قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن القوات الموالية للحكومة السورية تقتحم الدور في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والاطفال.
وقال مكتب حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية إنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا اعدموا بشكل فوري في 4 من احياء حلب الشرقية.
وقال ناطق باسم المكتب إنه يبدو “ان المشاعر الانسانية انهارت تماما في حلب.”
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر في وقت سابق عن قلقه “ازاء التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات بحق عدد كبير من المدنيين في حلب.
وناشد بان الاطراف كافة، وعلى وجه الخصوص الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها، للعمل على حماية المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 60 شخصا قتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون عندما اقتحم الجيش السوري عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب يوم امس الاثنين.
وأضاف المرصد أنهم قتلوا عند استعادة القوات النظامية أحياء الفردوس وبستان القصر والزبدية.
يذكر ان الجيش السوري حقق مكاسب جديدة امس بعدما سيطر على حي الشيخ سعيد مما ترك المعارضة محصورة في قطاع صغير بالمدينة.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن سوريا وروسيا “ستخضعان للمساءلة” عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون المنتصرون في حلب.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن “الأمين العام قلق من تقارير عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين من بينهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة”.
وأضاف دوجاريك أنه ” في الوقت الذي لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من هذه التقارير، فإن الأمين العام الأمين العام نقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية”.
يذكر ان المعارضة المسلحة في حلب توشك على الاندحار بعد التقدم الذي حققته القوات الحكومية.
وقال مسؤول امريكي عليم بالجهود المبذولة لتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المدينة لبي بي سي إن “نحو 50 الف شخص ما زالوا تحت القصف” في حلب بينما يرفض الجانب الروسي فكرة الالتزام بوقف مؤقت للقصف لتمكين المدنيين من الخروج من المدينة والسماح باخراج الاطفال الجرحى منها.
Image copyright Reuters Image caption مؤيدو الرئيس بشار الاسد يحتفلون في حلب
“مرحلة نهائية”
وكان الجيش السوري قد أعلن أن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدما كبيرا في جنوب المدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير فيها، على شفا الهزيمة النهائية.
وقال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الامنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم “إما الاستسلام أو الموت”.
ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء.
وتقول روسيا التي تدعم الحكومة السورية، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين انفسهم.
وتسيطر قوات الحكومة السورية الآن على أكثر من 90 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها.
وكانت حلب تعد أكبر مدينة سورية والمركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011.
قلعة حلب الأثرية.. ذاكرة في مهب الحرب
ومنذ ذلك الحين والمدينة منقسمة الى جزئين، غربي تحت سيطرة الحكومة وشرقي تحت سيطرة المعارضين.
وتمكنت القوات السورية، تساندها ميليشيات موالية لايران وقصف جوي روسي، من تغيير هذا الوضع، إذ تمكنت في ايلول / سبتمبر من تشديد حصارها للجزء الشرقي وشن هجوم شامل بعد اسابيع من ذلك.
من جانبه، يقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن 415 مدنيا و364 من مسلحي المعارضة على الاقل قتلوا في الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون منذ 15 تشرين الثاني / نوفمبر، بينما قتل 130 مدنيا في حلب الغربية جراء قصف المعارضة.
وكانت روسيا والولايات المتحدة، التي تساند المعارضين، اجريتا محادثات في جنيف يومي السبت والاحد لبحث امكانية التوصل الى اتفاق يسمح للمدنيين ومسلحي المعارضة بالخروج من حلب، ولكن مسؤولين امريكيين قالوا الاثنين إن نظراءهم الروس رفضوا مقترحا بالالتزام بهدنة فورية للسماح بذلك.
ويقول محللون إن سقوط حلب سيعد ضربة موجعة للمعارضة لأن ذلك يعني ان الحكومة ستصبح تسيطر على مدن البلاد الـ 4 الكبرى.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي صورا لاحتفالات جرت في حلب بعد ورود تقارير تفيد بأن الجيش الحكومي يوشك على تحقيق النصر على المعارضين في المدينة.
مفاوضات
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الثلاثاء إن تركيا ستكثف مفاوضاتها مع روسيا وغيرها من الدول حول الموقف في حلب، مضيفا ان ثمة ضرورة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار للسماح باخلاء المدنيين.
وأكد الوزير التركي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التشيكي في انقرة ان مسؤولين اتراك وروس سيجتمعون لهذا الغرض، ولكنه اضاف ان هذا الاجتماع هو واحد من سلسلة من الاجتماعات عقدتها تركيا مع المجتمع الدولي حول الازمة السورية.
وقال جاويش اوغلو، “نرى اكثر اشكال الوحشية قسوة في حلب، والنظام ومؤيدوه هم المسؤولون عن هذا، فلا يسمح للجرحى بالخروج (من المدينة) والناس تموت جوعا. ولكن سنواصل جهودنا، ولو التزم الجميع الصمت لن نخفض اصواتنا وسنطرح دائما مقترحات عملية الا اننا رأينا ان العديد من الدول غير جادة في هذا المسعى.”
لو من الاول قطر والسعوديه وامريكا لو ما يدعموا التكفيريين ما كان صار هيك بسوريه
مشكوره للامم المتحدة على المشاعر الرقيقه والحرص على المدنيين