بقلم الشيخ فائد بشارة
يحكى ان اربع فتيات بدويات ذهبن الى نبع الماء لملىءجرارهن ، وهن في الطريق وقع نظرهن على شبرية – خنجر – جميل الصناعة فاختلفن فيما بينهن لمن يكون ، فقالت كل منهن انها راته اولا وهو لها وبالتالي اتفقن على الذهاب الى العارفة وهو يقضي بينهن بالعدل ، وعندما وصلن ، سال العارفة الاولى : هذا ياابنتي خنجر وهو مخصص للرجال وليس للنساء فلمن تريدين هذا الخنجر ؟ فاجابت : اريده لابي . فسالها العارفة : من يكون اباك من الرجال حتى يستحق هذا الخنجر الجميل ؟ فاجابت : ” ابي اذا طعم كفى ” قال العارفة : نعم الرجل ، هذه صفة حميدة . ثم سال الثانية نفس السؤال فاجابت : ” ابي اذا نشر قفى ” اجابها العارفة : ايضا انها لصفة حميدة عند العرب . وسال الثالثة نفس السؤال فاجابت : ” ابي اذا وعد وفى ” اجابها العارفة: انها ايضا لصفة حميدة . ثم سال الرابعة نفس السؤال فاجابت : ” ابي اذا قدر عفى” فابتسم العارفة وقال : ان هذا الخنجر لك واباك يستحقه وبجدارة لان العفو عند المقدرة لعمري افضل عادات العرب وهي تدل على التواضع والتسامح والايمان وكرم الاخلاق وصدق النوايا .ومن هذا المنطلق ابدا مداخلتي ايها الاخوة والاخوات وابدا في تصفح كتاب التاريخ ، تاريخ جولاننا الحبيب منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي عام ٦٧ وحتى ايامنا هذه محاولا التركيز على بعض الاحداث الهامة التي عشناها معا بافراحها واحزانها وهمومها حتى بداية الثمانيات عندما قامت دولة الاحتلال بضم الجولان الى كيانها وفرض الهوية الاسرائيليةالمدنية علي سكانه بالقوة ، عندها رفض الجولانيون هذه المبادرة رفضا قاطعا وحصل ما حصل ثم اخذ هذا الحدث طابعا دوليا وعلم القاصي والداني بالمواقف المشرفة للجولانيين حيث انهم لم ولن يقبلوا بتهويد ارضهم وانتمائهم بارادتهم رغم قلة عددهم. ولكن وبعد نضال طويل بدات الامور تاخذ طابعا حياتيا اخر يتلائم مع سبل الحياة ومجرياتها حيث استلم جميع السكان الهويات المدنية الزرقاء بعد ان رفضوها سابقا لان الهويات التي كانت ابان الحكم العسكري اصبحت لاغية لا تعطي حاملها اي حق في ممارسة حقوقه وواجباته بما يخص القانون الاسرائيلي وعندها اصبح الجميع يحملون نفس الهوية الزرقاء وهم متساوون في الحقوق والواجبات حسب القانون المدني الاسرائيلي وذلك بما يخص : الضرائب ومخصصات التامين الوطني بكافة انواعها ” مخصصات ولادة ، مخصصات شيخوخة ، مخصصات بطالة ، ارنونة وغيرها بكل ما يتعلق بالقانون الاسرائيلي المدني لكافة مواطني الدولة . وفي هذه الاثناء نجحت السلطة باعطاء الجنسية الاسرائيلية لقلة من السكان ومنهم من استلمها عنوة ومنهم من استلمها بارادته وندم على مافعل لان المجتمع قابل هذه الخطوة بالرفض واصدر الوثيقة الوطنية واحد بنودها مقاطعة اصحاب الجنسيات دينيا واجتماعيا وقد اثر هذا الموضوع تاثيرا عميقا على اصحاب الجنسيات فحاول الكثير منهم التراجع عن طريق المحاكم ولكن عبثا فعلوا لان الداخلية الاسرائيلية رفضت طلباتهم ووضعت شروطا تعجيزية منها التهجير الى خارج البلاد . ثم استغلت فئة من المجتمع هذه الظروف الصعبة والحرجة واثارت القلاقل والكراهية بين افراد المجتمع واستمرت هذه الحال لاكثر من اربعة عقود . واليوم ايها الاخوة والاخوات نحن جميعا متساوون في الحقوق والواجبات والمعنيون في الوطن الام سوريا يعلمون علم اليقين بكل مايجري عندنا من امور اجتماعية وسياسية وعندما ذهب طلاب الجولان للتعلم في الوطن لم يكن هناك اي فرق بين ابناء من لديهم جنسية اسرائيلية او غيرها وقد عاد اطباء ومهندسو وصيدلانيو الجولان وهم اليوم يعملون في جميع انحاء البلاد من الشمال الى الجنوب ويقومون بخدمة العربي وغير العربي على حد سواه ومنهم رؤساء اقسام في جميع مشافي الدولة وهم مبعث فخر واعتزاز لنا ولجميع سكان الدولة . وفي الحقيقة لو عدنا الى الماضي البعيد لراينا ان اسرائيل احتلت فلسطين عام ٤٨ كما احتلت الجولان عام ٦٧ وها هم عرب اسرائيل بكاملهم يحملون الجنسية الاسرائيلية ويتمتعون بكامل الحقوق والواجبات وبينهم من يعتبرون انفسهم فلسطينيون. وفي الجولان حتى لو حمل قلة من المجتمع الجنسية الاسرائيلية فهم بلا شك سوريو الانتماء شاء من شاء وابى من ابى . واخيرا اريد ان اكلل توجهاتي اليكم ايها الاهل راجيا الاحتكام الى العقل ونبذ الفتن فنحن مجتمع واحد تجمعنا عقيدة ثابتة ولا فرق بيننا من حيث الوطنية وغيرها وهذا بات معروفا للجميع اي للمزاودين وغيرهم بدون استثناء ، كفانا تفرقة ونحن نشهد ونقدم على ايام قاسية لا يعلم بها الا الله ونصرتنا بوحدتنا ومن اخطا منا قد طال عقابه والعفو عند المقدرة .
