أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الخميس) أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وسع نطاق سيطرته في مدينة دير الزور شرق سورية، بعد مواجهات وهجمات انتحارية أدت إلى سقوط 26 عنصرا في صفوف القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وأكد المرصد أن مقاتلي التنظيم سيطروا على حي صناعي في المدينة، بعد هجوم عنيف بدأ صباح أمس. وأضاف أن الهجوم ترافق مع تفجيرات انتحارية لثلاث سيارات، ما أدى إلى مقتل 11 عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وتابع المرصد أن الاشتباكات العنيفة والغارات والقذائف التي أطلقت، بعد ذلك، أدت إلى ارتفاع الحصيلة إلى 26 عنصراً في صفوف القوات الموالية للنظام و12 من عناصر داعش.
ويسيطر التنظيم المتشدد منذ 2013 على محافظة دير الزور النفطية بأكملها تقريباً. لكن نصف عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه ما زال خاضعاً لسيطرة القوات الحكومية. وتبعد المدينة 450 كلم شمال شرقي دمشق.
الولايات المتحدة حاولت إبعاد الأسد بانقلاب عسكري
في سياق آخر، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الليلة الفائتة، إن الولايات المتحدة حاولت دفع عدد من كبار المسؤؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، إلى الانقلاب عليه وتسلم السلطة في انقلاب عسكري.
ونقل عن مسؤولين سابقين وحاليين في الإدارة الأميركية ومصادر أخرى عربية قولها إن إدارة باراك أوباما حاولت إقامة علاقات مع جهات في النظام منذ بدء الحرب الأهلية في سورية.
وبحسب تقرير “وول ستريت جورنال” فإن هذه الاتصالات كانت محدودة، وأن محاولات الإطاحة بالأسد قد فشلت.
وجاء أنه خلال السنوات الأخيرة حاول الأميركيون إجراء محادثات مباشرة مع السوريين، وأحيانا أجروا محادثات سرية، وأخرى بوساطة إيرانية أو روسية، مع كبار المسؤولين في النظام .
وبحسب التقرير، فإن في العام 2011، ومع بدء استخدام العنف ضد المدنيين السورييين، وبدأت عمليات هروب من الجيش، فإن الاستخبارات الأميركية تمكنت من تشخيص “ضباط علويين” بإمكانهم بالدفع باتجاه إبعاد الأسد من السلطة، باعتبار أنهم “سيتحفزون للقيام بذلك بهدف الاحتفاظ بسيطرة الأقلية العلوية على الدولة”.
كما جاء أن الجهود الأميركية تركزت على تشجيع جهات سورية على التخلي عن دعم الأسد. وفي شهر آب/ أغسطس من العام 2011 دعا الرئيس الأميركي أوباما، بشكل علني، بشار الأسد إلى الاستقالة. وفي صيف العام 2012 كان واضحا للإدارة الأميركية فشل الجهود لاستبدال الأسد من خلال عملية داخلية في داخل النظام.
وقالت الصحيفة أيضا إن الأميركيين حاولوا التحدث بشكل مباشر مع مسؤولين سوريين كبار، حيث تحدث نائب وزير الخارجية الأميركية، ويليام بيرنز، عدة مرات مع وزير الخارجية وليد المعلم، كما تحدثت مستشارة وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط، آن بيترسون، مع نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، وجها خلالها تحذيرات، وحاولا دفع السوريين إلى المفاوضات. كما واصل السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، الذي غادر سورية حفاظا على أمنه الشخصي، الاتصالات من أوروبا مع مسؤولين في النظام، وذلك بهدف استبدال السلطة بدون عنف.
وكتبت “وول ستريت جورنال” أن 20 مسؤولا، سابقين وحاليين، في الإدارة الأميركية، وجهات عربية، تحدثوا عن محاولات البيت الأبيض لإيجاد قنوات سرية، إلا أنها فشلت.
وبحسب التقرير، فإن صعود الدولة الإسلامية (داعش) في العام 2013 فاجأ واشنطن، في حين رأى الأسد بذلك فرصة لإثبات أنه شريك في الحرب على الإرهاب. ومع بدء القصف الأميركي في سورية ضد داعش، اتصل مسؤولون في الخارجية الأميركية بمسؤولين سوريين لتوضيح أن الولايات المتحدة تقصف أهدافا لداعش، وأنها لا تتوقع أن تعمل سورية ضد الطائرات الأميركية في أجواء سورية.
وتابعت الصحيفة، أن الإدارة الأميركية تقوم اليوم بإيصال رسائل إلى الأسد عن طريق المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، سامنثا بارو، التي تتحدث مع المندوب السوري بشار الجعفري.