قتل 22 فلسطينيا على الأقل في أكثر ليلة دموية في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ بدء الهجوم، بحسب ما ذكرته مصادر فلسطينية.
وتقول المصادر إن معظم الضحايا قتلوا في هجوم على منزل وآخر على مقهى في جنوب القطاع.
وتقول مصادر فلسطينية إن مقهى في خان يونس قد ضرب حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بينما كان رواده يشاهدون على التليفزيون مباراة نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، بين الأرجنتين وهولندا.
وأفادت التقارير الأولية بمقتل تسعة أشخاص في الهجوم، وإصابة 10 أشخاص آخرين بجروح.
وقالت مصادر فلسطينية إن القصف كان مباشرا على استراحة “وقت المرح” على شاطئ بحر خان يونس فجر الخميس.
وكان القتلى التسعة يتابعون المباراة بالاستراحة بعد أن أدوا صلاة التراويح، قبل أن تباغتهم الطائرات الإسرائيلية بصاروخ من طائرة حربية لتختلط دماؤهم بمياه البحر وفقاً لشهود عيان.
“الطرق على السطح”
كما قتل ثمانية فلسطينيون آخرون في هجوم منفصل، عندما أغارت الطائرات على منزل قرب المدينة، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الذي وقع على منزل في خان يونس الثلاثاء والذي قتل فيه ثمانية فلسطينيين كان “فادحا، ولم نكن نقصده”. وأضاف أن السكان عادوا إلى المبنى بسرعة عقب المكالمة التحذيرية لهم.
وقيل إن المنزل كان يمتلكه عودة كوارع، أحد قادة حماس المحليين.
وقالت مصادر إسرائيلية إن سكان المنزل قد حذروا بوقوع هجوم وشيك، وإن قذيفة فارغة بدون رأس حربي أطلقت على المنزل، في تحذير ثان يطلق عليه “الطرق على السطح”.
غير أن السكان بدأوا في العودة إلى المنزل خلال الفترة ما بين إطلاق قذيفة التحذير، وإطلاق الصاروخ الذي أصاب المنزل.
وأوضح أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن أغلب القتلى والمصابين هم من الأطفال والنساء، لافتًا إلى أن استهدافهم تم بصورة مباشرة دون أن يحذرهم بمغادرة المنزل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 550 موقعا تابعا لحماس، من بينها 60 منصة صواريخ، و11 منزلا لأعضاء كبار في حماس.
ووصف تلك المنازل بأنها مراكز قيادة.
أما المسؤولون الفلسطينيون فيقولون إن 25 منزلا على الأقل إما دمرت أو تضررت، ولا تنتمي جميعها إلى أعضاء في حماس.
تحذير
وواصل النشطاء في غزة إطلاق الصواريخ على إسرائيل الخميس، وقد سمعت صافرات الإنذار تدوي على البلدات الجنوبية.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس، إنه أطلق صاروخين من طراز إم 75 على تل أبيب.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأن الوضع في غزة “شديد الخطورة”، حاثا إسرائيل والفلسطينيين على إنهاء الأعمال العدوانية.
وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء ناقش الوضع مع الأمين العام للأمم المتحدة، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وإنه سيتحدث لاحقا مع قادة العالم الآخرين.
وكانت واشنطن قد أيدت القصف الإسرائيلي في غزة، بينما حث الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الجانبين على ضبط النفس.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الخميس لإجراء مناقشات طارئة بشأن الأزمة.
وقتل ثلاثة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية شمال غزة صباح الخميس ليرتفع عدد ضحايا العملية الإسرائيلية إلى 81 قتيلا وأكثر من 540 جريحا منذ بدء عملية “الجرف المحمي” الثلاثاء.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن القتلى كانوا ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف المقاتلين والمنشآت، بما فيها منصات إطلاق الصواريخ، ومستودعات الأسلحة، والأنفاق، ومراكز القيادة.
وعلى صعيد آخر ذكر التليفزيون المصري أن الحكومة قررت فتح معبر رفح الخميس لمرور بعض الجرحى بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أنذر “بمزيد من الهجمات المكثفة على حماس” في غزة، قائلا إن المتشددين “سيدفعون ثمنا كبيرا” نظير هجمات الصواريخ.
ويقول قادة القوات الإسرائيلية على حدود غزة إن هجوما بريا قد يكون “وشيكا جدا”.
واتهم مصطفى البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني نتنياهو “بإعداد عملية برية قد تؤدي إلى مجزرة ضخمة في غزة”.
وقال البرغوثي لبي بي سي إن حماس مستعدة لإعلان مشترك لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل رفضت الهدنة.
وقالت حماس إن جميع الإسرائيليين الآن هدف، متهما إسرائيل بانتهاك الهدنة التي توسطت فيها مصر بين الجانبين والتي أنهت الاشتباكات في عام 2012.
وحذر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن الحركة ستثأر، وطالب الفلسطينيين بالوحدة.