ألمح راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي إلى أن الحزب يتجه لفصل الدين عن السياسة في نشاطه، مبتعدا عن التقليد الذي يحكم أحزاب الإسلام السياسي.
وكان حزب النهضة أول حزب وصل إلى السلطة في تونس بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، بعد أن فاز في أول انتخابات أعقبت سقوط النظام.
وقد ساعد إجراء انتخابات حرة وصياغة دستور جديد للبلاد وانتهاج سياسة الحل الوسط بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية البلاد على تجنب الاضطرابات التي وقعت في معظم بلاد ما يسمى “بالربيع العربي”.
وقال الغنوشي في المؤتمر العام للحزب شاركوا في تجمع إن حزبه “انتقل من مرحلة البحث عن الهوية إلى مرحلة الاحتجاج ضد نظام تعسفي ومن ثم إلى مرحلة الديمقراطية الوطنية”.
ويرى مراقبون أن خطوة حزب النهضة هذه تهدف إلى تمييز نفسه عن أحزاب الإسلام السياسي في المنطقة، التي شهد حضورها السياسي تراجعا، وذلك في خضم تحضيره للانتخابات المحلية العام القادم وانتخابات الرئاسة عام 2019.
ونقلت وكالة رويترز عن المحلل السياسي جميل عرفاوي قوله “استفاد حزب النهضة خاصة من تجربة الإخوان المسلمين في مصر، ونجح في تشكيل صورة جديدة عن نفسه، ولكن السؤال إن كان سينجح في إقناع الناس بها”.
وكان حزب النهضة قد تشكل كحركة سياسية خلال حكم بن علي، وقد اعتقل الكثير من قادته ونفي آخرون.
وقد شهد الحزب صراعات داخلية بين المعتدلين والمتشددين في صفوفه، وأجبر مقتل اثنين من قادة المعارضة وتعامل الحزب مع السلفيين إلى تنازله عن السلطة خلال فترة حكمه الأولى.
ورحب الرئيس الباجي قائد السبسي بتصريح الغنوشي حول فصل الدين عن السياسة، وقال إن حزب النهضة يسير في الاتجاه الصحيح.