قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنهما عازمان على “مواجهة” تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الزعيمان البريطاني والأمريكي، اللذان كتبا مقالة في صحيفة تايمز البريطانية قبيل انعقاد قمة الناتو في ويلز، إن الأشخاص الذين يريدون اتباع “نهج انعزالي” لا يفهمون الوضع.
وقالا كذلك إن على الناتو أن يكون حاضرا بقوة في شرق أوروبا لتحذير روسيا من التدخل في أوكرانيا.
وفي تلك الأثناء، دعت شخصيتان بريطانيتان كبيرتان وبارزتان إلى إجراء محادثات مع الرئيس السوري، بشار الأسد، لدعم الجهود المبذولة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشن الولايات المتحدة، منذ فترة، غارات جوية على التنظيم، إلا أن بريطانيا لم تفعل ذلك حتى الآن.
وقال الزعيمان في مقالتهما المشتركة إن من يدعون إلى الانعزالية “لا يفهمون طبيعة الأمن في القرن الحادي والعشرين”.
وأضافا “أن التطورات في أجزاء أخرى من العالم، خاصة في العراق وسوريا، تهدد الأمن في بلادنا”.
وأشارا إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة “لن يترددا في عزمهما على المواجهة” لتنظيم الدولة الإسلامية، وأضافا “أن بلادا مثل بريطانيا وأمريكا لن يخيفهما القتلة البرابرة”.
قمة ويلز
ومن المقرر أن يلتقي زعماء العالم مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو قبيل بدء قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز في بريطانيا التي تبدأ أعمالها الخميس.
ويطلع بوروشينكو قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن المتوقع أن تركز القمة، التي تستغرق يومين، التي ستشارك فيها عشرات الدول على الصراع في أوكرانيا وكيفية مواجهة النفوذ الروسي المتزايد في المناطق الشرقية للحلف.
كما سيناقش الزعماء ومن بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سبل مواجهة تنظيم الدول الاسلامية الذي ظهر كتهديد جديد للحلف في جناحه الجنوبي.
محادثات هاتفية
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الاوكراني بترو بوروشينكو الاربعاء أعرب خلالها الرئيسان عن أملهما بالتوصل الى اتفاق للسلام بين الحكومة الاوكرانية والانفصاليين شرقي البلاد بحلول يوم غد الجمعة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر بالحكومة البريطانية قوله “يتعين على الحلف ان يظهر بوضوح ان تصرفات روسيا غير مقبولة واننا ندعم شعب اوكرانيا وحقهم في تقرير مستقبل بلدهم.”
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته “الاجتماع سيتيح للزعماء فرصة الاستماع الي تقييم بوروشينكو لأحدث تطورات الوضع على الارض ومناقشاته مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)… وسيرسل ايضا اشارة واضحة الي دعمهم لسيادة اوكرانيا وان المسؤولية تقع على عاتق روسيا للحد من تصعيد الوضع.”
وسيضم الاجتماع الذي سيعقد على هامش قمة حلف الناتو صباح الخميس بريطانيا، وفرنسا، وايطاليا، والمانيا، حيث من المقرر أن يبحث زعماء هذه الدول امكانية فرض عقوبات اقتصادية اشد على روسيا، ومساهمات الدول الاوروبية لتدمير “الدولة الاسلامية”.
قوة تدخل
وصعدت فرنسا الضغوط على روسيا الاربعاء باعلانها “أن الظروف ليست مؤاتية” لتسليم سفينتين حربيتين كانت روسيا قد اشترتهما منها. والقى مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باللائمة على تصرفات روسيا الاخيرة في اوكرانيا.
وستظهر دول الحلف دعما كبيرا للحكومة الاوكرانية في مواجهة روسيا التي يتهمها الغرب بمساندة ودعم الانفصاليين شرقي البلاد الذي يشهد حربا بين القوات الحكومية الاوكرانية وقوات المتمردين. لكن من غير المتوقع أن يدفع الحلف إلى مواجهة عسكرية مع موسكو.
وقال مسؤولون إن الحلف سينشأ قوة تدخل سريع تتألف من عدة آلاف من الجنود، على الأرجح، يمكن أن ترسل إلى مناطق الصراع الساخنة في غضون يومين.
وناشدت دول أوروبا الشرقية الاعضاء في الحلف، ومن بينها بولندا، قيادة الحلف أن ترسل قوات دائمة على أراضيها لردع أي هجوم روسي محتمل، إلا أن الناتو رفض الفكرة بسبب الكلفة المالية لها وبسبب عدم رغبته في خرق اتفاق وقع عام 1997 مع روسيا يتعهد الناتو بمقتضاه بعدم نشر قوات يعتد بها بشكل دائم شرقي أوروبا.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر الخميس أن أوباما وكاميرون سيتعهدان في بيان مشترك خلال القمة بدعم اوكرانيا ضد روسيا. ويدين البيان ما وصفه “بالضم غير القانوني ومن جانب واحد لشبه حزيرة القرم” وتهديد وحدة وسيادة أوكرانيا.
قمة مهمة
وتقول مراسلة بي بي سي بريدجيت كندال إن القمة تعتبر واحدة من أهم القمم التي تاريخ الناتو خلال العقود الماضية حيث ستناقش ما اذا كان الحلف مجهز لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
ويقول مراسل بي بي سي جافين هيويت إن الجمهوريات الثلاث السابقة في الاتحاد السوفياتي إستونيا وليتوانيا ولاتفيا تشعر بحالة من عدم الاستقرار نتيجة إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن روسيا لديها الحق في التدخل للدفاع عن مصالح الناطقين بالروسية.
رئيس الوزراء البريطاني (يسار) والامين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن سيقودان المناقشات حول الأزمة الاوكرانية
وكان أوباما زار إستونيا صباح الاربعاء، وأكد لرئيسها أن إستونيا “لن تقف وحدها”.
وحث أوباما الدول الاعضاء بالناتو على ارسال رسالة واضحة لدعم اوكرانيا في مواجهة ما وصفه “بالاعتداء الوقح” لروسيا.
وقال أوباما إن صورة اوروبا موحدة ومسالمة اصبحت مهددة بواسطة محاولة روسيا اعادة رسم الحدود “بقوة السلاح”.
وفي اعقاب تلك التصريحات مباشرة اعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون) عن ارسال 200 جندي إلى اوكرانيا للمشاركة في اجرءا تدريبات الشهر الجاري.
وتقدر الامم المتحدة عدد النازحين بسبب الصراع في اوكرانيا بمليون شخص في شرقي البلاد.