بينت دراسة طبية حديثة أن تناول وجبات الطعام خلال ساعات العمل وأثناء الجلوس أمام المكاتب يمثل كارثة صحية حقيقية، حيث يعتبر أقصر الطرق نحو السمنة، كما أنه يرتبط مباشرة بتدني مستوى الفيتامينات في الجسم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
وتمثل نتائج هذه الدراسة أول اكتشاف لارتباط مباشر بين تناول الطعام خارج المنزل وبين الإصابة بعدد من الأمراض مثل السمنة وارتفاع نسبة الكولسترول، حيث تبين أن هذه الأضرار ليست ناتجة فقط عن الوجبات السريعة، وإنما أيضاً طريقة تناول الطعام تلعب دوراً مهماً.
ووجدت الدراسة التي أجريت في جامعة نيويورك سيتي أن العائلات التي تجهز طعامها في المنزل وتجلس لتناول طعام الغداء بشكل جماعي تتمتع بصحة أفضل من تلك التي يضطر أفرادها لتناول وجباتهم خارج المنزل وخلال ساعات العمل، حتى لو لم تكن وجبات سريعة.
وافادت دراسة سابقة أن الوقوف لفترات تصل الى 30 دقيقة أثناء العمل ربما يخفف آلام الظهر دون الإضرار بالانتاجية.
فقد تناوب العاملون بمكتب استرالي الجلوس والوقوف كل 30 دقيقة لمدة أسبوع وشعروا باجهاد أقل وآلام أقل في الظهر وكذلك آلام اقل في الساق مما كان عليه الوضع عندما كانوا يجلسون طول يوم العمل.
وقالت أليشيا إيه ثورب بمعهد بيكر للقلب والسكري في ملبورن بأستراليا والتي أشرفت على الدراسة “نتائجنا تؤكد ما توقعناه وهي ان ادخال فواصل منتظمة عبر يوم العمل يؤدي إلى تحسن في أعراض الاجهاد ويقوي العضلات والعظام مقارنة بالجلوس طول اليوم”.
وكتب فريق ثورب في دورية الطب المهني والبيئي قائلا ان الجلوس لفترات طويلة يرتبط بمجموعة مختلفة من المشاكل الصحية ولكن العاملين بالمكاتب غالبا لا يكون لديهم خيارات تذكر بشأن بيئة عملهم.
ووجدت البحوث السابقة ان العاملين بالمكاتب يقضون نحو 75 في المئة من يوم عملهم في الجلوس على مقاعد.
وفي هذه الدراسة تم توزيع 17 رجلا و6 نساء عشوائيا على واحدة من مجموعتين. واستخدم كل شخص مكتب عمل يمكن تعديل ارتفاعه كهربائيا. ولكن مجموعة واحدة جلست خلال العمل على مدار يوم العمل البالغ ثماني ساعات وتناوبت المجموعة الأخرى الجلوس والوقوف كل 30 دقيقة.
وقام العاملون بذلك لمدة خمسة أيام ثم تناوبت المجموعتان الأدوار خلال أسبوع عمل ثان لمدة خمسة أيام.
وفي اليوم الخامس من كل أسبوع عمل ملأ الجميع استبيانات تقيس مستويات الاجهاد وعدم راحة العضلات والعظام والشعور بشأن الانتاجية الخاصة بهم والكيفية التي يرغبونها لمكاتبهم القابلة للتعديل.
وبلغ متوسط درجة الشعور بالاجهاد 52.7 للاشخاص الذين جلسوا ووقفوا أثناء العمل مقارنة مع 67.8 للذين جلسوا طول يوم العمل. واعتبرت نتيجة 66 درجة أو أكثر “مستوى مرتفع” للاجهاد مقارنة بما يجب أن يشعره الشخص السليم.