قدّر رئيس برلمان القرم أن تستغرق عملية انضمام الجمهورية إلى روسيا نحو أسبوعين، إذا أيّد الناخبون ذلك في الاستفتاء المقرر الأحد المقبل، بعد فترة أسبوعين سابقة استغرقتها القرم لتطالب بإلحاقها بروسيا.
وقال رئيس برلمان جمهورية القرم فلاديمير كونستانتينوف إن عملية الانضمام تتضمن إجراء الاستفتاء العام في القرم وإعلان مجلسي البرلمان الروسية موافقتهما على انضمام القرم إلى روسيا، وتوقيع الرئيس الروسي على القرار في هذا الشأن.
وكان برلمان الجمهورية أصدر، الأسبوع الماضي، قراراً أعلن فيه استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا.\، وجدد رغبته في الانضمام إلى روسيا. كما قرر إجراء استفتاء في شأن مستقبل الجمهورية في 16 آذار (مارس) الجاري، إذ سيطرح على الناخبين سؤالان أحدهما: هل تؤيدون انضمام القرم إلى روسيا.
وقال ناطق باسم برلمان القرم إن جمهورية القرم ستقدم، بعد إجراء الاستفتاء العام، طلباً إلى روسيا للانضمام إليها بصفتها إقليماً من أقاليم روسيا الاتحادية.
وقال النائب فياتشيسلاف نيكونوف، عضو الدوما (مجلس النواب الروسي) إن الأخير سيناقش مشروع قانون انضمام الأراضي التي يرغب سكانها في الانضمام إلى روسيا، في 21 مارس (آذار) الجاري.
وتتمتع شبه جزيرة القرم بوضع “منطقة ذات حكم ذاتي” داخل اوكرانيا منذ 1992. وكانت تابعة لروسيا في العهد السوفياتي قبل ان يقرر نيكيتا خروتشيف المتحدر من اوكرانيا ضمها في 1954 الى اوكرانيا.
وكانت فترة أسبوعين من 27 شباط (فبراير) و16 آذار (مارس)، قادت القرم الى الخروج عن سيطرة اوكرانيا والمطالبة بإلحاقها بروسيا. وفي ما يلي عرض لتسلسل هذه العملية الخاطفة التي ستعدل خارطة اوروبا:
27 شباط (فبراير): سيطرت مجموعات مسلحة روسية على برلمان القرم في سيمفيروبول. وانتخب النواب في جلسة مغلقة سلطات جديدة موالية لروسيا، وأعلنوا تنظيم استفتاء في 25 ايار (مايو) المقبل من اجل منح حكم ذاتي اكبر للقرم داخل اوكرانيا.
1 آذار (مارس): فيما انتشرت المجموعات المسلحة الروسية حول المؤسسات المحلية ومطاري سيمفيروبول (العاصمة) وسيباستوبول (المقر العام للاسطول الروسي في البحر الاسود)، أرجأت السلطات في القرم موعد الاستفتاء إلى 30 آذار (مارس)، وعدلت السؤال المطروح ليصبح: “هل تؤيدون سيادة القرم داخل اوكرانيا؟”.
6 آذار (مارس): طلب البرلمان المحلي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحاق القرم بروسيا. وحدد موعداً نهائياً للاستفتاء هو 16 آذار (مارس). وبات على الناخبين الاختيار بين الالتحاق بروسيا او “حكم ذاتي معزز في شكل كبير داخل اوكرانيا”.
الخيار الثاني يبدو نظرياً فقط بسبب الاجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية في اليوم ذاته: تشكيل وزارة للدفاع واجهزة سرية مستقلة للقرم وتوجيه تحذير الى القوات الاوكرانية المنتشرة في القرم بأنها باتت تعتبر “قوات احتلال” وستعامل على هذا الاساس.
7 آذار (مارس): أكد البرلمان الروسي أنه يؤيد “الخيار التاريخي” للقرم. وصرحت فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة المجلس: “اذا عبر شعب القرم عن رغبة في الالتحاق بروسيا، فنحن ندعم هذا القرار”.
11 آذار (مارس): أعلن برلمان القرم استقلال هذه المنطقة تمهيداً لانضمامها الى الاتحاد الفيديرالي الروسية.
16 آذار (مارس): صوت سكان القرم في استفتاء حول الحاق شبه الجزيرة بروسيا. ولا توجد شكوك حول ما ستكون عليه نتيجة هذا الاستفتاء.
عندها سيكون امام بوتين خياران: الحاق القرم سريعاً بالاتحاد الفيديرالي الروسي، او الاحتفاظ بهذه الورقة تحسباً لمفاوضات محتملة مع الغرب او حتى مع الحكومة الاوكرانية الجديدة التي لا يعترف بها حالياً.
في جميع الاحوال، باتت القرم تحت سيطرة روسيا بحكم الامر الواقع، وتبدو أي عودة الى اوكرانيا مستبعدة جداً اليوم.