أعلن نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي اليكسي ليخاتشوف، ان “موسكو لا تستبعد فكرة فرض عقوبات مماثلة كالتي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية عليها”.
وأضاف ليخاتشوف: “نأمل في أن يقتصر الهدف من وراء العقوبات التأثير على الجانب السياسي وليس التأثير على جانب التجارة والاقتصاد وبناء عليه سنرد بالمثل في حالة فرض هذه العقوبات علينا”.
وتأثرت السوق الروسية والعملة الروسية بشكل سلبي بسبب التهديدات بفرض عقوب اقتصادية على روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، عقب الاحتجاجات الغربية العنيفة بشأن سيطرة قوات عسكرية روسية على قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، والتي يعتبرها الغرب تدخلا في السيادة الأوكرانية.
هل بدأت روسيا التحضير لحرب محتملة مع أوكرانيا؟
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المسلحة تكثف مناوراتها في أربع مناطق متاخمة لأوكرانيا، وأن حوالى 8500 جندي روسي يشاركون فيها، فيما ألمح عضو كبير في البرلمان الروسي إلى أن موسكو أرسلت قوات إلى القرم لحمايتها من أي “عدوان مسلح” خلال الاستفتاء الذي يجري الأحد المقبل على الانضمام إلى روسيا.
وقالت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات من القوات المسلحة الروسية تكثّف التدريبات الميدانية في مقاطعات روستوف، وبلغورود، وكورسك وتامبوف، وفقاً لخطة التدريب القتالي. وأشارت إلى أن المدفعية ومنصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات تشارك في المناورات التي بدأت في قواعد في المنطقة العسكرية الجنوبية، لكن الوزارة لم تحدد متى تنتهي.
وتهدف التدريبات التي تستمر حتى نهاية آذار (مارس) الجاري، أولاً إلى التأكد من مدى التناسق بين الوحدات وقدرتها على تنفيذ المهام في مناطق مجهولة وميادين لم تجرّبها سابقاً. ويجري التركيز على إخفاء تنقلات القوات، وتمويه أماكن وجودها.
ويتدرب قادة الوحدات الآن على تنفيذ أعمال القتال، وإدارة القوات، وإدارة النيران في طرق غير نمطية تضلل العدو وتباغته. وتتضمن المرحلة الختامية من التدريبات إجراء تمارين الرماية بالذخيرة الحية، وتمارين إطلاق النار. ومن المرجح أن تثير المناورات مخاوف في أوكرانيا بسبب المواجهة السياسية بين كييف وموسكو في شأن منطقة القرم الأوكرانية التي تسيطر عليها حاليا قوات روسية.
وكان البرلمان الروسي سمح للرئيس فلاديمير بوتين، باستخدام القوات المسلحة الروسية للدفاع عن الروس في أوكرانيا عند الضرورة، بعد تشكيل سلطات جديدة في كييف.
وتتهم كييف موسكو بأنها تنفذ “غزواً مسلحاً” للقرم. وقال ممثل الرئيس الاوكراني في القرم سيرغي كونيتسين: “نشهد اليوم غزواً روسياً مسلحاً بعدما أغلق المجال الجوي بسبب هبوط عدد كبير من الطائرات والمروحيات الروسية”، مقدراً عدد الجنود الروس الذي نزلوا في مطار عسكري على مقربة من سيمفيروبول بنحو الفي جندي.
ونشرت قوات حرس الحدود الأوكرانية صوراً لما قالت إنها قوات روسية تتمركز في مايشبه الخنادق المحفورة في مداخل إحدى المدن، التي تربط شبه جزيرة القرم ببقية المناطق الأوكرانية. وأضافت أنه جرى رصد الطائرة من جانب تلك القوات التي أطلقت النار عليها، إذ كانت تحلق فوق مدينة أرميانسك في شبه جزيرة القرم.
تحركات أطلسية
ومن المقرر أن يبدأ حلف شمال الأطلسي نشر طائرات استطلاع فوق بولندا ورومانيا لمراقبة الوضع في أوكرانيا المجاورة بعد سيطرة القوات الروسية على منطقة القرم. وقال يوهانس ام. جلوكا، المسؤول في مكتب الشؤون العامة لحلف شمال الأطلسي في قاعدة “جايلنكيرشن” في ألمانيا إن مهاماً جوية للتدريب تجرى يومياً في “القاعدة”. وأوكرانيا ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي لكن تدخل روسيا في القرم أقلق دولاً مجاورة بينها أعضاء في الحلف كانوا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال ناطق باسم الحلف ان سفراء حلف الأطلسي تصرفوا بناء على توصية من أكبر قائد عسكري في الحلف، وهو الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف أحد قادة سلاح الجو الأميركي، وأعطوا أمراً ببدء نشر طائرات الانذار المبكر (أواكس).
وأضاف الناطق ان طائرات “أواكس” ستنطلق من قواعدها في “جايلنكيرشن” في ألمانيا و”وادينغتون” في بريطانيا. وأردف ان مهام الطائرات ستبدأ قريبا وتستمر طالما لزم الأمر.
تلميح روسي إلى عمل عسكري
سياسياً، ألمح النائب ليونيد سلتسكي، المؤيد للكرملين، إلى أن موسكو أرسلت قوات إلى منطقة القرم الأوكرانية لحمايتها من أي “عدوان مسلح” خلال الاستفتاء الذي يجري الأحد على الانضمام إلى روسيا. وتتناقض هذه التصريحات مع ما أكده بوتين ومسؤولون روس بأن المسلحين الذين سيطروا على منشآت في القرم هم قوات “للدفاع الذاتي”. وقال سلتسكي: “هناك بعض الوحدات العسكرية تحتل مواقع في حالة حدوث عدوان مسلح… توسع مسلح من كييف… هذه ليست عملية عسكرية واسعة النطاق”.
ولم يرد سلتسكي في شكل مباشر على سؤال عما اذا كانت تصريحاته تعني أن هناك عملية عسكرية روسية جارية على نطاق ضيق. ولكنه أثار امكان إقدام “وحدات عصابية” على مهاجمة شرق أوكرانيا ومنطقة القرم. واستطرد: “لهذا السبب وفي هذه الحالة نعم تحتل بعض الوحدات العسكرية مواقع… لأن مثل هذه التوغلات، وبخاصة وقت اجراء الاستفتاء وبعده، مرجحة تماماً”.
وأعلن السياسيون الموالون لموسكو الذين تولوا السلطة في القرم بعد اطاحة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أواخر الشهر الماضي شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود أراضي روسية ويجرون استفتاء على ضمها إلى روسيا رسمياً الأحد المقبل.
قوة حرس وطني في القرم
وصادق البرلمان الاوكراني على انشاء قوة من الحرس الوطني قد تضم 60 الف عنصر، فيما تخشى السلطات الجديدة عمليات تسلل للجيش الروسي في شرق البلاد.
وجرت المصادقة على مشروع القانون بغالبية 262 نائباً حاضراً من دون اي صوت معارض.
وقالت السلطات الاوكرانية ان هذا الجهاز التابع لوزارة الداخلية سيكون مؤلفاً من متطوعين من “مجموعات الدفاع الذاتي” التي تشكلت في الميدان، ساحة الاستقلال في كييف التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة ضد نظام الرئيس يانوكوفيتش. وسيكلف خصوصاً بالأمن الداخلي وأمن الحدود ومكافحة الارهاب.