وصلت الراهبات المختطفات في سورية منذ نحو ثلاثة اشهر إلى لبنان عقب الافراج عنهن من جانب خاطفيهن الذين سلموهن للسلطات اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان الراهبات دخلن بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سورية وانتقلن من هناك إلى بلدة اللبوة.
وأفادت الوكالة، ان عملية عبور الموكب الذي يضم الراهبات المحررات، من عرسال فاللبوة باتجاه جديدة يابوس، تم على دفعتين، وان الموكب يضم حوالى 30 سيارة رباعية الدفع، وعدد المفرج عنهن بلغ 16 ظهرن بشكل واضح داخل السيارات التي أقلتهن.
وكانت الراهبات المحررات وصلن إلى وسط مستقبليهن الذين خرجوا إلى باحة صالون الشرف في جديدة يابوس، لموافاتهن، واستقبلهن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعبارة “الحمد لله عالسلامة”، وقد عانقت رئيسة دير مار تقلا في معلولا الأم تيريزا اللواء ابراهيم وشكرته قائلة “انت كنت الأمل لنا”.
وبعد ذلك دخلت الراهبات واللواء ابراهيم ومحافظا دمشق وريف دمشق والمطران لوقا الخوري ورجال الدين والمسقبلين الرسميين إلى صالون الشرف، وسط “هرج ومرج” بسبب التهافت للسلام على المحررات.
وأعلن اللواء ابراهيم، ان صفقة التحرير شملت إطلاق أكثر من 150 شخصا مقابل راهبات معلولا، مؤكدا انه لم يتم دفع أي مبلغ مالي. كما أكد العمل من أجل إطلاق المطرانين المخطوفين والمصور اللبناني سمير كساب ورفيقه الموريتاني.
وبعد استقبال مختصر، تابع موكب الراهبات المحررات إلى العاصمة السورية دمشق لقضاء الليلة في مقر بطريركية الروم الأرثوذكس.
من جهته، رحب بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بالافراج عن راهبات دير مار تقلا معلولا. وثمّن كثيرا “هذه الخطوة المباشرة والحاملة بشرى المحبة والتلاقي بين كل اطياف المجتمع”.
واعتبر ان “نجاح هذا المسعى المبارك ووصوله الى الخاتمة السعيدة، يؤكد على ان مجتمعنا العربي هو بأصله مجتمع خير وتعاون نحو سلام الانسانية وكرامة البشر”.
وقال: “إنني إذ أقدم تهاني القلبية إلى غبطة أخينا البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، وإلى الكنيسة الأرثوذكسية اكليروسا وشعبا، فإنني أصلي لأن تكتمل فرحتنا بالافراج عن المطرانين المخطوفين اليازجي وابراهيم ليعودا إلى رعيتهما سالمين ويتابعا رسالتهما الروحية والانسانية بأمان”.
وتمنى لحام ان “يتم الافراج عن كل المخطوفين والمنسيين، وأن يعود السلام إلى الربوع السورية والعربية، لأن ارضنا هي أرض السلام والأديان والمحبة والعيش الايماني السلامي”.
وتوجه بالشكر إلى “المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية في العالم التي استنكرت كل اعتداء على الانسان والحرمات الدينية”. كذلك توجه بالتحية الى “المقامات السياسية اللبنانية والسورية والعربية التي كان لها دور أساس وفاعل في إطلاق راهبات معلولا”، مشددا “العزم والقول على اكمال رسالة المحبة لأننا بالمحبة ننتصر على كل شيء”.