شنت القوات اليمنية حملة عسكرية لاقتلاع مقاتلي القاعدة من المدن الجنوبية، حيث قتلت الغارات الجوية ما يقرب من 60 مسلحا الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكره مصدر مسؤول.
وأكد مصدر عسكري يمني لبي بي سي بدء الحملة التي يشارك فيها المئات من قوات الجيش والأمن لمطاردة عناصر من تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوه الجنوبيتين اللتين تشهدان انتشارا كثيفا لعناصر التنظيم فيهما.
وقال المصدر إن قوة برية تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، ومعها المئات من أفراد القوات الخاصة، يساندها الطيران الحربي اليمني، بدأت بتمشيط مواقع عدة في مودية والمحفد في أبين ومنطقة عزّان في محافظة شبوه المجاورة.
وبدأت الحملة فجر الثلاثاء – بحسب المصدر – لتعزيز النجاح الذي حققته سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات يمنية وأمريكية قبل أيام وقتل فيها قرابة 60 شخصا في مواقع تدريب وتجمعات لعناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوه.
وأضاف أن الحملة العسكرية تهدف إلى القضاء على من تبقى من عناصر التنظيم التي تمكنت من تجميع صفوفها في جبال أبين وشبوه خلال الأشهر الماضية، بعد وصول الرجل الأول في تنظيم القاعدة باليمن ناصر الوحيشي إلى تلك المناطق للإشراف على عمليات تدريب عناصر التنظيم لشن هجمات جديدة على منشآت يمنية وأجنبية.
وأشار المصدر إلى مقتل عدد من الأشخاص يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في سلسلة غارات جوية ينفذها الطيران الحربي اليمني على تجمعات لعناصر التنظيم.
قرار رسمي
ونفى تعرض الحملة المتجهة إلى محافظة شبوه لكمين من عناصر القاعدة صباح الثلاثاء مؤكدا أن الحملة ماضية إلى تحقيق أهدافها.
واشتبكت قوات الحكومة الثلاثاء مع متشددين إسلاميين في منطقة الأحمر، التي تطل على المحفد، بحسب ما ذكره قائد عسكري.
كما وقعت اشتباكات قرب السعيد حيث واجه المسلحون قوات الحكومة المتقدمة.
ونقلت فرانس برس عن حسين الوحيشي، قائد جماعة اللجنة الشعبية المسلحة التي قاتلت في الماضي مع قوات الحكومة، قوله إن مقاتليه يشاركون في الهجوم.
وأضاف الوحيشي أن “هناك قرارا رسميا باقتلاع القاعدة من أبين وشبوة”.
وكان رئيس مخابرات الأمن القومي علي الأحمدي اجتمع الاثنين بقيادات عسكرية وأمنية في محافظة شبوة لمناقشة خطة الحملة العسكرية وأهدافها قبل ساعات من إنطلاقها.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أنشأ مواقع حصينة له في البلدات والمناطق الوعرة في محافظتي أبين وشبوة، بعد مطاردة قوات الأمن له وإبعاده عن المدن الكبرى في أبين عام 2012.
واستهدفت القوات اليمنية، وغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار، الأسبوع الماضي قواعد التنظيم، الذي تعده واشنطن أخطر تنظيم بين شبكات الجهاديين التي تقول أمريكا إن لها صلة بمؤمرات إرهابية فاشلة ضدها.