المصير المجهول – بقلم الشيخ فائد بشارة

بقلم الشيخ فائد بشارة

لو تمعنا بنظرات ثاقبة في صفحات هذه الحياة التي نعيشها ، لوجدنا وبصدق ، اننا نجهل الكثير حول ما  الم وسوف يلم بنا على المدى القريب والبعيد . نحن في القرن الواحد والعشرين ، علم وتكنولوجيا ، ميديا وسوشل ميديا ، ابليكيشن ، فيس ، انستا غيره وغيره من هذه المصطلحات الغازية التي تمكنت من السيطرة على عقولنا في مجتمعاتنا الشرقية وباتت تتحكم بنا بشكل يومي ونحن نعشقها رغم بعض مخاطرها الصحية ، النفسية والاجتماعية وبشهادة منتجيها الذين يحذرون وباستمرار من مخاطر سوء استعمالها واثرها السلبي على من لا يجيد استخدامها وانا على ثقة بان ابناء المجتمع يعلمون ذلك علم اليقين ولكنهم وللاسف الشديد لا يستخلصون  العبر من تجاربهم رغم الضرر الحتمي الذي سيلحق بهم وبفلذات اكبادهم . ولو سالنا انفسنا يوما : هل استطاعت هذه الحضارة الجديدة الصمود امام الجائحة الوبائية التي المت بنا وشلت اوصالنا؟ واول ضحاياها كبار الدول المتحضرة ورجالات العلم والاختراعات التي وقفت عاجزة امام اجتياحها لها رغم بذل الاموال والامكانيات لصدها ولكن عبثا فعلوا ، فمازالت هناك معلومات ونظريات تؤكد عدم وجود نهاية لهذه الماساة التي صدمت البشرية باسرها ووضعت حدا لطموحاتها ، اهوقليل ما فعلته بنا ؟ اجيالا جديدة انحرفت عن مسارها الطبيعي ، اطفال فقدوا حقهم في الذهاب الى المدارس للتعلم واصحاب مصالح فقدوا مصادر رزقهم واخرون اصيبوا بامراض نتيجة هذه الجائحة وكثير منهم من فقد حياته .وبالرغم من هذا كله ايها الاخوة والاخوات مازلنا نكابر على انفسنا ونحاول وضع رؤوسنا في الرمال ظنا منا اننا سنخفي حقائق تصرفاتنا الغير مدروسة فالكثير منا لا يتبع وسائل الحيطة والابتعاد عن ماهو مضر ، قيل ان الشدة تؤدي في بعض الاحيان للخشوع والعودة الى رحاب الايمان المتجذر في القلوب والعقول والمتمثل بحفظ الاخوان وصدق اللسان وحفظ النعمة ولجم النفوس الامارة بالسوء والعودة الى التربية وخاصة البيتية منها ، فما اجمل ان يتحلى المرء بهذه الصفاة النبيلة ويتحصن بحسن النية وصدق المطوية ، خاصة واننا جميعا نتضرع للمولى العلي القدير ان يراف بنا ويحسن احوالنا ويبعد عنا شرور الحياة انه سميع مجيب ، واعلموا ايها الاخوة والاخوات ان ارادة الله هي النافذة ومهما اوتي العبد من علم وجاه فانه لايمكن ان يقارن ذلك مع قدرة المولى وارادته وهذا ما اكدته لنا الحياة بمصيرها المجهول .