المعروف أن الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي غير مرئية، لذلك فإن وجودها في الطعام يمكن أن يثير زوبعة من العوارض، مثل الإسهال، وآلام البطن، والحمّى، والتقيؤات، ونقص الشهية أو فقدانها. وتبدأ هذه العوارض بعد ساعات أو أيام من تناول الطعام الملوث.
ويحدث التسمم الغذائي عند توافر ناقل للميكروب في الطعام، أو عند تلوث وسائل إعداد الطعام، أو عند تحضير الطعام بأيد ملوثة. ويعد اللحم النيء واللبن والبيض ومشتقات الحليب والصلصات الدهنية من أهم الأغذية المثيرة للتسمم الغذائي.
ويتماثل معظم المصابين بالتسمم الغذائي إلى الشفاء من دون حاجة إلى معالجة طبية، إذ تتلاشى العوارض تباعاً بالقليل من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول الأطعمة السهلة الهضم، مثل البطاطا المسلوقة، والجزر المسلوق، والخبز الأبيض، والرز، والتفاح. ويمكن في هذا الإطار الاعتماد على بعض البدائل الطبيعية التي تبين أنها فعالة في تقديم الدعم للمصاب للتخلص من التسمم الغذائي وآثاره، ومن هذه البدائل:
– العسل، وهو يملك خصائص مضادة للميكروبات المسببة للتسمم، كما أنه يفتح الشهية، ويقوي الجسم، ويدعم الجهاز المناعي، ويقلل من حموضة المعدة. ويوصى في هذه الحال بشرب كوب من الماء الدافئ المحلى بالعسل صباحاً على الريق. ويجدر التذكير هنا بضرورة استعمال عسل النحل الطبيعي الصافي وغير المغشوش لضمان التوصل إلى نتائج ملموسة. ولا يجوز بأي حال من الأحوال استعمال العسل للرضع في السنة الأولى من العمر، لأنه يحتوي على نسبة ضئيلة من جراثيم كلوسترييوم بوتولينوم التي تشكل خطراً على الأطفال دون السنة من العمر، لكنها غير خطرة لمن هم أكبر سناً.
– القرفة، وهي تملك فوائد علاجية لكثير من الأمراض، من بينها التسمم الغذائي، خصوصاً ذاك الذي ينتج عن بكتيريا العصيات القولونية، ويمكن هنا تناول ملعقة صغيرة من القرفة، ومن الأفضل مزجها مع قليل من العسل لضمان نتائج أفضل.
3- شرب مغلي الأعشاب، وهو يساهم في تنظيم عمل المعدة، ويحافظ على رطوبة الجسم. وهناك أنواع كثيرة منه، مثل النعناع الذي يعمل على تهدئة المعدة، والبابونج المضاد للغثيان.
– الثوم، وهو يحتوي على مركبات طبيعية مناهضة للميكروبات، كما انه يساعد في التخلص من الآثار الجانبية التالية للتسمم. واكتشف العلماء أن الثوم يضم بين طياته مركباً أكثر فاعلية بمئة مرة من المضادات الحيوية التي تستعمل في مكافحة نوع شائع من البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي والمعروفة باسم الجرثومة الحلزونية.
– الزنجبيل، وهو يقلل من الغثيان والتقيؤات، ويحسن من امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للجسم، ويعزز من طرح مفرزات المعدة، ويساعد في التخلص من الغازات المسببة لنفخة البطن. ويمكن تناول بضع قطرات من شراب الزنجبيل المخلوط مع بعض العسل مرات عدة في اليوم.
– الريحان، وهو من الأعشاب الطبيعية المهمة لعلاج التسمم الغذائي الميكروبي، ويوصى بخلط عصير الريحان مع الزنجبيل والعسل فهو علاج ناجع للغثيان والتقيؤات. ويحتوي الريحان على مادة يوجينول الطيارة التي تعمل على تثبيط نشاط الأنزيمات المسببة للالتهاب.
ويوجد في الريحان زيوت طيارة كشفت البحوث أنها تملك قدرة فائقة على مقارعة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية الكلاسيكية.
– الكمّون، ويحتوي على مركب التيمول الطبيعي الذي يحفز المعدة على إنتاج أحماضها الطبيعية التي تساعد على امتصاص أعلى كمية من العناصر الغذائية المتواجدة في الطعام. كما يعتبر الكمون أحد المصادر الطبيعية الغنية بالحديد، وهذا الأخير يشارك في صنع كريات الدم الحمر وفي زيادة نسبة الأوكسيجين في الدم، ما يعزز نشاط الجسم وبالتالي رحيل آثار التسمم الغذائي بالسرعة القصوى.