روز عويدات – أخصائية التغذية في مجمع العيادات الطبية

روز عويدات

(الجزء الثاني) سلسلة مقالات ولقاءات عن التغذية الصحية في المجمع الطبي

روز عويدات خريجة كلية تل حاي موضوع الكيمياء الغذائية ،وتستكمل دراستها للحصول على شهادة الماجستير في علم التغذية، تعمل كأخصائية تغذية في عيادة التغذية في مجمع العيادات الطبية. وحرصاً منا على تسليط الضوء على هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع اخصائية التغذية روز عويدات . ضمن سلسة المقالات واللقاءات التي نجريها حول هذا الموضوع..

إعلان

لا شك بأن كل شخص عانى من السمنة قد اتبع يوما ما, أوعلى الاقل لفترة زمينه محدده ” نظاما غذائيا” لتخفيض وزنه الزائد. ونتيجة حماسنا في البداية نتبع الحميه بحذافيرها ونلتزم بالتعليمات ..فنبدأ بخسارة الوزن حتى نشعر بالملل من تناول الأطعمة نفسها يوميا، فنعلن انتهاء” الرجيم” ونعود لنقطة البداية مع كثير من مشاعر الإحباط.. فما هو السر الذي يجعلنا ننجح في تغيير عادتنا اليوميه وكيف نستطيع الاستمرار رغم كل المصاعب التي تواجهنا عندما نتخذ قرارا بإتباع حميه ؟

هل تحتاج التغذية الى اخصائيه؟

أولا سأستبدل كلمة”رجيم” بكلمة ” تنظيم ” هناك شيء ما مغروس في عقلنا الباطني عندما نقول:” إن الرجيم يجلعنا نشعر من ناحية نفسية بالجوع .. ونحن في عقاب،ولا نستطيع تناول كل المأكولات التي نحبها لان الممنوع مرغوب .. بينما كلمة تنظيم تعيطنا الإحساس بأننا نستطيع السيطرة على نمط حياتنا بأي مجال فتزيدنا قوة، وتعطينا الإحساس بقدرتنا على الوصول لآي هدف، ان كنا منظمين وهذا ينطبق أيضا على الطعام ..مما يجعلنا نشعر براحة نفسية أكبر .ففي النهاية، كلنا يدرك ان الطعام هو حاجة أساسية كي نعيش، وبنفس الوقت هو متعه … ولكن من المهم ان ندرك، ما هي كمية ونوعية الطعام التي يحتاجها كل شخص، ونأكل بشكل متوازن كي نحافظ على جسم صحي وسليم.. ومن هنا تنبع أهمية الحاجة لأخصائية التغذية. وهنا أود التنويه لتعدد المجالات في مجال التغذيه..فاخصائية التغذيه لا تعمل فقط على إنقاص الوزن..بينما هي تساعد أيضا في عملية زيادة الوزن للأشخاص اللذين يعانون من سوء التغذية..تساعد في تنظيم واختيار الطعام لذوي الأمراض المزمنه ” كالسكر والدهن وغيره. بالاضافه الى الدعم النفسي والمعنوي التي تقدمه أخصائية التغذية لكي يستطيع الإنسان الوصول الى هدفه ,فكل شخص لديه احتياجات مختلفه عن الأخر وكل إنسان عليه ان يتبع النظام الغذائي الملائم لحاجاته.

الطرق التي تستخدمينها ا لمساعدة الناس في تحقيق أهدافهم :

1. مساعدة كل شخص بأن يحب نفسه ويتقبل نفسه كما هو, ويثق بقدرته على إمكانية التغيير.

2. تنظيم وجبات الطعام : عندما ينوي المرء تخفيض وزنه، يبدأ عادةً بتقليل عدد الوجبات ضمن سياسة التجويع والحرمان، فأحيانا يؤجل وجبة الإفطار إلى ما بعد منتصف النهار وأحيانا أخرى يمتنع عن تناول الطعام بعد ساعة معينة من المساء، فتقل عدد الوجبات الغذائبة اليومية. وتشير الدراسات إن الأشخاص الذي يعانون السمنة يميلون إلى تناول عدد قليل من الوجبات الغذائية لكنها كبيرة الحجم ، ويشار إلى أن حجم الوجبة له تأثير ملحوظ على حجم المعدة، حيث يتمدد غشاؤها فيكبر حجمها عند تناول وجبات كبيرة الحجم، وبهذا تساهم في زيادة الوزن, ومن جانب آخر، يرتبط استهلاك وجبات عديدة صغيرة إلى تصغير حجم المعدة وتخفيض الوزن، بالإضافة إلى فوائد صحّية إضافية عديدة مثل السيطرة على الجوع، تخفيض مستوى الكولسترول ، تجنّب الإمساك، تحسين المزاج، وتوازن أفضل لمستوى السكر في الدم.

