قد تكون الأخيرة (متلازمة جبل العرب)

هشام خاطر

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

سقطت بين يدي بارئها وهي تربت بخفة على كتف حفيدتها الرضيعة . . الشباب بقامهم وقوامهم خرجوا لملاقاة الجرف الوهبي، هناك عند مدخل القرية يظهر ما حكت لنا عنه الأساطير القديمة، شخوصهم غريبة متطرفة حتى أقصى تاريخنا المعلوم والشَعر الكالح فوق ذقونهم أشبة بغبائر الهزيمة الكلبية.
يزن مالك ومعاذ قتلو دون ذنب في طريق عودتهم وفي المضافة ما يزيد عن العشرين قتلوا أيضا . . لا نعرف دافع ذلك القتل المحموم لكن البعض يقول بأنها رصاصة غادرة من طنى العاصمة.
إجتمع أهل الناحية لمقابلة المفتي علّه يصل بأخبارنا إلى البادية القريبة . . ذقونهم تشي بالغربة وبالجفاء قال أحدنا وكما أعلمتنا البدو فهم دون أدنى شك شذذة متحولون.
ما لنا والحرب من جهة الجنوب قال البعض، فالمنحدرون الغزاة يصلون الينا من طريق الشام . . أدركنا حينها بأن التاريخ لا يرحم ولا يكف عن التماهي بغير الصورة وبغير اللون كي يضعنا مجددا في مواجهة الكارثة عند كل منقلب وسير.
عند المساء كان الرجال عائدون وفي أياديهم أكياس من الصمت والوعود المحققة . . بعد موتنا هَزمنا العبيد وقذفنا بهم خارج حدود المدينة ومن نجى منهم عاد كما ذكرت الجائحة مؤكدة البيعة التنكرية لأهالي الشام.
لا تنتهي المعارك، فالجبل يعلو اليوم أكثر . . لا يد شاذة طالته في غابر الأزمان ولا يد مسلولة للدم ستطاله في قادمها . . حتى لو فني كامل سيل المستحدثين التقاة على أرض الكنائس والياسمين.

هشام خاطر ٢٠٢٥/٧/٢٩

+ -
.