«تداخل» عمليات الطيران الأميركي والروسي في سورية

واصل الطيران الروسي لليوم التالي استخدامه قاعدة عسكرية إيرانية لشن غارات في سورية، حيث «تداخلت» أمس مع غارات شنتها قاذفات التحالف الدولي شرق سورية قرب حدود العراق، وسط نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهامات أميركية بخرق القرار الدولي ٢٢٣١ الذي حظر تصدير أسلحة إلى إيران، في وقت قتل وجرح عشرات في قصف عنيف على حلب وإدلب حيث دارت أمس معارك شرسة بين القوات الحكومية وفصائل معارضة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات روسية من طراز «سوخوي- 34» أقلعت من قاعدة همدان الجوية أصابت أهدافاً لـ «داعش» في دير الزور شرق سورية، ودمرت مركزين للقيادة وقتلت أكثر من 150 «متشدداً»، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «طائرات يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي شنت ضربات على مناطق في قرية خلوف الضعيف في جبل المعزة في منطقة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي قرب دير الزور «ما أدى إلى مقتل مواطن، وإصابة طفل ومواطنة بجروح».

ويعتقد بأن شن الطيران الأميركي والروسي تطلب حداً أدنى من تبادل المعطيات لعدم حصول تداخل بين مسار الطائرات. واستخدمت روسيا القاعدة الإيرانية في شن ضربات جوية في سورية للمرة الأولى الثلثاء. ووصفت واشنطن الخطوة بأنها «مؤسفة» وقالت إنها تبحث ما إذا كانت الخطوة الروسية تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يمنع توريد أو بيع أو نقل طائرات حربية لإيران. لكن وزير الخارجية الروسي قال أمس إنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو يمثل انتهاكاً للقرار. وأكد أن موسكو لا تمد إيران بالطائرات. وقال لافروف في مؤتمر صحافي بعدما أجرى محادثات مع موراي مكولي وزير خارجية نيوزيلندا: «هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية».

سياسياً، دافع روبرت مالي مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في شؤون الشرق الأوسط عن رصيد الإدارة في الأزمة السورية، محدداً ثلاثة أهداف لواشنطن هي خفض نسبة العنف، هزيمة «داعش» و «جبهة النصرة» والدفع «في حل سياسي بعيداً من (الرئيس بشار) الأسد». وقال مالي لمجلة «فورين بوليسي» أن منتقدي أوباما «لا يمكن أن يقولوا وبأي نسبة من الثقة بأنه كانت هناك خيارات أخرى لتفادي الكارثة»، وأن «التحرك العسكري كان ليقود لنتائج أفضل أو أسوأ ضد الإرهاب». واعتبر أن الجهود مع روسيا هي باتجاه الأهداف الثلاثة لخفض العنف ضد المدنيين وضرب «النصرة وداعش وإيجاد تسوية بعيداً من الأسد». وأشار إلى أن واشنطن «لا تعول على روسيا» بل «نمتحنها… وإذا كانت روسيا لا تعني ما تقوله وإذا لم تكن قادرة على الضغط على النظام، فنحن لم نخسر شيئاً، فالدعم للمعارضة مستمر والنظام لا يمكنه أن يسود».

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف والرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب أكدا خلال لقائهما في الدوحة «عدم وجود بديل من التسوية السياسية للأزمة التي طال أمدها من خلال الحوار الشامل بين الأطراف السورية، على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي».

وجاء استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية وسط تصاعد القتال للسيطرة على حلب، وفي الوقت الذي تعمل موسكو وواشنطن على التوصل إلى اتفاق في شأن سورية قد يسفر عن تعاونهما في شكل أوثق. وأفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات مستمرة على أشدها بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والمسلحين الموالين في محيط الكليات العسكرية في منطقة الراموسة ومنطقة الـ1070 جنوب غربي حلب، مترافقة مع قصف مكثف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباكات، واستهداف الفصائل آليات حكومية وتمركزات لها في المنطقة وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».

+ -
.