توافد الآلاف من الحوثيين وحلفائهم إلى العاصمة اليمنية صنعاء فيما وصف بعصيان مدني تصعيدا لمعارضتهم مبادرة حل الأزمة المتفاقمة في البلاد.
ويقول عبد الله غراب، مراسل بي بي سي في اليمن، إن الجيش اليمني نشر دبابات ومدرعات في شوارع المدينة التي شلت الحركة في مناطق عدة بها.
ويأتي تدفق المتظاهرين تلبية لدعوة القيادة الحوثية بالاحتشاد والاعتصام في سياق “تصعيد جديد وتظاهر” رفضا للمبادرة التي قدمها اللقاء الوطني الموسع الثلاثاء.
وزارات سيادية
ونصت المبادرة التي، وصفت بأنها برؤية متكاملة لإنهاء الأزمة الحالية في البلاد على تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون اسبوع تمثل كل الأطراف اليمنية.
كما منح اللقاء الوطني الموسع، الذي طرح المبادرة في نهاية اجتماع عقد بالقصر الرئاسي، الرئيس عبد ربه منصور هادي حق تسمية رئيس الحكومة. وهذا يتعارض مع مبادرة خليجية سابقة قضت بأن اختيار رئيس الحكومة هو من نصيب القوى الثورية.
وتتضمن المبادرة أيضا إعطاء الرئيس صلاحية اختيار الوزراء في الوزارات السيادية.
وفي الجانب الاقتصادي، تنص المبادرة على تخفيض أسعار الوقود بنسبة 12 في المئئة من قيمته الحالية لتصبح مطابقة للأسعار العالمية على أن تتحمل الحكومة كلفة نقل ، وتوزيع الوقود داخل البلاد وفقا للمبادرات التي تقدمت بها عدة أحزاب يمنية على أن يتم إنهاء الاحتكارالقائم لوسطاء نقل الوقود.
ويقول غراب إن المتظاهرين الذين سدوا الشوارع بسياراتهم شلوا الحركة المرورية بشكل تام في ميدان التحرير وكل الشوارع المحيطة بمجلس الوزراء والنواب وحي الإذاعة ضمن ما يسمونه بالعصيان المدني، الذين لوح به الحوثيون من قبل.
ويشير مراسلنا إنه رغم الحشد الشعبي فإن موقف الحوثيين عموما ليس واضحا. ففي حين هاجمها الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام ووصفها بأنها مؤامرة للالتفاف على مطالب المحتجين، قالت قيادات أخرى إن المبادرة لم تلب مطالب المحتجين وإن الحركة الحوثية لا تزال تدرس تفاصيلها وسترد عليها بشكل رسمي.
“مطالب جديدة”
وقد نشر الجيش عددا من الدبابات والمدرعات في مناطق عدة بصنعاء ومحيطها تحسبا لأي تطورات. كما عززت قوات الأمن وجودها بجانب المؤسسات الحكومية والوزارات تحسبا لتعرضها لهجمات من قبل المتظاهرين في صنعاء.
وتظهر صور من داخل مخيمات الاعتصام أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وهم يشاركون بكثافة في تلك الاحتجاجات ويمدون الاعتصامات بالمواد الغذائية والاسلحة كما ترفع أعلام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق بشكل كثيف جنبا الى جنب مع شعارات الحوثيين.
وقالت مصادر في مكتب أمين العاصمة عبد القادر هلال لبي بي سي إنه مستمر في جهوده التي يبذلها منذ يومين للتوصل لحل وسط بين الرئاسة والحوثيين . وأضاف أنه نقل عن الزعيم الحوثي تفاصيل ومطالب جديدة سيتم بحثها في وقت لاحق مع الرئيس هادي.
ويشارك في المظاهرات أتباع الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح وفي مقدمتهم الشيخ علي سنان الغولي والشيخ يحيى غوبر، ومسؤولون بالمجالس المحلية في محافظات صنعاء وعمران وحجه والمحويت وذمار وإب ومأرب والجوف.