النظافة كعادة كلها سعادة…

بقلم الشيخ فائد بشارة

أينما حللنا وتجولنا في الأماكن العامة والحدائق والمقامات والساحات والمتنزهات، نجد أمام أعيننا العديد من اليافطات والقارمات المكتوب عليها “حافظ على النظافة”، “النظافة من الإيمان” . وغيرها، ولكن إخوتي وأخواتي: عبثاً نرى ونسمع، فلا حياة لمن تنادي. أكياس “البسلي” و”البمبا” و”الشيبس” وقناني وعبوات المشروبات وصحون البلاستك والكاسات مرمية هنا وهناك، تتلاعب بها الرياح فتتطاير من مكان إلى آخر، علماً أن هذه الأماكن الجميلة مليئة بالحاويات والسلل المعدة لرمي النفايات، وللأسف هناك من لا  يراها لا من بعيد ولا من قريب. ولقد شاهدت بأم عيني عندما كنت في إحدى حدائق ألعاب الأطفال أولاداً يرمون النفايات على الأرض دونما اهتمام، وقد نوهت لأحدهم بأن يرمي كيس “البسلي” في الحاوية فلم يعرني أي اهتمام، بل سخر مني ومشى. وقد كنت ألاحظ هذه المظاهر المؤسفة حتى في المقامات، وفي غالب الأحيان الاولاد ليسوا بمفردهم بل بصحبة عوائلهم.

أيها الإخوة والأخوات: إن منطقتنا، وأقصد بذلك الجولان بأسره، مليئة بالأماكن السياحية الجميلة التي  يؤمها الزوار من كل حدب وصوب، وعلى سبيل المثال : لدينا منطقة “المنزلة” في حرش مسعدة، وهوؤ مكان بغاية الرونق والجمال، شجر وفي ومساحات منبسطة تكسوها الاعشاب الطبيعية، ولكن للاسف الشديد نحن أبناء المنطقة بشكل خاص نشوه منظرها الخلاب، عن طريق رمي النفايات هنا وهناك وقناني البيرة والمشروبات الروحيةالفارغة المكسرة وغيرها – مناظر تقشعر لها الأبدان، وهي لا تشوه المنظر الطبيعي فحسب بل تشكل خطراً على السيارات والأولاد وتعطي فكرة سلبية للزوار عن أبناء المنطقة.

وكذلك منطقة المرج الحافل بمزروعاته المنوعة كالتفاح والكرز وغيره، بحيث يؤمه آلاف السياح والزوار، فواجب علينا المحافظة على نظافته لكي نعطي الزائر فكرة أننا أههل حضارة ورقي. كذلك المقامات المقدسة في جولاننا، فعلينا الاهتمام بنظافتها وعدم ترك النفايات بعد انتهاء الزيارة، والاعتماد فقط على مسؤولي النظافة، فالمسؤولية مشتركة واللوم إذا وقع فيقع على عاتق الجميع.

وفي عين قنية لدينا أماكن في غاية الجمال، كعين الريحان وجسر وادي سعار وعين الحمام والشلالي والكنيسة، فالرجاء كل الرجاء المحافظة على نظافتهم وعدم رمي القاذورات هنا وهناك.

بربكم أيها الشرقيون أحفاد سام أين النظافة وتربية النظافة؟ وهل ستبقى مجرد شعارات نسمعها ونقراها ولا نعيرها أي اهتمام؟
تربية النظافة تبدا في البيت وعلى كل صاحبة بيت أن تهتم بإرضاع مبدأ ثقافة النظافة العامة لأطفالها كما ترضعهم الحليب من ثدييها، فالموضوع لعمري يحتاج للمزيد من الاهتمام والسعي لخلق جيل يؤمن بنظافة البيئة كإيمانه بمعتقداته.

هذه النفايات مرمية في هذه المنطقة الجميلة(منتزه عين القعقان – مجدل شمس:

+ -
.