قال المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي خلال لقاءات في مجلس الأمن، أمس، ان اجراء انتخابات رئاسية في سورية سيقضي على مسار «جنيف 2»، في وقت اقترحت فرنسا مشروع بيان لـ «دعم مقاربة» الإبراهيمي والاجندة التي اقترحها في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الحل السياسي وحده «ينهي الكابوس السوري». (للمزيد)
ودعا الأمين العام، في بيان، «دول المنطقة والمجتمع الدولي، لا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الدولتين اللتين شجعتا مؤتمر جنيف حول سورية، إلى اتخاذ اجراءات واضحة لاعادة تحريك عملية جنيف». ووجّه نداء للنظام والمعارضة لـ «التحلي بالمسؤولية والرؤية والليونة لمواجهة هذا التحدي». وأكد أن «الحل السياسي وحده قادر على انهاء الكابوس الذي يعيشه السوريون».
ومن المقرر أن يقدم الابراهيمي صباح اليوم تقريراً حول حصيلة المفاوضات في جنيف. وسمع الإبراهيمي من الأمين العام وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن كلاماً واضحاً حول «ضرورة مواصلة مهمته، خصوصاً أن إيجاد بديل منه لن يكون أمراً سهلاً»، بحسب الديبلوماسي الغربي الذي نقل عن الإبراهيمي أن «إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات في جنيف لن يكون ممكناً ما لم يتم الاتفاق على المسألتين الأساسيتين: مفاوضات متوازية حول نقطتي الإرهاب وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، ومعالجة مشكلة إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستقضي على العملية الانتقالية في حال إجرائها».
وبحسب الديبلوماسي «أقترح أحد السفراء خلال المشاورات التي كان الإبراهيمي جزءاً منها أن تسعى روسيا الى إقناع النظام بإرجاء الانتخابات، لكن موافقة روسيا على ذلك مستبعد لأنها تراهن على انتصار النظام ولن تقبل بفرض أي ضغوط عليه». في المقابل، نقل عن المبعوث الدولي – العربي قوله ان انتخاب الأسد لولاية جديدة «سيضع المعارضة أمام حقيقة أن النظام غير معني بالتفاوض على بند تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وهو أمر يعيه الإبراهيمي تماماً. وهو متشائم جداً حيال إمكان عقد جولة ثالثة من المفاوضات، وهو سيوضح أمام مجلس الأمن (اليوم) أن رفض النظام للتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية كان السبب وراء توقف المفاوضات». وقال الديبلوماسي نفسه إن «الإبراهيمي أعرب موارب’، عن عزمه على الاستقالة، إلا أنه سمع موقفاً شديد الوضوح من الأمين العام للأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بضرورة مواصلته مهمته، والتمسك باستمرار مسار جنيف».
وأوضح أن الإبراهيمي طلب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضغط على دمشق «كي يقبل النظام بالتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية في موازاة مناقشة البند المتعلق بوقف العنف والإرهاب، وهو أمر رفضه النظام حتى الآن».
الى ذلك، أكد مشروع البيان الفرنسي على أن المجلس «يدعم بالكامل» الإبراهيمي ويقدر جهوده و»يدعم استئناف مفاوضات جنيف لتكون مبنية على الانخراط الكامل من كل الأطراف المعنية بتطبيق بيان جنيف١».
ويشدد المشروع على دعم مجلس الأمن اجندة الإبراهيمي للمفاوضات بنقاطها الأربع، وهي: العنف والإرهاب، هيئة الحكم الانتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية. كما «يعرب مجلس الأمن عن دعمه الكامل لمقاربة الإبراهيمي بالتعامل مع النقطتين الأوليين بشكل متواز ، مؤكداً على ضرورة الانخراط الكامل في تشكيل هيئة الحكم الانتقالية».
في بروكسيل، صادق القضاء الأوروبي أمس على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد بشرى شقيقة الرئيس الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جداً بالنظام كونها من أفراد الأسرة.