تشكيل تحالف دولي “لتدمير” «داعش»

أعلنت الولايات المتحدة أمس، تشكيل «نواة تحالف» دولي لـ «تدمير» تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لا يشمل نشر قوات برية غربية، داعية إلى إنجاز «خطة» في هذا الصدد بحلول موعد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.

وأعرب الرئيس باراك أوباما عن ثقته بقيام «تحالف واسع» ضد «داعش»، بمشاركة دول عربية. وأضاف: «هدفنا اتخاذ تدابير عاجلة لنقل المعركة إلى داعش وتفكيكه. يجب العثور على شركاء فاعلين على الأرض لإبعاد داعش، وسنهزمه كما فعلنا مع تنظيم القاعدة». (للمزيد)

ووصف «داعش» بأنه «تنظيم متوحّش»، مشيراً إلى أن «حلفاء أساسيين في الحلف الأطلسي مستعدون لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال عمل عسكري واستخباري وإنفاذ القانون، وكذلك جهود ديبلوماسية».

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة الحلف: «انضم إلينا حلفاء في العراق، حيث أوقفنا تقدّم داعش وجهّزنا شركاءنا العراقيين وساعدناهم على مهاجمة» التنظيم. وأعرب عن أمله بتشكيل حكومة عراقية جديدة الأسبوع المقبل، مبدياً ثقته بأنها ستنجح في تشكيل تحالف لتدمير «داعش». لكنه أقرّ بأن «الأمر لن يحصل بين عشية وضحاها»، مستدركاً: «نتقدّم في الاتجاه الصحيح. سنضعف داعش وسنهزمه في النهاية».

وفي ويلز، عقد وزراء الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك، اجتماعاً لوضع استراتيجية لمواجهة «داعش».

ووَرَدَ في بيان أصدره وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هاغل: «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يمثله داعش، والقضاء عليه في نهاية المطاف». وشدد البيان على أهمية تشكيل حكومة عراقية، مضيفاً: «سنشكّل قوة عمل متعددة الجنسية لاقتسام مزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الأجانب».

وقال كيري في إشارة إلى مسلحي «داعش»: «علينا أن نهاجمهم في شكل يمنعهم من الاستيلاء على أراضٍ، ويعزّز قوات الأمن العراقية وسواها في المنطقة ممّن هم على استعداد لمحاربتهم، من دون إرسال جنودنا. واضح أن هذا خط أحمر للجميع: لا قوات برية». وأضاف: «يجب أن نكون قادرين على وضع خطة سوياً بحلول الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك هذا الشهر. وتابع: «نحن مقتنعون بأننا سنملك خلال الأيام المقبلة، القدرة على تدمير داعش. قد يستغرق الأمر سنة أو اثنتين أو ثلاثاً، لكننا عازمون عليه». وأشار كيري إلى أن الأمر «يترتّب عليه تأثير في شأن سورية».

وأعتبر هاغل أن الدول العشر هي «التحالف الأساسي، والنواة الأساسية التي ستشكّل التحالف الأكبر والأوسع المطلوب لمواجهة هذا التحدي».

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده «مستعدة للتحرك ضمن احترام القانون الدولي» ضد «داعش» في العراق لا سورية، التي اعتبر أنها تشكّل «حالة مختلفة».

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن قادة دول «الأطلسي» نددوا بـ «الإجماع» بـ «الأعمال الهمجية» التي يرتكبها «داعش»، مشدداً على أن «تهديداته تزيد عزمنا على الدفاع عن قيمنا، والقضاء عليه».

في غضون ذلك، رفع الحلف الأطلسي الذي اختتم قمة في ويلز امس، سقف التحدي بإقراره تشكيل قوة تدخل سريع تتخذ شرق أوروبا مقراً، إضافة إلى احتفاظه بـ «حضور دائم» في تلك المنطقة، لردع أي هجوم قد تشنّه روسيا. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن: «هذا القرار يوجّه رسالة واضحة: الأطلسي يحمي جميع الحلفاء، في كل الأوقات. ويوجّه رسالة واضحة إلى أي معتدٍ محتمل: إذا فكّرت في مهاجمة حليف واحد، ستواجه الحلف بأكمله».

تزامن ذلك مع إبرام كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في مينسك أمس، اتفاقاً لوقف النار يتضمن 12 نقطة، تمهيداً لإنهاء نزاع مستمر منذ 5 أشهر في شرق أوكرانيا. وإذ تواصل القتال بعد الموعد المحدد للهدنة، أصرّ المتمردون على رغبتهم في الانفصال عن أوكرانيا، فيما اشترطت كييف أن تتضمن خطة السلام وقفاً للنار وانسحاب «القوات الروسية وقطاع الطرق والإرهابيين الروس» وإعادة السيطرة على الحدود الأوكرانية مع روسيا. على رغم ذلك، أعلنت موسكو أنها «تأمل بالتزام جميع الأطراف كلياً» اتفاق الهدنة، من أجل «عملية تفاوض تمهّد لتسوية شاملة لأزمة أوكرانيا».

+ -
.