3. تحديد كميات الطعام حسب احتياجات كل شخص.

4. دمج الأطعمة التي يحبها الشخص : فكلما كان النظام الغذائي قاسيًا، كلما ارتفعت الاحتمالات بأن يبوء بالفشل عند أول منعطف من الملل أو الشعور بالحرمان. مهم جدا ان لا نقوم بحذف جميع الأطعمة “المسمنة” التي يحبها الشخص مرة واحدة، بل نحاول إتباع إستراتيجية التدريج. مهم جدا ان يسمح الشخص لنفسه التذوق وبالاستمتاع بالأطعمة المسمنة عندما يشتهيها، لأن هذه الإستراتيجية تساعد على الاستمرار في التحكم بالوزن دون الشعور بالحرمان أو بالندم. لاحظوا بأنه عندما يحرم الشخص نفسه من طعام يحبه لفتره معينه .يعود بعد فتره لتناول هذا الطعام بكميات كبيره دون ان يستطيع التحكم بشهيته.

5. التخطيط وتناول وجيات صحية ومتوازنه : مهم جدا ان يكون النظام الغذائي متوازن ويحتوي على جميع المجموعات الغذائيه. ( نشويات, بروتينات , دهنيات نبايته , خضار وفواكه).

6. تخفيض الوزن بشكل تدريجي وبطيء , المعدل الطبيعي لتخفيض الوزن يتراوح من 0.5 -1 كيلو غرام في الأسبوع. ويختلف بين الأطفال والكبار.

7. الأكثار من شرب الماء بالذات قبل الوجبات.

8. ممارسة الرياضه 3 ساعات على الاقل في الاسبوع.

9. الامتناع عن تناول الادوية التي تساعد في تخفيف الوزن فأن كل نزول سريع في الوزن يتبعه زياده سريعه ايضا بالاضافه انها تؤدي الى انقطاع العاده الشهريه لدى النساء وتسبب مشاكل في الكلى والكبد والجهاز العصبي وتؤدي عند بعض الاشخاص للاكتئاب.

ما هو الفرق بين المطبخ القديم والجديد :

اذا فكرنا في حياة اجدادنا ، نلاحظ ان حياتهم كانت صحية أكثر من اليوم..وهنا حسب رايي يعود السبب لتناولهم الطعام الصحي مثل : المجدره, السميد, الرخو, الفاصوليا وغيرها من الطبخ الصحي بالاضافه الى كثرة الحركه وقلة تناول المأكولات السربعه مثل: نكنيك والهمبورغر والمأكولات المصنعه والتي تحتوي على الكثير من المواد الحافظه التي لم تكن متوفره في الاسواق..اما اليوم فأن نسبة السمنه في زياده دائمه ..وهذا يعود للوفره الموجوده في اسواقنا اليوم، وقلة تنظيم الاكل في حياتنا اليوميه.

اهمية الوعي الصحي في موضوع التغذية السليمة :

” مسموح..ممنوع..صحي..غير صحي.. اليوم خبصت…. مش قادري صمد بالرجيم ” .. كلمات نسمعها كثيرا في عالم ” الرجيم” ..انا واثقه بان كل شخص حاول ان يتبع حميه غذائيه، يعرف هذه الكلمات جيدا..وشعر بوقت معين بانه لا يستطيع ان يتابع حياته بهذه الطريقه.. انا شخصيا استطيع ان افهم جيدا معنى هذه الكلمات لاني عانيت من السمنه في طفولتي ، واتبعت الكثير من الروجيمات الخاطئه التي لم تأت بنتيجه..حتى تعلمت هذا الموضوع.. الذي ساعدني في تغيير نمط حياتي للأفضل..ولقد اكتشفت نسبة وحجم العادات الخاطئه المؤذية نفسيا وصحيا دون ان ندركها . حسب رايي ان الحياة الصحيه لا تحتاج للرجيم..كل ما تحتاج اليه هو اتخاذ قرار بتغيير العادات الخاطئه..الفهم بان التغيير يحتاج الى الصبر والتفكير الايجابي ..الايمان بأننا قادرون على الوصول الى أي هدف نضعه أمام أعيننا ..وإتباع العادات الصحيه كنمط حياة وليس لفتره زمنيه قصيره… ان أجسامنا بحاجة لجميع المجموعات الغذائية لكن كل ما نحتاجه هو التنظيم وتحديد الكميات المناسبه لنا..

