قال احدهم لصديقه “قنطار مسك بدقنك” فاجابه صديقه: “والله كثرتها مش لخير”.
إخواني وأخواتي،
نحن نشهد هذه الأيام أحوالاً جوية قاسية نسبياً، بالمقارنة مع سنوات خلت. إذ تحل علينا أيام شديدة الحرارة ثم تليها أيام شديدة البرودة وغزارة الامطار، وأحيانا البرد الذي كان له التاثير السلبي الكبير على بساتيننا ومنتوجاتنا الزراعية، من كرز وتفاح وجارنك وخوخ ودراق ومشمش باصنافهم المتعددة، وكذلك زراعة الخضروات بأصنافها وأنواعها. وهذا بدون أدنى شك له التاثير الكبير على المزارع؛ علماً أن الزراعة في الجولان هي مصدر رزق الغالبية الساحقة من سكانه. وكلنا نعلم قيمة التكاليف الباهضة التي يبذلها المزارع حتى يجني في آخر الموسم ثمرة أتعابه ومعاناته.
في هذا العام تبدو الخسائر واضحة وضوح الشمس، علما أن الفلاح وبالرغم من ذلك كله يقول: “يا محلا يلي بيجي من عند الله”, “المقسوم بيوصل” وغيرها وغيرها من التعابير التي تدل على الخشوع والرضى والتسليم لأمره الكريم.
ومن هذا المنطلق وجدت أنه من المناسب أن أتطرق لبعض الأمور المتعلقة فينا نحن بني البشر. وهذه الأمور واضحة تماماً، وهي متداولة وغالبا ما نذكر أنفسنا بها، ألا وهي:
هل أعمالنا وافعالنا ترضي الله سبحانه وتعالى؟
هل نحن نسير على السراط المستقيم؟
أحيانا بعضهم يقول: “ربنا ما عندو حجار يضرب فيها”، اليس من الممكن أن تكون حبات البرد هي الحجارة التي يعاقبنا بها؟ لما لا ونحن نكاد ننكر ما ورد من اقوال ماثورة جاءت على السن الأنبياء واللأولياء الصالحين، وهي مقرونة بالدلائل وبصدق القائل. وهي على سبيل الذكر: “أنه سياتي زمان تتفرق فيه الدول وتتهاوى البشر ويكثر الهزل ويقل الخير وتكثر الشرور ويفرح صانع الشر وينكمد فاعل الخير ويقل العدل ويكثر عمل الفواحش وتقسى النفوس ويتسلط على النساء جماد المقل وتقل النخوة من رؤوس الرجال ويكثر لبس المشمر وتكثر الصناعة ومعها تتسبب الشرور والفضاعة ويزداد الشتات وتتغير ارادات المخلوقات وتكثر الأواني المزخرفات وتكثر الطلبات واقتناء الحاجات، تختلف الآراء ويكثر الازوراء فتتقدم بعض الدول للعدل فلا تنال غير الملل كونه اخر زمان يقل به الاعيان ويكثر التردي وتستلم الامور العجيان. يكثر السفر ويرجع ثلث البشر. ترتفع الأسعار من التجار ويكثر بذل مال الحرام. فهذا أول المخاض وبدء علامات قرب يوم الطامة، ومن سار على التقوى وقنع بالقليل من أرزاق وحطام وجمع شمله وكف شفايفه وكتم سره وصبر على البلوى واستعان بحسن النية وحارب الفاحشات وتجنب المعاصي، سينال رضى مولاه في أولاه واخراه.
إخواني وأخواتي،
بربكم اليست هذه الأمور حاضرة في مجتمعاتنا؟ علما أن فحواها علم من مئات السنين. ونتساءل عما حل وسوف يحل بنا؟ ألا ندرك أن الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى؟ ألم يحن الوقت لكي يعود الفرد منا إلى أصله الكريم وجذوره الطيبة؟
الحذر الحذر من التمادي بما لا يرضي الله فالعواقب وخيمة لذوي النوايا غير السليمة. “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم.
فاعتبروا يا ألي الألباب فالحكم للواحد الوهاب، وطوبى لمن نظر واعتبر. وسلامتكم.
الله يزيك الخير شيخنا ويهدينا على طريق الحق