البلوغ المبكر (precocious puberty) هو حالة تبدأ فيها علامات البلوغ بالظهور في وقت مبكر جدا. ويعد البلوغ الذي يبدأ قبل عمر ثماني سنوات عند الإناث وقبل تسع سنوات عند الذكور بلوغا مبكرا.
وتظهر عند العديد من الأطفال بعض العلامات المبكرة لحدوث البلوغ، والتي تعرف بالبلوغ المبكر الجزئي، فقد يلاحظ عند بعض الإناث اللائي تتراوح أعمارهن بين ستة أشهر وثلاث سنوات عادة، حدوث بروز للثدي يختفي لاحقا أو قد يستمر من دون حدوث التغيرات الجسدية الأخرى للبلوغ.
ويشمل البلوغ حدوث نمو سريع للعظام والعضلات، وتغير شكل وحجم الجسم، وظهور القدرة على الإنجاب.
وليس بالإمكان معرفة سبب حدوث البلوغ المبكر في كثير من الأحيان، ونادرا ما ينجم ذلك عن الإصابة بحالات صحية معينة، مثل العدوى والاضطرابات الهرمونية والأورام أو الشذوذات الدماغية، ويتضمن علاج البلوغ المبكر عادة استعمال دواء لتأخير تطوره بشكل أكبر.
الأعراض
يعد البلوغ مبكرا عند ظهور العلامات التالية قبل سن الثامنة عند الإناث، وقبل سن التاسعة عند الذكور:
عند الإناث:
نمو الثدي.
بدء الحيض.
عند الذكور:
تضخم الخصيتين والقضيب.
نمو شعر الوجه (في منطقة الشاربين أولا).
زيادة عمق الصوت.
العلامات والأعراض التي قد تحدث عند الذكور أو الإناث:
نمو شعر العانة أو الشعر تحت الإبط.
تسارع وتيرة النمو.
ظهور حب الشباب.
ظهور رائحة للجسم مثل البالغين.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
يجب تحديد موعد لمراجعة طبيب الأطفال لتقييم إذا كانت لدى الطفل أي علامات أو أعراض لحدوث البلوغ المبكر.
الأسباب
هناك نوعان من البلوغ المبكر: البلوغ المبكر المركزي (central precocious puberty) والبلوغ المبكر المحيطي (peripheral precocious puberty)، وأسبابهما كالتالي:
البلوغ المبكر المركزي:
ليس من المعتاد أن يكون هناك سبب محدد لهذا النوع من البلوغ المبكر، وتبدأ عملية البلوغ في وقت مبكر جدا، دون أن يكون هناك أي خلل آخر، سواء في ترتيب الخطوات أو الإصابة بمشاكل صحية كامنة أو محددة لحدوث البلوغ المبكر.
وفي حالات نادرة، قد تسبب الحالات التالية بلوغا مبكرا مركزيا:
وجود ورم في النخاع الشوكي أو في الدماغ (الجهاز العصبي المركزي).
تشوه دماغي ولادي، مثل تراكم السوائل (استسقاء دماغي Hydrocephalus) أو ورم غير سرطاني “ورم عابي” (Hamartoma).
تعرض الدماغ أو النخاع الشوكي إلى جرعات عالية من الإشعاع.
حدوث إصابة في الدماغ أو في النخاع الشوكي.
متلازمة ماكيون-أولبرايت (McCune-Albright syndrome)، وهي مرض وراثي يؤثر في العظام ولون بشرة الجلد، ويسبب مشاكل هرمونية.
فرط تنسج الكظر الخلقي (congenital adrenal hyperplasia)، وهي مجموعة من الاضطرابات الوراثية تؤدي إلى إنتاج هرموني غير طبيعي من الغدد الكظرية.
قصور الغدة الدرقية (hypothyroidism)، وهي الحالة التي لا تقوم فيها الغدة الدرقية بإنتاج كمية كافية من الهرمونات.
البلوغ المبكر المحيطي:
يسبب الإستروجين أو التستوستيرون الموجود في جسم الطفل الإصابة بهذا النوع من البلوغ المبكر، وقد تؤدي الحالات التالية إلى حدوث بلوغ مبكر محيطي عند الإناث والذكور:
الإصابة بورم في الغدد الكظرية أو في الغدة النخامية التي تفرز هرمون الإستروجين أو هرمون التستوستيرون.
متلازمة ماكيون-أولبرايت.
استعمال مصادر خارجية لهرمون الإستروجين أو التستوستيرون، مثل الكريمات أو المراهم.
وقد يكون البلوغ المبكر المحيطي عند الإناث مرتبطا أيضا بالإصابة بما يلي:
كيسات المبيض.
