غالباً ما يشكل الشهرالأخير من السنة وقت الشراء وصرف المال. وبحلول شهر يناير/كانون الثاني، يحين لشد الأحزمة، وللبحث عن طرق لتوفير النفقات.
توجّهنا بسؤال إلى المشاركين في موقع كورا (Quora) للأسئلة والأجوبة على الإنترنت حول أفضل السبل لتخفيض النفقات. ونعرض هنا بعض الإرشادات التي عرضها المشاركون على الموقع، والتي ساعدتهم في مضاعفة دخولهم، وتخفيض معدل الإنفاق.
التوازن
مع انتهاء صخب الأعياد، تقترح جيني جيرفز التحلي بقدر كبير من رجاحة العقل لنصبح أكثر حنكة عندما يتعلق الأمر بالمشتريات.
تقول جيني: “ربما تفكر في شراء شيء ما، مهما يكن ذلك الشيء (أحدث الأفلام على قرص مدمّج، أو أريكة جديدة، أو سيارة)، وبدلا من أن تلقي نظرة على السعر كقيمة لهذا الشيء، عليك أن تخيله في صورة عدد معين من ساعات عملك التي يجب عليك إكمالها للحصول على ثمن ذلك الشيء.”
وتضيف: “لنفرض أنك تريد شراء هاتف جديد بقيمة 100 جنيه استرليني (155.50 دولار)، وكنت تحصل على 10 دولارات في الساعة. عليك أن تسأل نفسك إذا ما كنت سوف تسعد أكثر بحصولك على هاتف بعد عشر ساعات من العمل، أو تفضل الحصول على ذلك المبلغ نقدا؟
إن مقارنة مشترياتك المحتملة بما يوازيها من الوقت الفعلي المطلوب من ساعات العمل غالباً ما يجعلك تعيد النظر في تلك الأشياء، وقد يدفعك ذلك لتسأل نفسك إن كنت حقاً تحتاج إليها.”
يعد التحكم في الاندفاع نحو التسوق هو مفتاح الحل، حسبما تقول ديفيا بهارغافي، التي تعتقد أنها عالجت نفسها من إدمان التسوق. وتضيف: “يسهل الاعتقاد أنك تحتاج قطعاً وبشكل إيجابي لذلك الشيء لكي تواصل حياتك بشكل طبيعي. وستجد نفسك بعد برهة وأنت تتسوق على مواقع الإنترنت- بنقرة واحدة أو نقرتين- أو أنك في أحد مراكز التسوق لشراء ذلك الشيء إضافة إلى بضعة أشياء أخرى عديمة الجدوى.”
ويكمن الحل، كما تقول: “في المرة التالية التي تريد فيها شيئاً إلى هذه الدرجة، أكتب ما تريده على ورقة. ثم الق نظرة عليها بعد أسبوع أو عشرة أيام. أنا متأكدة بنسبة مئة في المئة أنه لن يتملكك نفس الشعور تجاه ذلك الشيء. ستكتشف أنك لا تحتاج إليه حقاً إلى ذلك الحد.”
التظاهر بأنك تكسب أقل مما تشتري فعلاً له فوائده أيضاً، بحسب تايس فريتاس، التي كتبت تقول: “عش حياتك أقل بقليل مما تقدر عليه (على سبيل المثال، شراء ملابس أرخص من تلك التي تقدر على شرائها فعلاً). بهذا الشكل، ستوفر على الدوام المال، وذلك بعدم صرف كل ما تكسبه.”
دع مدّخراتك تزداد تلقائياً
ربما يكون الدفع نقدا هو أفضل الطرق، وقد يمثل إنفاق ما لديك بالفعل قاعدة جيدة للعيش. ولكن يمكن أيضاً للنقد في محفظتك أن يختفي فجأة. وبدلاً من ذلك، تتبّع ما تنفقه، وافتح حساباً مصرفياً عبر الإنترنت.
كتب ألكساندر يوان يقول: “تتبّع سجل مصروفاتك حتى تكوِّن فكرة عامة عن النسبة المئوية التي تُنفقها من دخلك على السكن والطعام والمواصلات والأطباء والأدوية والفواتير. إذا ما رأيت تغييرات كبيرة شهراً بعد آخر، أو سنة بعد أخرى، فاسأل نفسك. إن لم تعجبك فكرة تسجيل ما تنفقه من أموال، فحاول أن تحصل على تلك الأموال من ماكينات الصرافة الآلية كلما استطعت.”
