرى بحلول منتصف الليل.”
وأضاف أنه رأي تغييرا في أحوال سكان دمشق منذ بدء وصول قوافل المعونات.
وقال “لقد أبلغوني إنهم سعداء للغاية بالمواد التي نوصلها إليهم. رأيت سيدات يسرن في الشارع وأطفال يلعبون في الشارع، وكثيرا من الأطفال يخرجون من مدارسهم مع مدرسيهم. ورأيت أطفالا يأكلون. أحوالهم تتحسن لأنهم يأكلون. نعم رأيت بعض الاختلاف.”
وتخطط الأمم المتحدة وشركاؤها لإرسال معونات الأربعاء إلى بلدتي مضايا وزبداني الواقعتين تحت سيطرة المعارضة المسلحة في جبال شمال غرب دمشق وبلدتي فوعة وكفريا الواقعتين تحت سيطرة قوات الحكومة السورية في محافظة إدلب الشمالية
ومن المتوقع أن تعاود الأمم المتحدة وشركاؤها أيضا محاولة إسقاط معونات عن طريق الجو على مدينة دير الزور حيث يحاصر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية 200 ألف شخص في مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.
وكانت الرياح القوية وتعثر إسقاط المعونات بالمظلات قد أديا إلى أن أخطأ 21 طنا من الأغذية هدفها، ففقدت أو دمرت الأسبوع الماضي.
وتقول الأمم المتحدة أن السبل تقطعت بأكثر من 450 ألف سوري في 15 بلدة وقرية محاصرة، بينما يعيش 4.1 مليون في مناطق يصعب الوصول إليها.