استعاد الجيش السوري السيطرة على حي كبير في شرق حلب من أيدي مسلحي المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير هناك، بحسب نشطاء ووسائل إعلام حكومية.
وتسيطر قوات الحكومة السورية الآن على أكثر من 90 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها.
وستعد استعادة حلب أسوأ ضربة للمعارضة منذ بدء الانتفاضة في عام 2011، وتصبح الحكومة بذلك مسيطرة على المدن الخمس الرئيسية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الجيش السوري استعاد منطقة حي الشيخ سعيد الكبيرة في جنوب شرقي حلب، تاركا منطقتين فقط تحت سيطرة المسلحين.
ويقول مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن “المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة صغيرة جدا، قد تسقط في أي لحظة.”
وأضاف أن معركة حلب “بدأت تدخل مرحلتها الأخيرة.”
وأكدت وسائل الإعلام السورية الرسمية استعادة الجيش لحي الشيخ سعيد، ونقلت بثا حيا من هناك.
كما أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش بسط نفوذه على الشحادين وكرم الأفندي وكرم الدعدع والصالحين.
كنا أفادت الوكالة أن الجيش يتقدم باتجاه الكلاسة وبستان القصر وسوق الهال، وتطارد فلول المسلحين في مناطق السكري ومشهد والعامرية والأنصاري.
وأفادت التقارير الواردة من غرب حلب بأن قصف المناطق الشرقية كان هو الأعنف خلال الأيام الأخيرة، وبأن أصواته كانت تسمع من غرب المدينة.
وتوالى فرار سكان المناطق الشرقية مذعورين مع تقدم قوات الجيش السوري، بعد بدء العملية العسكرية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتقول روسيا إن أكثر من 100 ألف مدني قد نزحوا عن أماكن سكناهم بسبب القتال، بينهم 13300 في الساعات الأربع وعشرين الأخيرة.
وقالت وكالة سانا السورية إن بعض اللاجئين ينقلون إلى ملاجئ مؤقتة، بينما ظل الباقون مع أقاربهم في حلب الغربية.
وكان المسلحون قد استولوا على شرقي حلب في 2012، بعد نحو عام من بدء الانتفاضة، التي بدأت باحتجاجات على الحكومة ثم تصاعدت إلى حرب أهلية.
وازدادت الحرب تعقيدا مع تعدد الأطراف والجماعات التي انخرطت فيها، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استعاد مسلحوه السيطرة على مدينة تدمر مرة أخرى بعد طردهم منها قبل تسعة أشهر.
وقالت روسيا إنها تتشاور مع الجانب الأمريكي الذي يدعم بعض فصائل المعارضة حول شروط وقف لإطلاق النار يمكن أن يتبع الانسحاب الكامل للمسلحين من حلب، لكن لم تكن هناك بوادر لاتفاق الطرفين.
وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول من تنظيم “فاستقم” لوكالة أنباء رويترز “الروس مراوغون. إنهم ينظرون إلى الوضع العسكري، والآن هم يتقدمون”.
وقال المرصد إن ما لا يقل عن 415 مدنيا و 364 مسلحا قد قتلوا في المناطق التي كان يسيطر علبها المعارضون منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما قتل 130 مدنيا نتيجة قصف صاروخي من المعارضة على مناطق عربي حرلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
وبدأ مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية – بحسب المرصد السوري – هجوما على شرق حمص الأسبوع الماضي، وسيطروا على مواقع للحكومة، وحقول للنفط قبل تقدمهم باتجاه تدمر.
وقد اضطروا إلى الخروج منها بسبب الغارات الروسية المكثفة في وقت مبكر الأحد، لكنهم عادوا إليها مرة أخرى.
وقد سيطر التنظيم على تدمر في مايو/أيار 2015 وحتى مارس/آذار 2016، وشن حملة تدمير للمواقع الأثرية فيها التي تدخل تحت التراث العالمي بحسب منظمة اليونسكو الذي يجب الحفاظ عليه.
وتقدم المسلحون الاثنين جنوبا وغربا في تدمر، مشتبكين مع قوات الحكومة في قتال شرس قرب بلدة القريتين، ومواجهين لغارات روسية جديدة، بحسب ما ذكره المرصد السوري.
وقتل في الصراع في سوريا حتى الآن أكثر من 300.000 شخص، ونزح أكثر من نصف السكان بسبب الحرب.
وقتل بسبب هجوم الحكومة في الجزء الشرقي من حلب – بحسب تقديرات المرصد السوري المعارض – 413 مدنيا منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، كما أدى قصف مسلحي المعارضة على غرب حلب إلى قتل 139 مدنيا في الفترة نفسها.
وقالت وكالة الطفولة التابعة للأمم المتحدة الأحد إن جميع الأطفال في حلب يعانون من الصدمة. وقد فشلت جميع المحاولات الدبلوماسية لإنهاء الصراع.