أورام المبيض.
كما قد يكون البلوغ المبكر المحيطي عند الذكور ناجما أيضا عن:
الإصابة بورم في الخلايا التي تنتج النطف (الخلايا الجنسية)، أو في الخلايا التي تنتج التستوستيرون “خلايا ليديغ” (Leydig).
طفرة وراثية، فقد يصاب الطفل بحالة تسمى البلوغ المبكر الجنسي العائلي غير المعتمد على موجهة الغدد التناسلية (gonadotropin-independent familial sexual precocity)، والذي ينجم عن خلل في المورثات، ويؤدي إلى إنتاج مبكر للتستوستيرون عند الذكور، ويحدث ذلك عند الذكور بعمر يتراوح بين 1-4 سنوات.
عوامل الخطر:
تشتمل العوامل التي تزيد من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر على ما يلي:
أن يكون جنس الطفل أنثى، حيث يزداد احتمال ظهور البلوغ المبكر.
أن يكون الطفل من أصول أفريقية أميركية، حيث يحدث البلوغ المبكر عند الأطفال من أصول أفريقية أميركية بشكل أكبر من الأطفال المنحدرين من أعراق أخرى.
البدانة، فإذا كانت الطفلة تعاني من زيادة ملحوظة في الوزن، فسيزيد ذلك من خطر حدوث البلوغ المبكر.
التعرض للهرمونات الجنسية، إذ قد يزيد استعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون أو غيرهما من المستحضرات المحتوية على هذه الهرمونات (مثل الأدوية أو المكملات الغذائية التي يستعملها البالغون) من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر.
الإصابة بحالات صحية أخرى. فقد يكون حدوث البلوغ المبكر أحد مضاعفات الإصابة بمتلازمة ماكيون-أولبرايت (McCune-Albright) أو الإصابة بفرط تنسج الكظر الخلقي (congenital adrenal hyperplasia)؛ وهي الحالات التي يحدث فيها إنتاج غير طبيعي للهرمونات الذكرية “الأندروجينات” (androgens). ويمكن أن يرتبط حدوث البلوغ المبكر في حالات نادرة أيضا بالإصابة بقصور الغدة الدرقية.
العلاج الإشعاعي للجهاز العصبي المركزي، إذ قد يزيد العلاج الإشعاعي للأورام أو سرطان الدم أو غيرهما من الحالات من مخاطر الإصابة بالبلوغ المبكر.
الوراثة: يمكن أن يكون سبب حدوث البلوغ المبكر أحيانا وجود طفرات وراثية تحرض على إطلاق الهرمونات الجنسية. ويعاني في معظم الأحيان أحد الوالدين أو أقارب أولئك الأطفال من طفرات وراثية مشابهة.
المضاعفات:
تشتمل المضاعفات المحتملة للبلوغ المبكر على ما يلي:
قصر القامة: إذ قد ينمو الأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر بسرعة في البداية ويصبحون من طوال القامة عند مقارنتهم بأقرانهم، ولكن نظرا لاكتمال نمو العظام بسرعة أكبر من المعدل الطبيعي، فإنها تتوقف غالبا عن النمو في وقت مبكر، وقد يتسبب هذا في جعل قامتهم أقصر من الطول المتوسط للبالغين، ويمكن أن يساعد العلاج المبكر لهذه الحالة خاصة عندما تصيب الأطفال الصغار جدا- على تجنب ذلك.
المشاكل الاجتماعية والعاطفية: قد يشعر الأولاد والبنات الذين بدأت مظاهر البلوغ لديهم قبل أقرانهم بفترة طويلة، بخجل شديد نتيجة التغيرات التي تحدث في أجسامهم، وهو ما قد يؤثر في ثقتهم بأنفسهم ويزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب أو معاقرة المخدرات.
ويعتمد علاج البلوغ المبكر على معرفة سبب حدوثه، ويكون الهدف الرئيسي من العلاج هو تمكين الطفل من النمو حتى يصبح طول قامته مماثلا لطول قامة البالغين الطبيعية.
الوقاية
ليس بالإمكان تجنب بعض عوامل خطر الإصابة بالبلوغ المبكر، مثل الجنس والعرق، لكن هناك أشياء يمكن القيام بها لتقليل فرص حدوث البلوغ المبكر، مثل:
تجنيب الطفل أي مصادر خارجية للإستروجين والتستوستيرون، مثل: الأدوية الموصوفة للبالغين الموجودة في المنزل أو المكملات الغذائية المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون.
تشجيع الطفل على المحافظة على الوزن الصحي.