يقول علماء إن ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض الناجم عن تغير المناخ في العالم، ربما يدفع بالكثير من الكائنات البحرية إلى الهرب بعيداً عن منطقة خط الاستواء، لكن انتقالها إلى منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي، قد يعرضها إلى الخطر في مناطق معيشة أصغر من حيث المساحة وأقل قابلية لاستضافتها.
وأوضحت دراستان وردتا أمس (الخميس) في دورية «ساينس» المخاطر التي يتوقعها الباحثون للكائنات البحرية المتنوعة من الشعاب المرجانية والأسماك وحتى القشريات.
وقال أستاذ علوم المحيطات في «جامعة واشنطن» كورتيس دويتش إن ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات يزيد من معدلات التمثيل الغذائي للمخلوقات البحرية وحاجتها للأكسجين، لكن المياه الدافئة تحتوي على كم أقل من غاز الأكسجين عن الباردة، الأمر الذي يتطلب الانتقال إلى القطبين بحثاً عن المياه الأكثر برودة.
وقال دويتش «مع تقلص مناطق المعيشة فمن المرجح تراجع الأعداد أيضاً، وإذا وصلت هذه الأمور إلى الحدود القصوى يسفر هذا عن انقراض الأنواع مثلما نرى من تدمير أماكن المعيشة في المنظومات البيئية البرية».
وأضاف إنه مع استمرار هجرة الأنواع فقد ينتهي بها الأمر إلى بيئات جديدة ذات ظروف مختلفة من المحيطات ومن وجهة المفترسات والفرائس.
وتناولت الدراسة عدة أنواع منها سرطان الأطلسي الصخري، والقشريات الساحلية، وسمك القد في المحيط الأطلسي، وأسماك المحيطات المفتوحة، وسمك الدنيس المدبب الأنف، وأسماك الأطلسي والبحر المتوسط التي تعيش في المناطق الحارة، وأسماك الألبوت العادية، وأسماك المياه الضحلة التي تعيش في خطوط العرض العليا.
وتوصل الباحثون إلى أنه في حلول العام 2100، فإن هذه الكائنات البحرية ستنتقل من ربع أماكن معيشتها الحالية في إطار حركتها نحو خطوط العرض الأعلى.
وركزت دراسة أخرى على أكبر الشعب المرجانية في العالم التي تعيش في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وفي البحر الكاريبي أيضاً، إلا أنها معرضة بصورة أكبر إلى ظاهرة تسمى «ابيضاض الشعاب المرجانية».
ففي المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة في المحيطات تقوم الشعب المرجانية بطرد الطحالب التي تعيش في داخل أنسجتها، ما يجعل لون الشعب يستحيل إلى الأبيض ما يؤدي إلى هلاكها أو يجعلها أكثر عرضة لمخاطر أخرى.
وقالت الدراسة إن الشعب المرجانية ربما تعاني في البيئات ذات درجات الحرارة المنخفضة بعيداً عن خط الاستواء، ولأن الشعب المرجانية تعتمد على ضوء الشمس الذي لا يمكنه النفاذ من سطح الماء في خطوط العرض العليا لا سيما خلال الشتاء، فإن معيشتها ستقتصر على مناطق المياه الضحلة إذا هاجرت إلى مياه أكثر برودة.
وقال عالم الأحياء البحرية بول موير من متحف «كوينزلاند» للمناطق الحارة في أستراليا إن هذه الشعاب المرجانية «تواجه خطراً مزدوجاً، الابيضاض عند خطوط العرض المنخفضة، مع محدودية الملاذ المتاح عند خطوط العرض الأعلى».
وأضاف موير «كان من المأمول أنه نظراً لارتفاع درجات حرارة المحيطات أن تنتقل جماعات كثيرة من الحيوانات والنباتات نحو القطبين لكن بالنسبة إلى مجموعة كبيرة ومهمة من الشعب المرجانية فإن هذا الخيار يبدو محدوداً».