الفطر في الجولان: كيف نميز الجيد من السام؟

نشرت هذه المادة سابقاً في الموقع، لكننا نعيد نشرها بعد حدوث عدة حالات تسمم خلال الأسبوع الماضي (لأشخاص من الجليل)، نتيجة تناولهم الفطر السام، حيث وصل إلى المستشفيات 13 شخصاً تبين أنهم تسمموا من الفطر الذي جمعوه في منطقتنا.

فمع بدء موسم الأمطار بدأ محبو جمع الفطر بالخروج إلى الأحراش للبحث عن وجبة شهية ومغذية. لكن العقبة الوحيدة أمام ذلك تبقى تمييز الفطر الجيد من السام، وهي مهمة ليست بالسهلة.

فهل من طرق للتمييز بين أنواع الفطر، خاصة تلك التي تنمو في محيطنا القريب هنا في الجولان؟

أولاً، من المهم معرفة أن هناك أكثر من 5000 نوع من الفطر، منها 1200 فقط صالحة للأكل، ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي، وبعكس ما هو متداول بين الناس من إشاعات فالاعتماد على الشكل أو اللون فقط غير كافٍ لمعرفته، وذلك نظراً لتقارب بعض الأنواع في الشكل الظاهري لها إلى درجة يصعب معها التمييز بينها.

ومع هذا هناك طريقة لحل هذه المعضلة، تتمثل بمعرفة بعض الأنواع الجيدة التي تنمو في منطقتنا وطريقة تمييزها بصورة أكيدة، مع التحذير بأنه من الأفضل لمن لا يملكون خبرة في جمع الفطر أن يطلبوا من أشخاص ذوي خبرة مرافقتهم، في حال رغبوا في الخروج إلى الحرش لجمعه.

الفطر في حرش مسعدة

تنمو في حرش مسعدة بعض الأنواع المعروفة من الفطر، منها الصالح للأكل ومنها السام. أشهر الأنواع السامة التي تنمو هناك بكثرة هو الفطر المعروف باللاتينية باسم Amanita phalloides، وهو فطر سام جداً يتسبب بتعطيل عمل الكبد والكلا ويؤدي تناوله إلى الموت.

هذا الفطر ينمو بكثرة في حرش مسعدة وينمو في فترة الخريف والشتاء لونه مائل إلى الخضرة، بينما لون أسفله وساقه أبيض .

نشير هنا إلى تشابه هذا الفطر مع انواع جيدة للأكل قد تتسبب بالالتباس، وقد حدث ذلك تاريخياً، حيث أدى الأمر إلى وفاة شخصيات مشهورة بعد تناولها هذا الفطر عن طريق الخطأ، منهم: قيصر روما كلاوديوس، وإمبراطور روما كارل السادس، والبابا كليمنت السابع.

أما أشهر الأنواع الجيدة للأكل التي تنمو في حرش مسعدة هو فطر معروف باسم Boletus aereus، وهو أحد أنواع الفطر التي تنمو في أوروبا والأماكن الباردة. قبعة الفطر كروية عند نموه، ومع الزمن تتحول إلى منبسطة، قطره بين 6-20 سم، وهو فطر كثيف وسميك. سطحه مخملي جاف. لونه غامق، أو بني غامق، أو بني مائل إلى السواد، أو بني مائل إلى لون الصدأ أو زيت الزيتون. لحم الفطر من الداخل أبيض لا يتغير بعد التقطيع. رائحته وطعمه جيدان.

الفطر غذاء عالى القيمة

الفطر من الأغذية عالية القيمة، أكله الإنسان منذ أقدم العصور. يحتوي الفطر على:

1 – البروتينيات، وهي لازمة لنمو أنسجة الجسم وتعويض التالف منها، وهي ضرورية لنمو الأطفال، والحفاظ على صحة الأم.

2 – الدهون، وهي مصدر أساسي للطاقة في الجسم، وتحتوي ثمار عيش الغراب على أحماض دهنية غير مشبعة، وهي غير ضارة بالجسم، ولا تعمل على زيادة الكوليسترول في الدم مثل مثيلاتها في الحيوانات.

3 – الكربوهيدرات: ويحتاجها الجسم كمصدر ثابت للطاقة ليقوم بوظائفه الفسيولوجية على الوجه الأكمل.

4 – الألياف: تخلو من الألياف غير القابلة للهضم، بالمقارنة بغيرها من النباتات.

5 – الأملاح المعدنية: وتدخل في تركيب الأجسام وتنظيم العمليات الحيوية بها، مثل بناء الهيكل العظمي للإنسان: منها أملاح البوتاسيوم – الماغنسيوم – الحديد.

شوربة الفطر وجبة شهية وغنية

يحضر الفطر بطرق عديدة وجميعها تتميز بالطعم الجيد، ولكنه تبقى لشوربة الفطر منزلة خاصة، منها شوربات سهلة التحضير، يمكن لأي منا أن يحضرها بكل سهولة ويسر، ومنها هذه الوصفة:

المكونات:
كيلوغرام واحد من الفطر المقطع
بصلة كبيرة مقطعة
القليل من الزيت
كاسان من الحليب
ملح وفلفل أسود

طريقة التحضير:
نقلي البصل حتى يتحول لونه إلى ذهبي
نضيف الفطر المقطع ونطبخه قليلاً
نضيف كأسين من الحليب
نضيف الملح والفلفل

نتركه يغلي على نار هادئة بضعة دقائق

“صحتين وهنا”