تعرض مجمع مستشفى الشفاء في قطاع غزة لغارة جوية إسرائيلية، حسبما قالت مصادر فلسطينية، وأشارت التقارير إلى وقوع قتلى ومصابين.
والمستشفى هو المجمع الطبي الرئيسي في القطاع.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في المكان إن صاروخا إسرائيليا ضرب مبنى داخل المجمع.
ولكن اسرائيل نفت ان يكون جيشها مسؤولا عن الغارة، وقالت إن صاروخا لحماس انفجر عن طريق الخطأ فاوقع الخسائر.
وقالت اسرائيل ايضا إن انفجارا آخر ضرب متنزه في مخيم الشاطئ كان هو الآخر نتيجة انفجار صاروخ كانت تعده حماس للاطلاق.
على الجانب الآخر، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن أربعة إسرائيليين قتلوا وجرح أربعة آخرون إثر قصف استهدف منطقة أشكول المحاذية لقطاع غزة.
ويشار إلى أن أكثر من أربعين من الضباط والجنود الإسرائيليين قتلوا في العمليات الجارية منذ ثلاثة أسابيع في قطاع غزة.
وكان مراسل لبي بي سي في غزة قد قال إن عشرة أشخاص قتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين، استهدفت إحداهما العيادات الخارجية في مجمع مستشفى الشفاء. واستهدفت الغارة الثانية مخيم الشاطئ، غربي غزة.
وأكد ايمن السحباني مدير الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي وصول عشرة قتلى من الاطفال وعشرات المصابين في الغارات التي استهدفت العيادات الخارجية ومتنزه في مخيم الشاطئ.
بان كي مون
وجاءت الغارتين الإسرائيلتين بعد قليل من نداء جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وجهه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال بان إن العقبة الرئيسية التي تقف حائلا دون وضع حد للقتال الدائر في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس هو غياب الارادة السياسية لدى الطرفين.
وقال بان للصحفيين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك “المسألة تتعلق بالارادة السياسية (لدى الطرفين). على الزعماء البرهنة على انسانيتهم ان كانوا اسرائيليين ام فلسطينيين.”
ومضى للقول “لماذا يسمح هؤلاء الزعماء للشعبين بأن يقتلوا بأيدي الآخرين؟ انه عمل لا مسؤول وخطأ من الناحية الاخلاقية.”
وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ربما يكون قد ارتكبها أي طرف، وقال “باسم الانسانية، يجب وضع حد للعنف.”
انتقاد
وكان مندوبا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الأمم المتحدة قد انتقدا البيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي ودعا فيه إلى “وقف إنساني فوري غير مشروط لإطلاق النار” في غزة.
وقال المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، إن البيان لم يف بالتطلعات بقدر كاف، وإنه كانت هناك حاجة إلى قرار رسمي يطالب بسحب إسرائيل لقواتها من غزة.
وأضاف منصور “كان يجب عليهم منذ فترة طويلة تبني قرار يندد بهذا العدوان، ويطالب بوقفه فورا”.
أما المندوب الإسرائيلي، رون بروزور، فاتهم بيان مجلس الأمن بالانحياز.
وقال “إنه لأمر غريب ألا يذكر البيان حماس. ولم يذكر إطلاق الصواريخ. وهذه أمور غير موجودة في البيان”.
وفي وقت لاحق، انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بيان مجلس الأمن هو الآخر قائلا إنه يلبي احتياجات نشطاء حركة حماس في حين يتجاهل أمن إسرائيل.
ونقل مكتب نتنياهو عن رئيس الحكومة قوله للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن بيان المجلس أمس الأحد “يتعلق باحتياجات جماعة إرهابية تهاجم المدنيين الإسرائيليين ولا يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية.”
وكان المجلس قد عقد جلسة طارئة أيدت البيان الذي دعا فيه إلى الهدنة بمناسبة عيد الفطر، و”ما بعد ذلك”.
وأيد المجلس بيانا قدمته رواندا، التي تتولى رئاسة المجلس حاليا، يطالب بهدنة “دائمة” قائمة على أساس المبادرة المصرية، التي يفضي وقف العمليات العدائية فيها إلى محادثات جوهرية بشأن مستقبل غزة، ومسألة فتح المعابر على حدودها.
