الدوري الإسباني يستعيد رونقه وبريقه ويدخل مرحلة الإثارة والمتعة

إذا كانت النسخة الأخيرة من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم غلب عليها كفاح فريق أتلتيكو مدريد في إنهاء سيطرة فريقي برشلونة والريال على ألقاب المسابقة طوال عقد من الزمن، فإن نسخة الموسم الجاري تتميز بوجود صراع غير متوقع بين 5 فرق على اللقب الجديد.
وأحدث الفوز العريض لريال مدريد يوم السبت الماضي على غريمه التاريخي برشلونة في المرحلة التاسعة من المسابقة تغييرا كبيرا في مسارها حيث أصبح فارق النقطتين هو الحد الفاصل بين الفرق الخمسة الكبرى الأقرب للصدارة. وفازت الفرق الأربعة التي تلاحق برشلونة بمبارياتها في المرحلة الأخيرة، بينما سقط الفريق الكتالوني على الجانب الآخر في معركة «البيرنابيو»، وهو ما زاد من رفع وتيرة الإثارة في البطولة.
وتعتبر بطولة الدوري الإسباني حاليا هي المسابقة الوحيدة من بين الدوريات الأوروبية الأخرى التي يتنافس على لقبها 5 أندية. ولم يسبق للمسابقة الإسبانية منذ وقت طويل أن شهدت وجود هذا العدد من الفرق ينافس على لقبها بعد مرور 9 مراحل منها، حيث كانت المرة الأخيرة التي تنافس فيها عدة فرق على تصدر ترتيب جدول البطولة قبل 9 سنوات.
وما زال برشلونة يتربع على القمة برصيد مساو لفريق أشبيلية، إلا أنه تعرض مؤخرا لصدمة نفسية كبيرة بعد تجرعه هزيمة مذلة 3-1 أمام ريال مدريد الذي استطاع خلال تلك المباراة إزاحة الستار عن المشكلات الدفاعية وضعف اللياقة البدنية التي يعاني منها الفريق الكاتالوني. وبشكل مغاير نجح ريال مدريد في الخروج من تلك المباراة بالكثير من الإيجابيات أبرزها تقليص الفارق مع منافسه التقليدي إلى نقطة واحدة. وأشادت الصحف الإسبانية بالمدير الفني للريال الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي تمكن من صناعة فريق جديد تحول في الآونة الأخيرة إلى ماكينة أهداف: 33 هدفا في 9 مباريات بالدوري الإسباني «الليغا». وانضم فريق أشبيلية إلى ملحمة الصراع على صدارة الدوري الإسباني بعد فوزه المثير على فياريال 2-1 بهدفين أحرزهما في الدقائق الـ5 الأخيرة من المباراة التي جمعت بين الفريقين في المرحلة التاسعة من المسابقة. فيما تمكن فالنسيا من الحفاظ على حظوظه في المنافسة واحتلال المركز الرابع بفارق نقطتين عن المركز الأول عقب فوزه على إليتشي 3-1 في نفس المرحلة. وفاز أتلتيكو مدريد على خيتافي يوم الأحد الماضي بهدف نظيف ليحافظ على تعادله في نفس عدد النقاط مع فالنسيا، ليثبت مجددا أنه فريق لا يكل ولا يمل من المنافسة.
ويتبقى لبرشلونة مواجهة فرق من العيار الثقيل في البطولة مثل فالنسيا واشبيلية وأتلتيكو مدريد مثقلا بعقدة التراجع أمام الفرق الكبرى، حيث سقط أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في بطولة دوري أبطال أوروبا واستقبلت شباكه 3 أهداف في الكلاسيكو الأخير. وأشارت صحيفة «ألموندو» إلى أن برشلونة بقيادة لويس إنريكي يسير بشكل يثير القلق فهو يحقق الفوز بسهولة على المنافسين المتواضعين في حين أنه ينهار أمام الكبار: «إنه فريق يثير الحنق ولا يتحمل أي مسؤوليات». وتعرض ريال مدريد لصفعة قوية خلال البطولة بالسقوط 2-1 على ملعبه أمام أتلتيكو مدريد الذي قدم هو الآخر المباراة الأسوأ له خلال الموسم أمام فالنسيا وخرج مهزوما بنتيجة 3-1.
ويحل حامل اللقب ضيفا على برشلونة في ملعب الكامب نو في يناير (كانون الثاني) المقبل في إعادة للمباراة الختامية لبطولة الدوري في الموسم الماضي التي نجح خلالها في حسم اللقب لصالحه. ونجح أتلتيكو في الفوز هذا الموسم على الريال وأشبيلية ليدلل على تمتعه بالقدرة على المنافسة وتحديد أهدافه بدقة. وكان السقوط أمام أتلتيكو هو الخسارة الوحيدة التي تجرعها أشبيلية بقيادة المدير الفني يوناي إيمري هذا الموسم ويتبقى له مواجهة باقي الفرق التي تشكل ملحمة الصراع على لقب الدوري الإسباني برشلونة وريال مدريد وفالنسيا ليخضع حظوظه في المنافسة لاختبار حقيقي. إلا أن تمتعه بوجود لاعبين كبار بين صفوفه يبعث الأمل والتفاؤل في نفوس مشجعيه.
ويبقى انتظار ما ستفسر عنه مجريات الأحداث خلال الموسم، فبينما يستعد برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو لاستكمال مشوارهم في بطولة دوري أبطال أوروبا وخوض منافسات بطولة كأس الملك، يشارك إشبيلية في بطولة الدوري الأوروبي التي تتطلب منه القيام بعدة رحلات خارجية. ويتمتع فالنسيا بميزة إضافية مقارنة بباقي رباعي الصراع حيث إنه لا يشارك في أي بطولة قارية. ويبدو جليا أن الدوري الإسباني استعاد رونقه وإثارته وأشعل جدلا واسعا حول مصيره بالتساؤل عما إذا كان الصراع سيظل على لقبه ممتدا إلى النهاية كما حدث في الموسم الماضي.

+ -
.