
تسارعت وتيرة التحركات الديبلوماسية لتهدئة الوضع في شرق اوكرانيا، بالتزامن مع استمرار التصعيد العسكري الذي حصد 8 قتلى وعشرات الجرحى في منطقة دونيتسك خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيُجري في موسكو اليوم محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اللذين قالا انهما سيعرضان في موسكو وكييف «ورقة عمل» لاتفاق بين كل اطراف النزاع.
ورغم ان زيارته لكييف بحثت في تزويد واشنطن قوات كييف أسلحة فتاكة- وهو ما تعارضه برلين وباريس- صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، بأن «الولايات المتحدة أو أوكرانيا أو أوروبا لا تسعى الى مواجهة مع روسيا، وتتمسك بحل ديبلوماسي لأزمة شرق اوكرانيا».
ووصف الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الاجتماع الثلاثي بأنه «خطوة إيجابية»، وأمل بأن يأخذ هولاند ومركل في الاعتبار اجراءات اقترحها بوتين لمعالجة الأزمة الذي شهدت تصعيداً عسكرياً واسعاً في الأسبوعين الأخيرين، من خلال إطلاق الانفصاليين الموالين لموسكو عمليات للزحف الى مدينة ماريوبول، آخر مدينة تسيطر عليها قوات كييف في الشرق.
وذكر بيسكوف إن «قادة الدول الثلاث (روسيا وفرنسا والمانيا) سيناقشون الخطوات التي يمكن تنفيذها لوقف الحرب الأهلية الأوكرانية في أسرع وقت، ومواجهة التصعيد العسكري الخطير في الأيام الأخيرة، والذي حصد أرواحاً كثيرة».
وكان الرئيس الفرنسي أعلن في مؤتمر صحافي بباريس انه «سيعرض مع مركل مقترحاً جديداً يستند الى مبدأ وحدة أراضي أوكرانيا»، مؤكداً أن بلاده «لا تبحث في تزويد أوكرانيا أسلحة، ولا تؤيد انضمامها الى الحلف الأطلسي (ناتو)، وتتمسك بتغليب الديبلوماسية والسياسة على الحرب».
في كييف، قال كيري: «لا احد يريد ان يتطور النزاع مع روسيا، لا نحن ولا الرئيس الأوكراني ولا الاتحاد الأوروبي، لكن واشنطن لا تستطيع ان تتجاهل الدعم الذي تقدمه روسيا للانفصاليين». ودعا موسكو الى بذل جهود لتفادي «العزلة الدولية» عبر تشجيع تسوية سياسية للأزمة.
وكانت واشنطن أعلنت انها ستقدم إلى كييف مساعدات عاجلة قيمتها 118 مليون دولار، خصصت لتدريب القوات الأوكرانية، وتقديم تجهيزات بينها بزات وقاية وسيارات عسكرية وأجهزة للرؤية الليلية. ورد الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بأن «تزويد كييف اسلحة اميركية متطورة لا يهدد بتصعيد النزاع فقط، بل كذلك أمن روسيا التي تعرضت أراضيها لقصف الجيش الأوكراني مرات». وحذّر من ان «اتخاذ قرار من هذا النوع سيُلحق أضراراً فادحة بالعلاقات الروسية – الأميركية».