وأكد البيان أيضا على “احترام المنشآت المدنية والإنسانية، ومن بينها المنشآت التابعة للأمم المتحدة، وحمايتها”.
وشدد البيان كذلك على الحاجة إلى “تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للمدنيين الفلسطينيين من سكان غزة”.
ارتفاع عدد الضحايا
وقد تخللت نهاية الأسبوع هدنات قصيرة وافقت عليها حماس وإسرائيل، غير أن العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني لم ينقطعا.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 22 يوما أسفرت حتى الآن عن مقتل 1035 فلسطيني، منهم 236 طفل، و93 سيدة، و47 مسنا، و6233 جريحا، منهم 1994 طفلا، و1169 سيدة، و257 مسناً.
وقالت إسرائيل إن 43 من جنودها، ومدنيين اثنين قتلوا. كما قتل أيضا شخص تايلندي الجنسية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ثلاث غارات على غزة، مستهدفا منصات إطلاق صواريخ لحماس، ومنشآت بنية تحتية.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أطلقت الاثنين عدة قذائف مدفعية شرق خان يونس دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، ولا تزال طائرات الاستطلاع “بدون طيار” تجوب سماء قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هجوما صاروخيا وقع صباح الاثنين، حيث ضرب منطقة مفتوحة في الجنوب.
وكان القتال قد توقف في غزة خلال الليل، بحسب ما يقوله مراسل بي بي سي في المدينة، مارتن بيشانس، وإن معظم أهل القطاع رحبوا بالهدنة القصيرة، بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء القتال.
ومع ارتفاع عدد القتلى، ونسبة الدمار الذي تشهده المدينة، كما يقول المراسل، لم تعد هناك فرصة أمام الفلسطينيين للاحتفال بالعيد.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس إن إسرائيل لا تزال ترفض أي تهدئة إنسانية مرتبطة بالعيد، معتبرا ذلك استخفافا بمشاعر المسلمين وعبادتهم”على حد تعبيره” .
هدنة “دائمة”
وكانت حماس قد رفضت في البداية الهدنة الإنسانية لمدة أربع وعشرين ساعة، إلا أنها عادت وقبلتها. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابوزهري ان قبول الحركة جاء بعد توافق بين اطياف المقاومة في قطاع غزة بسبب اوضاع الشعب الفلسطيني واجواء عيد الفطر.
وأضاف أبو زهري أن اسرائيل لا تزال ترفض أي تهدئة إنسانية مرتبطة بالعيد، معتبرا ذلك استخفافا بمشاعر المسلمين وعبادتهم”على حد تعبيره” .
وأكدت وزارة الداخلية في غزة أنه لم يتم الاتفاق على تهدئة انسانية بين فصائل المقاومة واسرائيل بسبب رفض الاخيرة لذلك.
وقال اياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية “إن الهدوء النسبي الحالي هو هدوء ميداني غير ناتج عن أي اتفاق”.
ويشير الفشل في التوصل إلى هدنة مؤقتة لأسباب انسانية إلى الصعوبات التي تكتنف هدنة دائمة حيث ما زال الطرفان على مسافة واسعة فيما يتعلق بمتطلبات هذه الهدنة.
شباب فلسطينيون يتظاهرون قرب بيت لحم تأييدا لغزة في أول أيام عيد الفطر.أم تبكي لفقد ولدها في غزة.مؤيدو الفلسطينيين تظاهروا في عدة مدن حول العالم، ومنها غواتيمالا.مؤيدو إسرائيل تظاهرو في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.معظم الضحايا في غزة من المدنيين.
وتشترط حماس ان تتضمن أي هدنة دائمة عددا من المطالب في مقدمتها رفع كلي للحصار البري والبحري الذي تفرضه اسرائيل على القطاع، وهو ما ترفضه اسرائيل.
وقد قررت السلطات المصرية تمديد العمل بمعبر رفح البرى لاستقبال الجرحى ومصابي العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزه خلال أيام عطله عيد الفطر المبارك وادخال المساعدات المصرية والعربية الى قطاع غزه وتنقل العالقين بين الجانبين.