تواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية وقوات المعارضة جنوب دمشق للسيطرة على المناطق التي الممتدة بين درعا والقنيطرة قرب حدود الأردن وخط الاشتباك في الجولان المحتل من إسرائيل، كذلك حاصر مقاتلو المعارضة من ثلاث جهات مبنى الاستخبارات الجوية معقل القوات النظامية في حلب شمالاً.
وسيطر مقاتلو المعارضة، بعد مواجهات استخدم فيها المعارضون أسلحة ثقيلة بينها مضادات للدروع، على تل الجابية ومواقع أخرى، ويحاولون السيطرة على تل قريب منه لربط المناطق الخاضعة لسيطرتهم بين محافظتي القنيطرة ودرعا الحدوديتين في جنوب البلاد. في المقابل، شنت القوات النظامية هجوماً معاكسا لاستعادة السيطرة على تل الجابية، ما أدى إلى سقوط قتلى من الجهتين في المواجهات العنيفة.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتــــفي مع وكالة «فرانس برس»: «أدت المعارك المتواصلة منذ فجر الخميس حول تل الجابية الاستراتيجي في ريف مدينة نوى في محافظة درعا، إلى مقتل 45 مقاتلاً من مقاتلي جــــــبهة الـــنصرة وحركة أحرار الشام ومقاتلي الكتائب المقاتلة و43 عــــنصراً من القـــوات النظامية».
وسيطر مقاتلون معارضون، بينهم عناصر من «جبهة النصرة»، على تجمعات القوات النظامية في تل الجابية الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات إلى الغرب من نوى، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن المقاتلين استولوا على أسلحة وذخائر في الهجوم. وسيطر مقاتلو «الجيش الحر» أمس على كتيبة القوات النظامية المتمركزة في رقة تــــل خزنة قرب تل الجابية على أطراف بلدة نوى «ما أدى إلى مقتل 3 عناصر من الــــقوات النظامية على الأقل». وبث نشطاء امس دخول قوات المعارضة مقر «اللواء 61» في مدينة نوى وسيطرتهم علــــى حاجز طيروث قرب مدينة نوى «عقب انسحاب القوات النظامية منه»، وفق «المرصد».
وفي وسط البلاد، قالت مصادر في المعارضة لـ «الحياة»، إن مفاوضات تجري بين ممثلي «جماعة الأنصار» و «لواء الحق» وممثلي النظام لعقد هدنة تتضمن مبادلة 25 أسيراً للنظام بينهم «واحد مهم» بضمانات لخروج نحو 1500 مقاتل معارض من حمص القديمة المحاصرة عبر ممرات آمنة إلى ريف حمص الشمالي.
وأفادت «الهيئة العامة للثورة» أن مقاتلي المعارضة «اقتحموا (أمس) حي جمعية الزهراء في حلب، وسيطروا على مبنى القصر العدلي الجديد، الملاصق لفرع الاستخبارات الجوية من جهة الشمال، حيث حاصر الثوار الفرع من ثلاث جهات، ولم تبق تحت سيطرة النظام سوى الجهة الشرقية» للمبنى الذي يعتبر المعقل الرئيسي للقوات الحكومية والميلشيات الموالية في شمال البلاد.
وفي شمال شرقي البلاد، تحدث نشطاء عن أنباء أفادت بانتقال زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي من الرقة المقر الرئيسي للتنظيم إلى الأنبار في غرب العراق.
سياسياً، قال السفير الأميركي الأسبق روبرت فورد خلال ندوة في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» قبل أيام وبثت على موقع المعهد، إن سورية ستضم «كانتونات» في المرحلة المقبلة تحت مظلة من «حرب استنزاف» داخلية بين الأطراف المتقاتلة و «حرب استنزاف إقليمية» سنية – شيعية، ذلك أن المعارضة لن تكون قادرة «في المدى القصير والمتوسط» على استعادة السيطرة على القوس الممتد من دمشق إلى القلمون وحمص والساحل السوري غرباً، في مقابل سيطرة فصائل من المعارضة على مناطق شمال غربي البلاد وشمالها الشرقي وسيطرة فصائل أخرى على مدينة حلب شمالاً.
ويجري في عواصم غربية تداول أربعة مرشحين لخلافة المبعوث الدولي – العربي الأخــــضر الإبراهيمي، وهم رئيس وزراء استراليا الأسبق كيـــــفن راد، والمــــنسق الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز، إضافة إلى كمال مرجان آخر وزير خارجـــية في عهد الرئــــيس التــونسي المخلوع زين العابدين بن علي، كـــما جرى تداول بـــدرجة أقل اسم منسق الشؤون الأمنية والخارجية الأوروبـــية السابق خافير سولانا.
في باريس، نفى ناطق باسم الحكومة الفرنسية تقريراً أفاد بأن فرنسا دفعت فدية لإطلاق سراح أربعة صحافيين فرنسيين احتجزوا رهائن في سورية لأكثر من عشرة أشهر.
وكانت مجلة «فوكوس» الألمانية نشرت على موقعها الإلكتروني تقريراً نقلاً عن مصادر في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، أفاد بأن فرنسا دفعت 18 مليون دولار لإطلاق سراح الصحافيين.
وقال التقرير إن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان نقل مبلغ الفدية إلى العاصمة التركية أنقرة.
اللة محيي الجيش