قالت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، إنها أمرت قواتها بالتحرك نحو العاصمة طرابلس لـ “تحريرها” من أيدي الجماعات المسلحة الإسلامية المناوئة لها.
ودعت، من مقرها في شرقي البلاد، سكان طرابلس إلى العصيان المدني حتى تصل قواتها إلى المدينة.
وفي بيان رسمي، نشر على موقعها على فيسبوك، قالت الحكومة، التي يرأسها عبد الله الثني، إنها “أعطت أوامرها لقوات الجيش الليبي تحت إمرة رئاسة الأركان العامة بأن تتقدم باتجاه مدينة طرابلس لتحريرها وتحرير منشآت الدولة من هذه المجموعات المسلحة”.
وكانت الحكومة والبرلمان قد نقلا مقريهما إلى مدينة طبرق الشرقية بعد سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة على طرابلس في شهر أغسطس/آب الماضي.
وناشد البيان شباب طرابلس وضواحيها “الالتحام مع القوات للمساهمة في تحرير أنفسهم وعائلاتهم ومدينتهم وسكانها”.
ووصفت حكومة الثني القوى المسيطرة على العاصمة الليبية بأنها “فئة باغية ظالمة عاثت فسادا ودمرت الممتلكات العامة والخاصة”.
كما اتهمتها بخطف وتعذيب سكان طرابلس.
وترى هذه الجماعات، وأهمها جماعة “فجر ليبيا”، أن الحكومة والبرلمان في طبرق غير شرعيين.
“انتظارا لوصول القوات”
وشهدت طرابلس أخيرا مظاهرات مؤيدة لقوات “فجر ليبيا” ومناهضة لحكومة الثني وقوات الجنرال السابق خليفة حفتر، الموالية لها، وتطالب بوقف ما تصفه بإرهاب هذه القوات لهم.
ويوجد في ليبيا برلمانان وحكومتان يتنافسان على الشرعية منذ سيطرة الإسلامية مسلحة على طرابلس، ما دفع حكومة الثني الى الانتقال إلى شرق البلاد.
وناشدت حكومة الثني سكان طرابلس “عدم التعامل مع هذه المجموعات المسلحة ومع الحكومة غير الشرعية التي أقامتها منذ الاستيلاء على طرابلس”.
ونصح بيانها سكان المدينة بـ “عدم الالتحاق بأعمالهم (المجموعات المسلحة) وإعلان العصيان المدني في كافة أرجاء المدينة انتظارا لدخول قوات الجيش الليبي لتحرير المدينة”.
وكان الثني قد قال إنه يمكن للإسلاميين المشاركة في “بناء ليبيا ديمقراطية” شريطة “قبولهم بخيارات الشعب الليبي”.
وأعلن البرلمان المعترف به دوليا منذ يومين أنه اتفق مع الجنرال حفتر وقواته على تشكيل جيش موحد لمواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة.
وتسعى قوات حفتر، التي تشن عملية عسكرية تطلق عليها “الكرامة”، لاستعادة مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، من أيدي الإسلاميين.
وشهدت بنغازي، ثانية كبريات مدن ليبيا، قتالا شرسا بين قوات حفتر، الذي يعتقد أنه يلقى دعما إقليميا، والمسلحين الإسلاميين في المدينة.
ومن ناحية أخرى، اجتمع عمر الحاسي، رئيس وزراء الحكومة المناوئة لحكومة الثني، مع مبعوث تركي الثلاثاء.
وهذا أول اجتماع دبلوماسي معلن بين حكومة الحاسي مع مبعوث أجنبي.
وقالت حكومة الحاسي إن اللقاء بين رئيسها والمبعوث التركي أمر الله ايشلر قد جرى في العاصمة طرابلس.
ونشرت في موقعها على الإنترنت صورة للقاء الذي عقد في مكتب كان يستخدمه الثني.
وكان الحاسي قد شكل حكومته بعد ان انتخبه برلمان منافس للبرلمان الذي انتقل إلى طبرق.
وتحاول الأمم المتحدة والقوى الغربية إقناع الطرفين بالتفاوض لإنهاء الفوضى التي تعم البلاد منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي عام 2011.
ولم تعترف الأمم المتحدة والقوى الغربية بالحاسي او تتعامل معه علنا.
وكان ايشلر قد زار طبرق للقاء مسؤولي حكومة الثني.