هل هناك اقبال أو زياده في الوعي حول التغذيه الصحيحه وما هي نسبة النجاح ؟

اليوم اؤمن اكثر، بأن كل انسان يستطيع ان يحقق التغيير الذي يريده في حياته, طالما لديه الاراده والإصرار والثقة بقدراته. من خلال تجربتي في العمل لمست ان نسبة الوعي لدى الناس كبيره، وهي بازدياد دائم حول اهمية التغذيه الصحيحه، وهذا من خلال نسبة الإقبال عل العيادات الخاصه والعيادات الطبيه. باعتقادي ان نسبة النجاح في تحقيق الاهداف كبيره جدا وهذا بفضل الوعي, والاراده والمثابره لدى الناس للوصول الى نمط حياة صحي .

ما المطلوب لتحسن عمل واداء عيادات التغذيه وزيادة الوعي في اهمية الغذاء السليم وانعكاسه على الجمال الجسدي والروحي للانسان ؟

من ناحية العمل في العيادات الطبيه.. انا اشعر بالراحه التامه في العمل.. فكل ما نطلبه من الناحية اللوجستية متوفر وموجود .. اما من ناحية زيادة الوعي في اهمية الغذاء السليم: فمن المهم جدا نشر بوسترات التي تزيد من ثقافة الناس حول اهمية الموضوع أو ارشادات صحيه بشكل عام. نشر مقالات بمواضيع التغذيه المختلفه, وزيادة النشاطات الرياضيه.

حسب رايي مهم جدا التركيز على اهمية الحفاظ على الصحه وليس على جمال الشكل الخارجي، فان الصوره ” الاعلانية “التي تبرز جمال الجسد، تؤثر على تقديرنا لذاتنا في اللا وعي ونحاول ان نقلد ما نراه دون ان ندرك ان وسائل الاعلام تستخدم الكثير من الخدع التكنولوجيه كال فوتوشوب وغيرها لكي تصور لنا اجساد مثاليه، ولكنها في الواقع خياليه وغير حقيقه .. لذلك ارى انه احد اهم الوظائف التي على اخصائية التغذيه نشرها : مساعدة الشخص في التركيز على الصحه الداخليه والنفسيه، وتعزيز الثقه بالنفس لديه حتى يستطيع البلوغ لهدفه بدلا من التركيز على شكل الجسد الخارجي الذي ليس بالضروره يعكس مدى صحة الجسم.

هناك جمل للمهاتما غاندي ارغب ان اختم حديثي فيها تقول :

راقِبْ أفكارَكَ لأنها ستُصبِحُ أفعَالاً

راقِبْ أفعالَكَ لأنها ستُصبِحُ عادات

راقِبْ عاداتَكَ لأنها ستُصبِحُ طِباعاً

راقِبْ طِباعَكَ لأنها ستصبح نمط حياتك..

 

تعليقات

  1. روز فش متلها كثير منيحه هي بتداوم عنا ببقعاثا واني رحت لعندها هي مش بس اخصائية تغذيه وبس هي انساني بكل معنى لكلمي .. الله يوفقك وبلنجاح من لقلب..

  2. مقال جميل وشيق احببت طريقتك في مجالك
    كل الشكر لك وللموقع على هذه المعلومات القيمة التي تزيدنا وعي وإدراك .

    1. نبسطت كثير انو حبيتو المقال..هذا هو الهدف بالاخير نفيد ونزيد الوعي قديش منقدر..

  3. كل مره بتكتبو عن الروجيم وانقاص الوزن. بس في ناس بالعكس بيهما انها تزيد وزنها كمان بطريقه صحيحه وصحيه يا ريت الاخصائيه روز بتتطرق لهلموضوع لانو بيهمني وبيهم كثار متلي بيعانو من النحافه

    1. معك حق وكثير كمان ..يمكن لانو السمنه عبتزيد كثير بالفتره الاخيرهط عمنضطر نركز شوي عالموضوع .بس هذا مش عذر..خلص الك احلا مقال بهالقرب

    2. واني كمان بأيد هالشي, لاني بعاني من نفس المشكله.
      ف يا ريت تقدري تساعدينا

التعليقات مغلقة.

+ -
.