قال الكرملين في بيان اليوم (الأحد) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما بحثا هاتفياً قضايا متعلقة بحل الصراع السوري، وأنهما اتفقا على تعزيز التعاون الديبلوماسي وغيره لتنفيذ اتفاق ميونيخ في شأن سورية.
وأضاف البيان أن الرئيسين قوّما «إيجابياً» المحادثات التي أجريت في الـ11 والـ12 من شباط (فبراير) في مؤتمر ميونيخ الأمني دعماً لجهود تنفيذ وقف إطلاق النار، وأهمية تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب.
الجيش التركي يقصف مجدداً المقاتلين الأكراد في سورية
قصفت قوات تركية، اليوم (الأحد)، مواقع تنظيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» (ذراع حزب العمال الكردستاني في سورية)، في منطقة أعزاز شمال البلاد.
واستهدفت المدافع المتمركزة في ولاية كيليس، جنوب تركيا، قذائف مدفعية مواقع التنظيم، وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن دوي القصف كان مسموعاً بوضوح عند المعبر الحدودي المجاور للولاية.
وقالت وسائل إعلام تركية، نقلت عن مصادر عسكرية أن القصف بدأ في الساعة 7:00 توقيت غرينيتش.
وأضافت المصادر ذاتها أن القوات التركية ستواصل استهداف مواقع حزب «الاتحاد الديموقراطي» في سورية ما دام يقصف مواقع الجيش التركي.
وأعلنت شبكة «أن تي في أن» أن القوات التركية أسرت ثلاثة عناصر يشتبه بأنهم ينتمون إلى حزب «الاتحاد الديموقراطي» في كيليس من دون مزيد من التفاصيل.
وتعتبر تركيا حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» وجناحه المسلح «منظمتين إرهابيتين» على صلة وثيقة بالمتمردين الأكراد الأتراك في «حزب العمال الكردستاني».
لكن واشنطن التي طالبت أنقرة مساء أمس بوقف عمليات القصف، تعتمد أكثر فأكثر على المقاتلين الأكراد السوريين لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
في المقابل، يثير تقدم القوات الكردية غرباً بمحاذاة الحدود السورية وتحديداً نحو مدينة أعزاز قلق أنقرة.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي يلتشين أكدوغان أن تقدم المقاتلين الأكراد التابعين إلى حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» إلى الغرب من نهر الفرات في سورية يشكل «خطاً أحمر» بالنسبة إلى أنقرة.
وأضاف للقناة السابعة «أنها مسائل تتعلق بالأمن القومي التركي. أن تركيا ليست أمة تنظر إلى ما يجري مكتوفة اليدين».
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أكد أمس قصف قوات بلاده المناطق القريبة من أعزاز السورية رداً على نيران صدرت من هناك، وفقاً لقواعد الاشتباك، مشيراً إلى أن التطورات في الدولة الجارة تهدد أمن تركيا القومي. وسرعان ما دانت دمشق القصف التركي للأراضي السورية وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفته بـ «الجرائم التركية».
وأضاف في كلمة متلفزة في مدينة ايرزينكان «نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ الإجراءات نفسها في سورية التي قمنا بها في العراق وقنديل»، في إشارة إلى حملة القصف التركية العام الماضي ضد أهداف «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق على معقلهم في جبل قنديل، مضيفاً «نتوقع أن يقف أصدقاؤنا وحلفاؤنا معنا».
وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الجاري، تقدمت «وحدات حماية الشعب الكردية» في مناطق عدة على حساب الفصائل المسلحة وغيرها.
وتمكن المقاتلون الأكراد والمتحالفون معهم من العرب من السيطرة على مدينة منغ ومطارها العسكري بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً عدة. وكانت الفصائل المسلحة وغيرها سيطرت على المطار في آب (أغسطس) 2012.
وبعد الأمل، مع إطلاق عملية سلام بعد سنوات من المفاوضات وتصريحات عبدالله أوجلان لإلقاء السلاح، توتر الوضع منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في تركيا في حزيران (يونيو) الماضي.
وشنت أنقرة حملة عسكرية على مدن عدة، حيث الغالبية الكردية في جنوب شرقي الأناضول لطرد أنصار «حزب العمال الكردستاني» الذين أعلنوا الحكم الذاتي فيها.
ونفذت عمليات دامية ضد المتمردين في جيزري، جنوب شرقي تركيا، والخميس أعلن وزير الداخلية التركي افكان، غلا أنها انتهت.
لكن العمليات مستمرة في حي سور في ديابكر كبرى مدن جنوب شرقي تركيا حيث يطبق حظر التجول منذ الثاني من كانون الأول (ديسمبر) الماضي.