صد عناصر من المعارضة السورية هجوماً شنته القوات الحكومية بدعم من الطيران الروسي في ريف حلب أمس، في وقت تواصلت انتكاسات «داعش» أمام المعارضة شمال البلاد قرب حدود تركيا وجنوبها قرب حدود الأردن. ويصل غداً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق للقاء وزير الخارجية وليد المعلم تمهيداً لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف الأربعاء المقبل، في حين حصلت «الحياة» على إحدى مسودات إجابات «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة عن ٢٩ سؤالاً وجهها دي ميستورا. وتمسكت «الهيئة» بتشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بصلاحيات كاملة وحل مجلس الشعب (البرلمان)، إضافة إلى تشكيل مؤسسات تنفيذية تابعة للهيئة الانتقالية بينها مجلس أمن وطني يشرف على إصلاح الجيش وأجهزة الأمن.
واستأنف الطيران الروسي غاراته على ريف حلب شمال سورية دعماً للقوات الحكومية في هجوم شنته أمس على أحد المناطق المهمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ طائرات حربية سورية وروسية «أكثر من 60 ضربة على أماكن في منطقة العيس ومحيطها قرب بلدات خان طومان والزربة بالريف الجنوبي لحلب، ترافقت مع اشتباكات»، بالتزامن مع معارك في مخيم حندرات في ريف حلب وسط أنباء من نشطاء معارضين عن صد المعارضة لهجوم القوات الحكومية والميلشيات الموالية.
وبعد يوم من سيطرة فصائل معارضة على بلدة الراعي في ريف حلب، التي تشكل خط إمداد «داعش» مع تركيا، قال «المرصد» ومواقع إلكترونية معارضة أن فصائل المعارضة سيطرت في شكل كامل على بلدة تسيل في ريف درعا الغربي «عقب اشتباكات عنيفة مع حركة المثنى الإسلامية ولواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «داعش»، ما يعني استعادة الفصائل المعارضة السيطرة على ثلاث بلدات بريف درعا الغربي بين دمشق والأردن».
وإذ اندلعت معارك بين القوات الحكومية و «داعش» في دير الزور، لجأ التنظيم إلى خطف عشرات العمال قرب دمشق بعد خسارات متكررة أمام القوات الحكومية في تدمر والقريتين وسط البلاد وأمام المعارضة شمال البلاد وجنوبها. وفي تدمر، بدأ خبراء روس متخصصون في نزع الألغام بتفجير العبوات والمفخخات التي زرعها تنظيم «داعش» قبل أن يتمكن الجيش الحكومي من طرده بدعم من الطيران الروسي. وقال رئيس الفريق الروسي إلى تدمر ألكسي مكارنكو لوكالة «فرانس برس» على هامش زيارة لمجموعة من الصحافيين نظمتها وزارة الدفاع الروسية: «نزع الألغام مهمة شاقة في أي مكان، وهمي الأساسي هو الحفاظ على سلامة رجالي».
سياسياً، عكف أعضاء «الهيئة التفاوضية» المعارضة خلال اجتماع في الرياض على صوغ أجوبة على أسئلة دي ميستورا الـ ٢٩ وتتعلق بالحكم الجديد. وبدا أن تركيز «الهيئة» على «الهيئة الانتقالية» ومؤسساتها بحيث تكون هذه الهيئة «المخولة إدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية» على أن تتمتع بسلطات تمكنها من «حفظ الأمن وإعادة الحياة الطبيعة». وأضافت: «لا بد من إصلاح الجيش والأجهزة الأمنية بإشراف مجلس الأمن الوطني الذي تشكله الهيئة الانتقالية» مع اقتراح الاستعانة بأجهزة الشرطة «ريثما تشكل الأجهزة الأمنية»، إضافة إلى تشكيل لجان تشرف على «إدارة الشؤون الأمنية والمراقبة والمحاسبة».
وفي واشنطن، قال جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركي إن السلطات السورية أفرجت عن مواطن أميركي كانت تحتجزه. وأضاف بيان إن وزارة الخارجية ترحب بالأنباء لكنه لم يذكر اسم المواطن المفرج عنه.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت في وقت سابق عن مسؤولين أميركيين قولهما إن المصور الصحافي كفين دوز أطلق سراحه بعد احتجازه منذ ٢٠١٢.
وأكدت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» مساء أمس إطلاق التنظيم نحو 300 عامل خُطفوا من المعمل الصيني في القلمون الشرقي، مشيرة إلى أنهم «أخضعوهم لتحقيقات بهدف التعرّف على غير المسلمين أو إن كان ثمة عناصر للنظام متخفين بينهم». وتابعت أن «داعش» اكتشف «وجود 20 عنصراً من ميليشيا اللجان الشعبية بين العمال»، مضيفة أن أربعة من العمال الدروز «تم إعدامهم».