الزمن الرديء – بقلم أملي قضماني

من الكلمات التي نسمعها كثيرا هذه الأيام، وتتردد باستمرار على السنة المثقفين والكتاب والشعراء، وعامة الناس، كلمة (زمن رديء). لا ادري إذا القصد منها بهدلة الزمن أم تحميله وزر ما يحدث ورفع التهمة عن القائمين بأمور البلاد والعباد.

فإذا سلمنا أن هذا الزمن رديء (وهو رديء بامتياز)، هل نكتفي برفع يدنا واللطم على الخد، أم نعمل لتغير هذا الحال وعدم توريثه لأبنائنا، وماذا نعني برديء؟
هل أننا نعيش في عصر الظلم والظلام في دواخلنا ونفوسنا؟!، أم في مرحلة نفتقر فيها إلى العقلانية والإرادات الشعبية؟

ثم هل نحن مسؤولون والى أي مدى؟ أم هناك من يحاول حرفنا عن الطريق الصحيح ليبقينا متخلفين؟؟
وإذا كان هذا صحيحا… فأين دور ووعي القادة والمثقفين والمسؤولين والمفكرين والكتاب والمؤلفين…. للانتقال من هذه الحالة الرديئة، إلى الحالة المبتغاة؟

إعلان

إعلان

قد تكون الطريق صعبة، لكنها ليست مستحيلة. وتبقى الإرادة البشرية تلعب الدور الأساس في تسريع وإنجاح عملية التغيير.

دون تشاؤم بالفشل، أو تفاؤل بتغيير سريع، هنا يأتي دور المثقف، المهموم بأصالة، في إنجاح المهام الموكلة إليه.. صحيح ان المثقف وحده غير قادر على حمل مسؤولية التغيير بمفرده، لكن بالتأكيد دوره كبير في عملية المخاض وتوضيح المعالم والمسارات كما ورفع المعنويات وتنشيط الآمال والأحلام وإقامة حوار واسع داخل المجتمع، لإحياء العقلانية، بدل الغيبية والطائفية، والتبعية العمياء…

وقد قال بريخت في إحدى قصائده:
“إنهم لا يقولون: الأزمنة رديئة
دائما سيقولون: لماذا صمت الشعراء”
و نضيف: لماذا صمت المثقفون !
فلو تكلموا وقالوا بصدق ما يجب أن يقال لكان تغير الواقع

———————
نشر سابقا

+ -
.