زادت المخاوف من تصاعد أعمال العنف في هونغ كونغ أمس، غداة صدامات اندلعت بين أكثر من ألف متظاهر يطالبون باعتماد الاقتراع العام المباشر الكامل لمنصب الحاكم في عام 2017، وموالين للحكومة الخاضعة لسلطة بكين وعناصر من المافيا الصينية التي تنشط في تهريب المخدرات والبغاء وفرض خوات، ما خلّف 12 جريحاً على الأقل.
وأبدى سكان كثر غضبهم وإحباطهم من طريقة تعامل الشرطة مع التظاهرات، واتهمها بعضهم بالتعاون مع العصابات الإجرامية وتسهيل مغادرة المهاجمين مواقع الاشتباكات بسرعة، فيما دانت منظمة العفو الدولية «عدم تدخّل عناصر الأمن، واكتفائهم بمراقبة المتظاهرين، ومعظمهم من الشبان العزل، يتعرّضون لهجمات حشدٍ معادٍ وملثمين يريدون كسر الحركة».
وأشارت المنظمة إلى مهاجمة «حشدٍ معادٍ» خياماً وحواجز للمحتجين في حي مونغ كوك التجاري المكتظ بالسكان. ونقلت عن شهود قولهم إن «متظاهرات تعرّضن لاعتداءات جنسية في أماكن عدة بالمدينة» التي تعتبر أحدى الأكثر أماناً في العالم.
لكن الشرطة نفت تحرّكها بالتفاهم مع مجموعات المافيا الصينية، وأعلنت اعتقال 19 شخصاً، بينهم 8 مشبوهين في ارتباطهم بالمافيا، ما دفع بكين إلى الإشادة بـ»مهنية رجال الأمن وتطبيقهم إجراءات ضرورية ومعقولة ومعتدلة لا داعي للاحتجاج عليها من أجل فرض احترام القانون، ومنع استيراد ثورة ملونة انطلاقاً من هونغ كونغ ونشرها في الصين القارية».
وكتبت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني: «في مواجهة متظاهرين يتجاهلون أوامر الشرطة، ويسرعون إلى اقتحام أي طوق أمني، وضرب الشرطيين بمظلاتهم، لا بديل للأخيرين إلا استخدام الغاز المسيل للدموع». وتدهورت العلاقات بين شرطة هونغ كونغ والمتظاهرين منذ أن استخدمت الأحد الماضي الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل ضد المحتجين، ومعظمهم من الشبان الذين يحملون مظلات للاحتماء فقط.
وقال جوشوا وونغ، أحد قادة المتظاهرين: «نستنكر العنف الذي أُستخدم ضدنا، ونستغرب كيف يتهمنا الناس بالعنف والتطرّف بعد أسبوع من تنظيمنا تظاهرات سلمية، قبل أن تقرر الحكومة الردّ عليها بوحشية». وفي خطاب بثه التلفزيون، دعا ليونغ تشون ينغ حاكم هونغ كونغ الذي يصفه المتظاهرون بأنه «دمية» في يد بكين ويطالبون باستقالته، المواطنين إلى الهدوء.