حول انتخاباات المجالس المحلية – الشيخ فائد بشارة

بقلم الشيخ فائد بشارة

البعض يرفضها جملة وتفصيلا، وبعضهم يعتبرها شراً لا مفر منه، وآخرون يروجون لها ويعتبرونها طريقة مفضلة وضرورية للنهوض بقرانا قدماً، من النواحي العمرانية والتطويرية وغيرها. وكل له أسبابه وتطلعاته ووجهة نظره. وإذا ألقينا نظرة عابرة على كافة الآراء والتقديرات، نجد أن الجميع محق، بالرغم من انعدام المساواة الديمقراطية بين من يحق لهم الترشح للرئاسة ومن لا يحق لهم، ذلك بسبب وجود الجنسية وحكم القانون.

إخواني وأخواتي،
في الواقع نشهد هذه الأيام بعض النقاشات والمداولات بين من يهمهم الأمر، وللأسف الشديد بعضها يصب في بوتقة العائلية، وخاصة من بعض شبابنا المثقف، والذي من المفروض أن يترفع عن هذه الظاهرة المقيتة، ويفكر بعقله وليس بما تمليه عليه أهواؤه ورغباته. وكما أعتقد فإن جميع المرشحين لهذه العملية هم أهلنا وإخواننا وأبناء جلدتنا، وكل من يحالفه الحظ هو بالتالي ابننا يتوجب علينا أن ندعمه ونسهل له عمله، ونتمنى له كل الخير لمزاولة أعماله في سبيل خدمة أهل بلده، كان من كان. ونحن نعلم علم اليقين أن كافة الموارد من ميزانيات وتطوير وغيره لا يمكن أن تصل إلى هدفها المنشود في قرانا التي هي بأمس الحاجة لها، إلا عن طريق المجالس المحلية، لذا نهيب بكم أيها الأهل أن تحتكموا إلى العقل الواعي، وبعد النظر فابن البلد أحق بخدمة بلده من الغريب، وما حصل في قرية مسعدة لأكبر دليل على ذلك.

إخواني وأخواتي،
هل يمكن أن تكون هذه العملية سببا للتفرقة والكراهية والانقسام العائلي، كما نشهده للأسف الشديد في مجتمعات اخرى؟ الجواب يجب أن يكون لا وألف لا، فنحن في الجولان مجتمع واعٍ ومتكاتف، جابهنا العقبات والأزمات وخرجنا منتصرين، بعون الله وبفضل ما يتمتع به الشباب والشيوخ والنساء من حكمة ورزانة وقدرة على تحمل الصعاب، ونحن على ثقة تامة إن شاء الله، أن تمر هذه الغيمة مرور الكرام، وتعود الأمور إلى مجاريها، بحيث يمارس كل منا حياته الاعتيادية كأن شيئاً لم يحصل، فمصيرنا واحد.

+ -
.