أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي أنه تقدم باستقالة الحكومة إلى المستشار عدلي منصور، الرئيس الموقت للجمهورية.
وقال الببلاوي في مؤتمر صحافي إن مجلس الوزراء “تحمّل خلال الشهور الماضية مسؤولية في غاية الصعوبة والدقة”، قائلاً: “أعتقد أنه في أغلب الأحيان حقق نتائج طيبة”.
وأضاف ان “الحكومة عندما قبلت المسؤولية لم تقبلها لأنها أفضل من في البلد قدرة وكفاءة إنما لأنها من القلائل الذين قبلوا أن يتحملوا المسؤولية في هذا الوقت وبذلوا كل الجهد من أجل خروج مصر من النفق الضيق سواء من الناحية الأمنية أو الضغوط الاقتصادية او الارتباك السياسي”، في إشارة إلى العنف السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني الذي تمر به أكبر الدول العربية سكاناً.
وقال الببلاوي إن حكومته رأت أن تتقدم باستقالتها لرئيس الجمهورية وهناك معلومات كثيرة وراء هذا القرار ولكن لن يتم الإعلان عنها.
وأشار إلى أن “الحكومة تحاسب على القرارات التي اتخذتها، وهناك أمور كثيرة وراء القرارات لا يتم الإعلان عنها”، مضيفاً أن “هناك أيضاً عالم خارجي نؤثّر فيه ويؤثّر فينا”.
وأوضح رئيس الوزراء المصري أنه “بعد انتهاء المرحلة الأولى من خارطة الطريق ووجود دستور تمت الموافقة عليه، يتضح أن مصر قطعت شوطاً في بناء مجتمع ديمقراطي منفتح يراعى حقوق الانسان يسعى للتقدم والتنمية”، وقال إن “مصر تحتاج كل المصريين كلا في موقعه وليس الحكومة فقط ولكن المجتمع بكل طوائفه واعماره”.
وأكد أن “المسؤلية الكبرى على الشعب ومحاسبة الحكومة بعقل وحكمة فى ظل التعرض للمخاطر الكبيرة”، معبتراً أن “مصر بخير بحرص الشعب على حمايتها”، وقال “هذا ليس وقت المطالب الفئوية وإنه امام هذا البلد آفاق كبيرة وكذلك إخطار وعلينا التضحية بمصالحنا الخاصة والمصالح الفئوية لصالح بلادنا”.
وكانت “بوابة الأهرام” المصرية الحكومية نقلت في وقت سابق عن مصدر في مجلس الوزراء المصري أن حكومة الببلاوي ستقدم استقالتها إلى الرئيس عدلي منصور، بعد اجتماعها، الذي استغرق 15 دقيقة صباح اليوم.
ونقلت عن المصدر أن هناك توجهاً بتكليف وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة. ولكن محلب نفى في وقت لاحق لـ”بوابة الأهرام” أن يكون كُلف بتشكيل الحكومة.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات رئاسية خلال شهور يرجح أن يخوضها المشير عبد الفتاح السيسي الذي يشغل في الحكومة المستقيلة منصب النأئب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.
ويلزم لترشح السيسي أن يستقيل من منصبه الحكومي وأن يترك الجيش.
وعيّن الرئيس المؤقت عدلي منصور، حكومة الببلاوي في تموز (يوليو)، بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” عقب احتجاجات حاشدة على حكمه.
وجاءت استقالة حكومة الببلاوي مفاجئة حيث كان متوقعاً إجراء تعديل وزاري محدود يسمح بترشح المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش للرئاسة لكن يبدو أن احتجاجات عمالية واسعة شكلت ضغوطاً كبيرة على الحكومة.
يذكر أن زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، قدم استقالته في آخر كانون الثاني (يناير) الماضي.