بإمكانك أن تطلب من البنك ترتيب تحويل مبالغ قليلة يومياً بين حساباتك – ما يساوي اثنين إلى خمسة جنيهات استرلينية 3.15 إلى 7.75 دولارا من حسابك الجاري إلى حساب التوفير، حسبما تقول جيرفيز. وتضيف: “ليس ذلك مبلغاً ستشعر بفقدانه كل يوم، وقد لا تلاحظه أبداً، لكنك قد توفر في نهاية الشهر ما بين 93 إلى 233 دولار.
تجنّب الفاكهة المغرية
تبدو التخفيضات كأنها صفقة مربحة، لكن هل تحتاج حقاً إلى كل تلك السلع المعروضة؟ يستشهد كارلوس توريس ببعض قوانين علم الاقتصاد، ومنها قانون تناقص المنفعة الحدية كدليل على صحة حديثة.
لتوضيح كيفية عمل هذا القانون، يستخدم تورّيس الفاكهة. وكتب توريس يقول: “لنفترض أنك تجد تخفيضاً ممتازاً على البرتقال – 5 أرطال من البرتقال بدولار واحد مثلا. لنفترض أنك اشتريت خمسين رطلاً بعشرة دولارات.”
إليكم كيف سيكون الأمر وفقا لما يتخيله تورس:
“ستأكل البرتقال كالمجنون، وستقضي ساعات في عمل عصير البرتقال، ثم ستأخذ البرتقال معك إلى العمل وتحاول التخلص منه بإعطائه للآخرين، وسوف تستهلك مزيدا من البنزين لتقود سيارتك أكثر من 20 كيلومتراً لتعطي البرتقال لوالديك وأقربائك، ثم لن تود أن ترى برتقالة واحدة بعد ذلك.”
ويضيف: “بيت القصيد هو؛ إن كنت تأكل ثلاث أو أربع برتقالات أسبوعياً، فما عليك إلا أن تنفق مبلغاً لشراء رطل واحد. هذه هي الغاية من التوفير- ما تستهلكه بانتظام. البرتقالة الخامسة ستتجاوز الحد، والبرتقالة العاشرة ستكون عديمة القيمة على الإطلاق.”
اكتسب عادات جيدة
يعتقد يوان أنك لن تضع خططا كثيرة لتوفير المال ما لم تكتسب عادات جيدة. ويقول: “من الأمور الجيدة التي ينبغي ان توضع على القائمة، هي محاولة التفكير بطريقة مبتكرة لإنجاز نفس الهدف بشكل مستديم يلائم شخصيتك.”
ومن بين النقاط التي اقترحها يوان للتوفير:
– تجنّب تأجير سيارات التاكسي، واستعمل المواصلات العامة كلما أمكن ذلك. للذهاب إلى المطار بحقائب عديدة، حاول أن تستعمل خدمات النقل الجماعي التي يتقاسم فيها الراكبون الأجرة.
– خذ وجبة غدائك معك إلى العمل عوضاً عن شراء غدائك من المطاعم.
– تحقق دوماً من التخفيضات قبل شراء شيء من مواقع الإنترنت؛ ويمكنك عادة عن طريق بحث بسيط على موقع غوغل أن تحصل على قسائم للتخفيضات.
لا تلهث وراء الأشياء الصغيرة
لا تضيع وقتك الثمين في محاولة توفير قدر ضيل جدا من النقود، فهناك أمور أكثر إنتاجية يمكنك أن تقوم بها بدلا من أن تضيع وقتك مثلا في تفحص صندوق النفايات في المنزل، كما يقول جوناثان لو، والذي يضيف أنه علينا أن نضع التوفير في الإطار الكامل للصورة.
إن كنت مثلاً تدفع أكثر من اللازم لتسديد القرض العقاري أو إيجار السكن، ينبغي عليك عندها أن تنتقل إلى سكن أصغر يسهل عليك تسديد قرضه أو دفع إيجاره.
وكتب جوناثان يقول: “حقا، يمثل الإسراف ذنبا، ولكن أحياناً، والكثير لا يدرك هذا، الأرخص هو أن تبذّر وليس أن توفّر. قد تقضي ساعة كاملة في فرز حاجياتك التي يمكن إعادة استعمالها، بغرض بيعها في أحد مراكز البيع بدولار أو دولارين. لكن بدلاً من ذلك، يمكنك أن تقوم بشيء آخر أكثر إنتاجية في تلك الساعة، مثل تعلم شيء أو مزاولة عمل ما.”
ويتابع: “باختصار، إنها الأشياء الغالية الثمن هي التي توفر لك المال. فلا تبحث عن توفير القليل في وقت تستطيع فيه أن تكسب الكثير. فالناس تلهث عادة وراء الأشياء الصغيرة لأن ذلك أسهل من إجراء التغييرات الكبرى.”
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital.