تصور دماغك كالتلفزيون ُيفتح ويُغلق عند الطلب

تمكّن علماء اميركيون من تطوير تقنية جديدة تمكن من تعطيل وتشغيل الدماغ بشكل كامل حيث يصبح شبيها بجهاز التلفزيون الذي يتحكم فيه عن طريق الريموت كونترول.

 

وأمضى العلماء عشر سنوات في البحث بخصائص تقنية أطلقوا عليها اسم اوبتوجينيتيك، ومن خلالها يمكن التحكم بالخلايا العصبية في دماغ الإنسان من خلال الأضواء.

إعلان

 

وبواسطة التقنية الجديدة فإنها تمكّنهم من قراءة الأفكار والذكريات الموجودة في مكان عميق من دماغ الإنسان، وذلك باستخدام إشعاع ضوئي بسيط شبيه الضوء الخافت الذي يخرج من جهاز “ريموت كونترول” باتجاه التلفاز ويعطيه الإشارة.

 

لكن العلماء يقولون إنه لسوء الحظ فإن التقنية الجديدة التي طوّروها يمكنها وقف الدماغ عن العمل، لكنها غير قادرة حتى الآن على وقف الخلايا العصبية عن العمل، وهو ما يعني أن النتائج التي توصلوا اليها لاتزال محدودة وتعمل في اتجاه واحد فقط.

 

ورغم أن درجة التحكم التي توصل لها العلماء محدودة، إلا أنها تعطي آمالاً كبيرة بالتوصل إلى علاجات تتعلق بأمراض الدماغ الخطيرة، بما في ذلك المشاكل الناتجة عن خلل أو مشاكل في الخلايا العصبية بجسم الإنسان.

 

ويقول الأطباء إن تمكّنهم من إطفاء الأجزاء التي تعاني من خلل في الدماغ قد يمكنهم لاحقاً من السيطرة على الأمراض التي تنتج عن ذلك الخلل، أو تقديم العلاج السريري للمناطق التي تعاني من مشاكل في الدماغ.

 

والى جانب الادوية والعقاقير التي تساهم في القضاء على امراض الدماغ، فان العلاج الطبيعي له فائدته وهو يبدا بالنوم العميق والاسترخاء.

 

واثار السبب في حاجة المرء إلى النوم حيرة العلماء على مدى قرون، ومن الواضح أن الحاجة إلى اغماض العينين والاسترخاء في نوم عميق لا تنبع من الشعور بالتعب فقط اذ يعتبره العلماء فرصة ذهبية ايضا لطرد السموم من الدماغ.

 

وقال باحثون في الولايات المتحدة إنهم أكتشفوا أحد الأسباب الرئيسية للنوم.

 

ويعتقد فريق البحث الامريكي بأن “نظام التخلص من الفضلات” هذا يعتبر المسبب الرئيسي للنوم.

 

وتوصلت الدراسة إلى أن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل النوم أحد الأنشطة الأساسية التي يقضي الإنسان جزءاً من عمره فيها، أن الدماغ يتخلص من ما وصفه البحث “بالفوضى الكيميائية”، إضافة إلى التعب من الأعباء المنزلية.

 

وأظهرت التجارب التي اجروها على الفئران أن المخ يستخدم النوم كوسيلة للتخلص من السموم التي تتراكم خلال عملية الاستيقاظ نتيجة لعمليات الاتصال بين الخلايا العصبية.

 

واثبتت الدراسة التي نشرها الباحثون في نشرة “ساينس” ان خلايا المخ تنكمش اثناء النوم مما يؤدي الى فتح ثغرات بينها تسمح للسوائل “بغسل المخ”.

 

كما يقولون إن اخفاق هذا النظام في التخلص من بعض الفضلات قد يكون سببا لبعض الامراض التي تصيب المخ.

 

ولاحظوا ان خلايا معينة في المخ – والارجح ان تكون الخلايا الدبقية التي تبقي الخلايا الدماغية حية – تنكمش اثناء النوم، مما يزيد من حجم المجالات بين الخلايا وتسمح بضخ كميات اكبر من السوائل التي تقوم بازالة الفضلات المضرة.

 

وقالت الدكتورة نيديرغارد إن عملية الغسيل هذه تعتبر حيوية جدا لديمومة الحياة، ولكنها مستحيلة اثناء اليقظة.

 

وأشار الباحثون إلى أن للدماغ قدرة محددة فهو إما أن يكون يقظاً ومستعداً للتفكير، أو نائمأً ويعمل على تنظيف نفسه. ويشبه الدكتور ماكين الدماغ بإنسان يحتفل مع أصحابه في المنزل، فهو بين خيارين، إما مؤانسة الضيوف، أو تنظيف المنزل.

+ -
.