ستسمح تركيا للمقاتلين العراقيين الأكراد، البيشمركة، بعبور أراضيها إلى الحدود السورية لمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكره وزير الخارجية التركي.
وأضاف مولود تشاوش أوغلو أن المحادثات بشأن الموضوع مستمرة، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وكان معظم سكان عين العرب “كوباني” قد فروا خشية القتال الذي ما زال متواصلا لأشهر بين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاصرون البلدة، والسوريين الأكراد المدافعين عنها.
وكانت تركيا ترفض السماح للمقاتلين الأكراد بعبور الحدود من أراضيها إلى سوريا.
وتقول الحكومة إنهم مرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني، الذين يشنون لعقود حملة من أجل الحصول على حكم ذاتي أكبر في تركيا، وتنظر إليهم تركيا باعتبارهم منظمة إرهابية.
غير أن تركيا تعرضت للضغط من سكانها الأكراد، ومن جهات دولية، للسماح للمقاتلين بالعبور للمساعدة في طرد مسلحي التنظيم خارج كوباني، التي أصبحت رمزا للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي القرار التركي بعد ساعات من إسقاط الطيران الحربي الأمريكي أسلحة وذخيرة للمقاتلين الأكراد الذين يقاتلون مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة عين العرب “كوباني” السورية، حسبما أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية.
وقال متحدث باسم القوات الكردية السورية الرئيسية التي تدافع عن البلدة الاثنين إن قواته تأمل في مزيد من الدعم بعد أن أسقط الجيش الامريكي أسلحة جوا لصالحها للمرة الأولى منذ بدء القتال.
وكان الجيش الأمريكي قال الأحد إن طائرة طراز سي-130 أسقطت أسلحة صغيرة وذخيرة وإمدادات طبية قدمتها السلطات في كردستان العراق.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن الطائرات الأمريكية لم تستخدم الأجواء التركية.
وقال ريدور شليل لرويترز عبر سكايب “سيكون لها تأثير إيجابي على سير العمليات ومازلنا نأمل في مزيد من الدعم”.
ووصف بولات جان، المتحدث باسم القوات الكردية، كمية الأسلحة والذخيرة التي أسقطتها الطائرات الأمريكية بأنها كبيرة.
تقول تركيا إن المقاتلين العراقيين الأكراد مرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية.
وتأتي هذه الإمدادات – وهى الأولى من نوعها – بعد أسابيع من ضربات جوية يوجهها طيران دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواقع التنظيم المتشدد في المدينة وحولها.
وتقع المدينة السورية، ذات الغالبية الكردية ، قرب الحدود مع تركيا.
وقالت القيادة إن الهدف من هذه الخطوة هو تمكين القوات الكردية من مواصلة مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية الساعي حثيثا للسيطرة الكاملة على عين العرب “كوباني”.
ويمثل تزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح تصعيدا للجهود الأمريكية لمساندة القوات المحلية حتى تصد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا بعد سنوات حرصت فيها واشنطن على عدم الانزلاق في الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات.
وأخطرت الولايات المتحدة تركيا مسبقا بخططها لنقل أسلحة للأكراد السوريين.
وقال مسؤول أمريكي للصحفيين “الرئيس أوباما تحدث إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأخطره بعزمنا القيام بهذا والأهمية التي نعلقها على الأمر”.
وأضاف “نتفهم المخاوف التركية القديمة فيما يتعلق بعدد من الجماعات منها الجماعات الكردية التي انخرطوا معها في صراع. لكن نعتقد بشدة أن الولايات المتحدة وتركيا تواجهان خطرا مشتركا هو الدولة الإسلامية في العراق والشام ونحن بحاجة إلى تحرك سريع”.
وقالت الرئاسة التركية إن أوباما وأردوغان بحثا الموقف في سوريا، بما في ذلك الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لوقف تقدم الدولة الإسلامية، كما بحثا الوضع في كوباني.
ويسيطر مسلحو التنظيم الآن على قطاعات كبيرة واستراتيجية من المدينة، التي كانت قادة غربيون وأتراك قد قالوا إنه لن يُسمح بسقوطها في أيدى التنظيم.
وقال البيان الأمريكي إن الطيران الأمريكي شن 135 غارة بالقرب من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن هذه الغارات إلى جانب المقاومة المستمرة على الأرض، أديا إلى تأخير تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى داخل المدينة.
وأشار إلى أن المئات من مقاتلي التنظيم قتلوا في هذه الغارات.
غير أن البيان اعترف بأن الوضع الأمني في المدينة “لايزال هشا بينما يواصل مسلحو التنظيم تهديد المدينة وتستمر القوات الكردية في المقاومة.”
وتقر واشنطن بأن الضربات الجوية وحدها لن تكفي لدحر تنظيم “الدولة الاسلامية”، وبأنه لابد من تدخل بري وتسعى لاقناع عدد من الدول بذلك.
غير أن تركيا تشترط إسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وفرض منطقة حظر جوي وإقامة معابر آمنة للمدنيين للانضمام الى التحالف الامريكي.
وشن التحالف الدولي نحو 2000 غارة جوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا منذ أغسطس/آب الماضي، إلا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على قدرة التنظيم على التمدد في سوريا والعراق.