فصائل سورية مقاتلة مدعومة من تركيا تعلن السيطرة على جرابلس

سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا على بلدة جرابلس الحدودية في شمال سورية بعد ساعات على شن أنقرة عملية عسكرية لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها. وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد» أحمد عثمان «باتت جرابلس محررة بالكامل»، الأمر الذي أكدته «حركة نور الدين زنكي»، مشيرةً إلى «انسحاب تنظيم داعش الى مدينة الباب».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «لم يكن هناك أي مقاومة تذكر من قبل من تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية» في جرابلس التي سيطر عليها المتشددون في بداية العام 2014.

وصرح مسؤول تركي أن بلاده ستواصل عملياتها في سورية إلى حين تحييد التهديدات الوشيكة المحدقة بأمنها القومي.

وباشر الجيش التركي وقوات التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف عملية عسكرية صباح الأربعاء أطلقت عليها تسمية «درع الفرات»، في حين دانت الخارجية السورية هذا التدخل، واعتبرته «خرقاً سافراً» لسيادة سورية.

وقدمت الولايات المتحدة دعمها للعملية بحسب مسؤول اميركي (طلب عدم الكشف عن اسمه). وقال المسؤول الذي يرافق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته الى تركيا انه في الوقت الراهن اتخذ الدعم شكل تبادل معلومات ومشاركة مستشارين عسكريين اميركيين، ويمكن ان يصبح دعما جويا اذا طلب الاتراك ذلك.

وقال مسؤول أميركي آخر إن الولايات المتحدة استخدمت مقاتلات وطائرات بلا طيار في تنفيذ ثماني ضربات جوية ضد «داعش» في بلدة جرابلس الحدودية.

من جهتها، اعربت روسيا عن «قلقها العميق» ازاء العملية، مشيرة الى انها تخشى من احتمال تفاقم التوتر بين انقرة والميليشيات الكردية.

وكانت وكالة «دوغان» نقلت عن مصادر عسكرية قولها في وقت سابق اليوم أن مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا سيطروا على أربع قرى في شمال سورية.

وأضافت أن 46 من متشددي «داعش» قتلوا في العملية التركية التي تهدف للسيطرة على بلدة جرابلس الحدودية السورية حتى الآن، مؤكدة عدم وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات التركية ومقتل أحد مسلحي المعارضة السورية.

وذكرت وكالة «الأناضول» أن فصائل المعارضة السورية سيطرت على قرية كيكليجا على بعد خمسة كيلومترات من جرابلس. في التقدم الميداني الاول الذي تحققه عملية «درع الفرات».

ونشرت الوكالة صوراً للمقاتلين وهم يدخلون القرية من دون مقاومة، وقالت  وسائل اعلام تركية ان عددهم يناهز 1500 مقاتل.

وأوضحت المصادر العسكرية أن الطائرات الحربية التركية وطائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت أربع ضربات جوية على أهداف للتنظيم الإرهابي.

وقال أحد المصادر العسكرية: «هدف العملية ضمان أمن الحدود ووحدة الأراضي السورية مع دعم التحالف.

وقال شهود إن تنظيم «داعش» أطلق قذيفة مورتر صوب تركيا فسقطت في أرض خالية، وأكدت مصادر عسكرية أن التنظيم أطلق القذيفة عبر الحدود لتسقط في منطقة قرب بلدة كركميش.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا بدأت عمليات تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلين سوريين أكراداً لوضع حد للهجمات عبر الحدود.

وأضاف اردوغان في كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة «في الساعة 4:00 هذا الصباح بدأت عملية في شمال سورية ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد بلادنا باستمرار مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي».

وأشار إلى أن تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنها ستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لحماية وحدة أراضي سورية.

وتابع أن أنقرة لا تريد سوى مساعدة شعب سورية وليست لها نوايا أخرى.

من جانبه، قال وزير الداخلية التركي إفكان ألا إن بلاده تتوقع القضاء بسرعة على التهديد الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال لوكالة أنباء «الأناضول» إن السلطات التركية أجلت السكان من بلدة كركميش وست قرى أخرى كإجراء وقائي بعد بدء العملية العسكرية.

وأضاف أن تركيا لن تسمح لجماعات متشددة بتهديد البلاد ولكنه يري أن التهديد لا يأتي من تنظيم الدولة الإسلامية فحسب وإنما من منظمات «أخرى».

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن عملية تطهير بلدة جرابلس من «داعش» ستكون نقطة تحول في المعركة مع التنظيم المتشدد.

وكتب عبر حسابه الرسمي في «تويتر» قائلاً:  «لا نريد مكافحة البعوض. هدفنا إزالة المستنقع والقضاء على التهديدات ضد تركيا».

ورداً على التدخل التركي، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن وزارة الخارجية السورية دانت التوغل العسكري التركي في بلدة سورية يسيطر عليها «داعش» قرب الحدود باعتباره «خرقا سافراً» لسيادة سورية.

وأضافت: «محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية مكانها مدعومة مباشرة من تركيا».

من جانبه، قال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم في تغريدة على موقع «تويتر» اليوم إن تركيا ستخسر في «مستنقع» سورية كتنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال مسلم في التغريدة التي كتبها بالتركية والعربية والإنجليزية «تركيا ستخسر في مستنقع سورية كداعش».

في السياق، قالت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء إن شرطة مكافحة الإرهاب التركية نفذت حملات استهدفت أعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية» في عموم اسطنبول فجر اليوم.

وقالت الوكالة إن أوامر اعتقال صدرت لعدد كبير من المشتبه بهم قبيل عملية شرطة اسطنبول التي شملت دهم على عنوان في حي بنديك على الجانب الآسيوي من المدينة.

في موازاة ذلك، قالت وكالة «دوغان» إن ثلاثة جنود أتراك أصيبوا اليوم، في هجوم على مركبتهم العسكرية قرب مدينة أنطاليا السياحية جنوب البلاد.

وأضافت أنه لم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم الذي وقع في منطقة بيلديبي غرب أنطاليا. وتقع بيلديبي على ساحل البحر المتوسط وهي منطقة سياحية مهمة تعج بالفنادق والمنتجعات.

وتعهدت تركيا أول من أمس بتطهير منطقتها الحدودية تماماً من متشددي «الدولة الإسلامية» بعدما قتل انتحاري يشتبه في صلته بالتنظيم المتشدد 54 شخصاً بينهم 22 طفلاً خلال حفل ز

+ -
.