العالم يحتفل… والعرب يتقاتلون

طوى العالم أمس سنة ودخل أخرى، على وقع احتفالات ضخمة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى وتزيّنت فيها السماء بالمفرقعات النارية. وشارك العرب في هذه الاحتفالات عبر اقتتالهم. وحدها دبي عاشت الفرحة بعدما نظّمت مهرجاناً ضخماً، في حين تراجع دور بلدان عربية أخرى اشتهرت سابقاً بموقعها البارز على خريطة الاحتفالات كلبنان ومصر وتونس، في انعكاس طبيعي لتداعيات ما بعد «الربيع العربي» والأزمة السورية.

http://www.youtube.com/watch?v=TFSolfjSgHE

بدأت احتفالات السنة 2014 الميلادية في أوكلاند (نيوزيلندا) ثم انتقلت إلى سيدني في أستراليا حيث أُطلقت أطنان من المفرقعات على شكل باقات ملونة أمام أكثر من مليون ونصف مليون شخص. وتباعاً عمّت الاحتفالات دول العالم (من أقصاها شرقاً إلى أبعدها غرباً)، مروراً بمحطات شهيرة كلندن وباريس وموسكو وساحة تايمز سكوير في نيويورك.

http://www.youtube.com/watch?v=ddGzqO255PI

لكن دبي كانت قبلة الأنظار بتنظيمها أكبر احتفال بالمفرقعات النارية في العالم. إذ استمر إطلاق الألعاب النارية ست دقائق وعلى طول شريط ساحلي تجاوز 48 كلم (من 400 موقع)، في حين بلغ أعلى الأسهم النارية أكثر من 1000 متر في سماء الإمارات.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن الاحتفال يشمل 400 ألف مقذوفة من جزيرة «نخلة جميرا» و «جزر العالم» قبالة شواطئ دبي التي تأمل بأن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

http://www.youtube.com/watch?v=vuljj3doN5M

وفي مقابل الحضور الطاغي لدبي في خريطة الاحتفالات عالمياً، برز تراجع وجهات تقليدية عربية، ففي الأقصر في مصر، لاحظت الوكالة أن السياح اختفوا من هذه المدينة الفرعونية الشهيرة منذ 25 كانون الثاني (يناير) 2011 عندما هبت رياح «الربيع العربي» على مصر وأخذت معها نظام حسني مبارك. أما بيروت، التي كانت وجهة أساسية يقصدها العرب والأجانب للاحتفال، فقد باتت احتفالاتها هزيلة بفعل تداعيات الأزمة السياسية الداخلية وتأثر البلد بانعكاسات حمام الدم الغارقة فيه سورية المجاروة. وأثّر «الربيع العربي» في وضع تونس التي هجرها قسم كبير من السياح الأجانب الذين كانوا في السابق يهجرون صقيع الشتاء الأوروبي للتمتع بدفء جنوب تونس، كجربة.

وخصصت مدينة الكاب في جنوب أفريقيا احتفالاً تكريمياً للراحل نلسون مانديلا، في حين عززت فرنسا إجراءات الأمن لحماية الاحتفالات في جادة الشانزيليزيه والتروكاديرو وشان دو مارس قبالة برج إيفل. وفي نيويورك رافق مليون شخص في ساحة تايمز سكوير عملية إنزال كرة البلور المتعددة الألوان التقليدية التي تستمر ستين ثانية على عمود. أما على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو البرازيلية وصل عدد المحتفلين إلى حوالى 2.3 مليون لحضور عرض الألعاب النارية الشهير والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق.

+ -
.