يعيش اللاعب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، كريم بنزيمة فترة ذهبية مع ريال مدريد، بعد أن بلغ مرحلة نضج مع المدرب المخضرم أنشيلوتي جعلته يصنف كأفضل لاعب في إسبانيا الشهر الماضي.
كانت صحيفة “أ س” الأسبانية محقة عندما، ذكرت قبل أيام أن المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، نجم ريال مدريد يمر بأفضل مراحل مشواره الكروي مع النادي منذ انتقاله إليه 2009 قادما من ليون الفرنسي. وفي السنوات الأخيرة، نجح بنزيمة في إسكات منتقديه، وإقناع إدارة النادي بالتمسك به في بيت الميرنغي، واختفت صافرات الاستهجان تجاه المهاجم الفرنسي التي كانت تسمع عند كل مرة يهدر فيها الأخير فرصة أمام مرمى الخصم.
رفع اللاعب ذو الأصول الجزائرية رصيد أهدافه إلى 159 هدفا في 217 مباراة لصالح الفريق الملكي. لعلّ أبرزها هذا المسوم الهدف الذي هزّ به شباك ليفربول ضمن منافسات المجموعة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، أو شباك برشلونة في الكلاسيكو الأخير الذي فاز فيه الريال عن غريمه برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ينزيمة يحتفل بهدفه ضد سويسرا في دور المجموعات بمونديال البرازيل، في مباراة انتهت بفوز ساحق للديوك (5-2).
واعتبر كثيرون عقب هذه المباراة بالذات بمن فيهم نجم الريال رقم واحد كريستيانو رونالدو، أن بنزيمة كان أفضل مهاجم على الإطلاق. وبالفعل أظهر مكرا هجوميا خطيرا، كما أنه لعب كما لو كان مجموعة من المهاجمين وليس مهاجما واحدا، فأبدع في التحرر من الرقابة وتمرير كرات متقنة، قبل أن يتوج أداءه بهدف قاتل.
دور بنزيمة في خطة أنشيلوتي
ويرى محللون أن بنزيمة بدأ في حقيقة الأمر مع كارلو أنشيلوتي، لعب دور محوري في انتصارات فريقه، ساعيا إلى انتزاع مزيد من الحرية لزملاءه منتصف الملعب، والأهم من ذلك إلى خلق مساحة لكريستاينو رونالدو عبر شغل المدافعين عنه لكي يصل رونالدو إلى التهديف بسهولة. وبالتالي فإن بنزيمة لا يقل أهمية عن كريستانو رونالدو، فهو البطل الخفي أو البطل المساعد.
ومن ميزات بنزيمة أيضا، قدراته التكتيكية البارعة في التحرك داخل الفراغات بدون كرة، في عملية هجومية تعتمد على انفتاح سريع ومفاجئ إلى الأمام مدركا تماما إلى أين يتحرك وكيف يتمركز خارج وداخل منطقة الجزاء لمشاغلة الخصم وتوفير فرص أكبر لزملائه، وهو ما امتدحه فيه كارلو أنشيلوتي قائلا: “من المهم جدا أن يكون عندي مهاجم مثل كريم بنزيمة، يعود إلى الوراء للعب مع الآخرين ولا يكتفي بتسجيل الأهداف، كريم فريد من نوعه”.
ورغم كل هذا التطور الحاصل في أداء بنزيمة، إلا أن صافرات الاستهجان والانتقادات لا زالت تلاحقه في فرنسا من قبل مشجعي المنتخب الفرنسي الذين يشككون في أدائه مع الديوك مقارنة بمستواه مع الفريق الملكي. بيد أن المدرب ديديه ديشامب لا يكل من التأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه المهاجم الفرنسي، ونقلا عن موقع “ليكيب” الفرنسي، أشار ديشامب في إطار استعدادات المنتخب الفرنسي للقاء نظيره الألباني ضمن المنافسات المؤهلة ليورو 2016 إلى أنه “من غير العدل الجزم بأن بنزيمة ليس مهاجما قويا”، مضيفا “جماهير البرنابيو كانت بداية الموسم قاسية مع بنزيمة…أما الآن فقد انتزع لقب أفضل لاعب في الليغا في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
بنزيمة مهاجم وليس هدّاف
ويعتقد محللون أن ضعف شعبية بنزيمة مع الديوك مردها إلى الفترة الممتدة ما بين 12 أكتوبر/تشرين الأول 2003 و2012، حين لعب 1222 دقيقة دون إحراز أي هدف. وما شفع له هو أداءه والهدف الذي أحرزه أمام أوكرانيا (دقيقة 34) في إياب الملحق الأوروبي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014 والذي فازت فيه فرنسا بثلاثية نظيفة، قبل أن يسجل ثلاثة أهداف أخرى في دور المجوعات بمونديال البرازيل.
وفي مباراة الخروج من دور الثمانية أمام ألمانيا، أقر ديشامب أن بنزيمة “افتقد للحيوية، لكنه الوحيد الذي خلق فرصا للتعادل، لقد قدم أداء مميزا طوال البطولة، لعب دورا حاسما فى البداية، وأظهر شخصية قوية، لا يمكن انتقاده”. ويبقى بنزيمة بالنسبة لديشامب أكبر المهاجمين “حسما” لكنه “ليس هدافا”.
وعند كشف ديشامب عن التشكيلة النهائية التي ستخوض مباراتي السويد وألبانيا، جاء بنزيمة وزميله مدافع الريال رافائيل فران على رأس الكتيبة الفرنسية، وذلك بعد أن أشاد مدرب المنتخب الفرنسي بمرحلة “النضج” ووصوله لأفضل مستوياته في الوقت الحالي مع الفريق الملكي.