استاذنا المحترم .
صدقت بكل كلمة ذكرتها .
نحن أهل بلد واحد ونصرتنا بتوحدنا
ولا فرق بين عربي وأعجمي. ولا فرق بين درزي مع جنسيه إسرائيلية أو أمريكية او بدون . كلنا أخوه .وعند وقت الشده بيكون الكل مع بعض.
استاذنا المحترم
زرعت فينا مشاعر المحبه وصدق النوايا من خلال 3سنوات تدريس كنت استاذنا فيهن وصدقت بكل كلمه قلتها…. كل وقت والو القوانين الخاصه وخلص وصلنا لمرحله نعفو عن كل شي مضى نحن بزمن لازم نتكاتف مع بعضنا بكفى حقد وزرع فتن وضغينه حكم المؤبد 25 سنه ..حلو يخلص هالحكم
الاخ والصديق والعم فائد هذه الكلمات تدل على مدى تطور وحسن ذاتك الجميله سلمت ملافظك على هذه اللفته الجميله وهذا يدل على اصالتك …
لقد نسي الشيخ فايد في معرض حديثه للي عنق الحقائق اهم ميزة تميز العربي بشكل عام، ومنطقتنا بشكل خاص ؛ ميزة الحفاظ على شرف الانتماء وبذل اغلى الاثمان في سبيله ….!
نسي ان يخبرنا انه لولا من اسماهم قلة محرضة ، ولولا نضالاتهم بمواجهة الاسرلة ، لما كان هنالك امكانية لاعادة التواصل مع الوطن ، وارسال الابناء للتعلم الذي تم استعادته بشق الانفس في بداية الدرب . الذي لولا نجاحه لتم فرض الاسرلة ولم يكن ليتأتى لابنائنا تعلم الطب وغيره مااثرى المنطقة بالاف الخريجين ، ولتحولنا عوض ذلك لخزان بشري لتزويد الاحتلال بحراس الحدود وعناصر الشرطة، والسجانين ، وامن الدفاع عن الدولة كما يسميها ويروج لها بشكل خطير !
امر اخير نقوله للشيخ ؛ ادعاء فرض الجنسية بائس ، حيث نعرف جميعا من اخذ الجنسية ومن رفضها ، بانه لحد الان لم يتم فرضها بالقوة بصورة جدية ، وانما ببعض التضييق والاغراءات التي قبلها البعض على حساب انتمائهم، في وقت رفضها اصحاب الموقف ومازالوا حتى ولو كان ثمن ذلك الارواح !
كل التحيه
أخي وزميل الدراسة الدكتور علي أبو عواد المحترم : انا لم ولن أنسى المواقف المشرفة للجولانيين بشكل عام وهذا ما بدا من خلال كلماتي ويبدو انك لم تقرأ العنوان جيدا فهل تريد وترغب بأن تبقى البطولات التي تتحدث عنها مقرونة ومفعمة بروح الكراهية والتفرقة بين الأهل ؟ ألا يكفينا ما نحن فيه لأكثر من أربعين عام ؟ ألا تعتقد أن وجود الجنسية قد أثر نوعا ما على التطور والتقدم العمراني والحضاري في قرى الجولان ؟ ألا تسمع بعضهم يقولون أن أصحاب الجنسيات مساكين حرقوا انفسهم كالشموع ليضيئوا على غيرهم ؟ أرجوك يا أخي أن تحتكم الى العقل والرشد والتسامح فكل ما وصلنا اليه من خير وغيره هي بالتالي ارادة الله فينا ونحن نسأله اللطف والمغفرة وهو على كل شيء قدير .
الشيخ فايد مع كامل الاحترام …. انا اخر من يدعو للاحقاد والكراهية بين الناس ، ولو تماشي ماطرحته حضرتك في سياق الموضوع مع عنوانه من طلب للتسامح مع من يخطيء لما كان لي اعتراض …
المشكلة في السياق وفي ماتطرحه الان ليس للجانب الشخصي من الامر ، وانما حفاظا على الحقيقة التي بها وحدها نحمي مجتمعنا …
لقد كانت الجنسية الاسرائيلية وستبقى تحمل اشد المخاطر على اجيالنا، حتى وان تبدى للبعض بانها قد تسهل بعض الامور . ولقد كان ومازال الساعي اليها مخطيء في حق نفسه ومجتمعه ، والكلام عن (انتحارية) من سعى ومازال يسعى اليها فيه استخفاف بعقول الناس …!
كل المطلب ان نتقي الله في وضعنا وحالتنا ، وان لاندفع الاجيال لحضن الاعداءتحت وهم بائس ، ولنا في اهلنا واخوتنا في الجليل خير مثل ومثال !
لك التحية مجددا !